تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأمر الثالث: أن هذه الرواية فيها من المبالغة والتمجيد لانتصارات مزعومة نسجها الهمداني من مخيلته ولم نرها إلا عند الهمداني! , فأين أهل كتب المعاجم والبلدان والتواريخ والأنساب عن مثل هذه الأحداث الجسيمه؟ , وأين هم من ذكر ديار وأنساب وتفرعات أصحاب هذا الجيش الذي لا يقهر؟؟ , والذي أزاح وكسر شوكة كل تلك القبائل العريقة العظيمة والتي تاريخها يعود إلى ما قبل الإسلام كبني سُليم ومزينة وقريش والأنصار وما والاهما .... !!

الأمر الرابع: أين الجغرافيون والنسابون من تلك أحداث وأهلها!؟ , لماذا لم نجد لهم ذكر إلا عند الهمداني؟ , فإن قيل ذكرهم أبو زيد البلخي في كتابه صور الأقاليم, قلنا: أبو زيد البلخي ينقل عن الهمداني لأن البلخي كان معاصراً للهمداني فلا يستبعد التقائه بالهمداني في رحلته إلى مكة المكرمة, وبهذا فلا حجه في ما ذكره البلخي لأنه ينقل عن الهمداني الذي انفرد بهذه الأخبار والأحداث المزعومة.

الأمر الخامس: أين ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان وهو من أهل القرن السادس وقد أطلع على كتب الجغرافيين ممن سبقوه؟. أين هو من تلك الأحداث خلال ذكره لتلك المواضع؟ , لماذا لم نجده ذكر شيئاً من تلك الأحداث؟ , وأين أبو عبيد البكري صاحب معجم ما استعجم من تلك الأحداث أيضا؟ , فإن قيل: هؤلاء يكتبون عن بعد وينقلون من كتب الجغرافيين السابقون الذي سبقوا نزول بني حرب بالحجاز قلنا: لو سلمنا جدلاً بصحة هذا القول فأين تلك الأخبار من الجغرافي والنسابة أبو علي الهجري الذي سكن المدينة ودون جغرافيتها وأنساب أهلها وكان معاصراً للهمداني والتقى به في مكة المكرمة بل وأخذ عنه الهمداني, لماذا لم يذكر كل تلك الانتصارات؟ , ولماذا نتمسك بقول الهمداني اليماني المتهم بالكذب والذي لم ينزل المدينة ولم يستقر بها ونترك كلام الهجري الذي كان نازلاً بالمدينة ومؤلفاً عن قبائلها وأنسابها؟؟ , ولماذا لم نجده أي الهجري ذكر تلك المعارك المزعومة والتي قهرت فيها بنو سُليم ومزينة وقريش والأنصار وغلبت عليهم وسكنوا أرضهم في ذلك الوقت؟!! , فإن قيل إن كتاب الهجري الذي وضعه عن المدينة وأنساب قبائلها هو مفقود فلا يستبعد أنه ذكرهم في أحد كتبه المفقودة والتي لم تصل إلينا إلا جزء منها بعنوان التعليقات والنوادر! , قلنا: قد أطلع على أغلبها ونقل منها ياقوت الحموي والبكري وآخرهم السمهودي كلهم أطلعوا على كتب الهجري المفقودة اليوم ولم نجدهم ذكروا أو نقلوا شيئاً من تلك الأحداث والمعارك! , بل أين تلك الأحداث التي أحاطت بالمدينة وغيرت تركيبة أهلها من مؤرخ المدينة وعالمها السمهودي الذي كان ينزل المدينة ووضع تاريخ شامل للمدينة ومواضعها وأنساب القبائل التي تسكن حولها؟ , وهو مؤرخ يبحث في دور التقصي والشمول أيعقل أن يسهو عن كل تلك الأحداث الجسيمة؟؟.

قال العوفي:

تاسعاً: إن ابن حزم صاحب الخطأ الأول في نسب حرب أبعد من حيث الزمان والمكان والنسب من الهمداني والكلاعي, كما أن ابن حزم أيضاً أبعد من حيث المكان والنسب من الأشعري ومحمد بن نشوان الحميري. فابن حزم كان في الأندلس أما الهمداني والكلاعي والأشعري والحميري فهم أبناء الجزيرة العربية عاشوا في بلاد اليمن قريباً للجحاز والقاعدة هنا معروفة فصاحب الدار أعلم بما فيها خاصة إذا علمنا أن ثلاثة من هؤلاء العلماء وهم الهمداني والكلاعي والحيمري قد عاشوا فترة من حياتهم في صعدة أي في بلاد حرب القديمة قبل هجرتها إلى الحجاز, ملاحظة: إن قولي إن ابن حزم هو صاحب الخطأ الأول في نسب حرب لأن كل من نسب قبيلة حرب إلى بني هلال كالقلقشندي وابن خلدون وغيرهما إنما نقل هذا عن ابن حزم في كتابه جمهرة أنساب العرب.

إذا أردنا أن نجعل البعد الزماني والمكاني معياراً فإن السمهودي وكذلك الهجري وهو حجازي مديني سكن المدينة وكتب عن جغرافيتها وأنسابها وشعرائها أولى من الهمداني اليماني المجروح, ولم نجده ذكر ما أورده الهمداني من تلك الأكاذيب؟ , أما نشوان الحميري فلا يعدوا كونه اختصر كتاب الإكليل ولم يزد شيئا, وأما الكلاعي فما ذكروه ليس بحجه لأنه ليس إلا ناقلاً كذلك عن الهمداني!!.

قال أبو حاتم الشريف:

وهنا رأي لابن حجر حول نسب الأحامدة سكان الفقرة!

قال ابن حجر: (في هذه السنة كثر عبث العربان بالوجه القبلي والبحري، واشتد بأسهم وثارت الأحامدة من عرب الصعيد وهم ناقلة من أراضي الحجاز من آل بلي سكان دامة فما فوقها على جهة ينبع، فتحولوا إلى الصعيد الأعلى ونزلوا فيه واتخذوه وطنا، ووثبوا على والي قوص فقتلوه وقتلوا خلقا معه.

حقيقة يا أبا حاتم لم أكن أعلم عن هذا النص شيئا, وعندما قال الجزيري المتوفي في القرن التاسع في درر الفرائد المنظمة من أن الأحامدة في عداد قبيلة بلي القضاعية كذبه أغلب النسابون المعاصرون بدعوى أن الأحامدة اليوم في قبيلة حرب, ولكن ما قاله ابن حجر في هذا الموضع لم يجعل للشك مكانا!! , فأبن حجر متقدم عن الجزيري بحوالي القرنين من الزمان ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير