تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لجودة بنائها، وماء ذلك النهر لا ينقطع أبداً,, وبها حجر المطر، وهو ما أخبر به بعض المغاربة: أن بقرب طليطلة حجراً إذا أراد القوم المطر أقاموه، فلا يزال يأتي المطر إلى أن يلقوه، وكلّما أرادوا المطر فعلوا ذلك.

وبها صورة ثورين من حجر صلد,, قال العذري: إن طارقاً لّما غزا طليطلة ركب على الثيران، وكان ذلك الموضع معسكره، فلعل ذلك شيء من الطلسمات.

وكان بها بيت الملوك,, كلّ من مات من ملوكها ترك تاجه في ذلك البيت، وكتب عليه عمر صاحبه ومدّة ولايته,, وكان بها بيت آخر من ملك من ملوكها قفل عليه قفلاً، ووصى لمن يكون بعده أن لا يفتح ذلك البيت حتى انتهى الملك إلى رجل اسمه لذريق,, دخل البيت الأوّل فوجد فيه أربعة وعشرين تاجاً على عدد ملوكهم، ووجد على باب البيت الآخر أربعة وعشرين قفلاً ظن أن فيه مالاً، فأراد فتحه، فاجتمعت الأساقفة والشماسة (15) وعظموا ذلك، وسألوه أن يسلك مسلك الملوك الذين كانوا قبله,, فأبى إلا فتحه، فقالوا له أيّها الملك: انظر فيما يخطر ببالك من مال تراه فيه لندفعه إليك ولا تفتحه,, فأبى إلاّ فتحه,, فلما فتحه إذا في البيت صور العرب على خيولهم بعمائمهم ونعالهم، وإذا فيه مكتوب الملك فينا ما دام هذا البيت مقفلاً، فإذا فتح فقد ذهب الملك! ,, فندم لذريق على فتح الباب، فدخلت العرب بلدهم في السنة التي فتح فيها الباب في أيام الوليد بن عبدالملك، ولما فتحوها وجدوا بها مائدة سليمان بن داوود عليه السلام من ذهب، فلم يمكن نقلها لعظمها، فأمر الوليد أن يضرب منها حلي الكعبة وميزابها ففعل,, وما زالت بيد المسلمين إلى أن استولى عليها الفرنج في شهور سنة سبع وسبعين وأربعمئة، وإلى الآن بيدهم, (16) قال أبو عبدالرحمن: ستأتي إن شاء الله مناسبة للحديث عمن بنى القنطرة من الإنس لا الجن,, وقصة البيت والقفل وصور العرب من الاساطير,, وهي أساطير دفع اليها الوضع الحضاري المرموق لطليطلة، وكثرة الخيرات بها، وجمالها الطبيعي فوق وبين جبال يحف بها النهر من ثلاث جهات.

وقال ياقوت: طُلَيطُلةُ: هكذا ضبطه الحميدي بضم الطاأين (17) وفتح اللامين، وأكثر ما سمعناه من المغاربة بضم الأولى وفتح الثانية: مدينة كبيرة ذات خصائص محمودة بالاندلس يتّصل عملها بعمل وادي الحجارة من أعمال الأندلس، وهي غربي ثغر الروم وبين الجَوُف والشرق من قرطبة، وكانت قاعدة ملوك القرطبيين وموضوع قرارهم، وهي على شاطىء نهر تاجُه وعليه القنطرة التي يعجز الواصف عن وصفها,, وقد ذكر قوم أنها مدينة دقيانوس صاحب أهل الكهف,,قالوا: وبقرب منها موضع يقال له: جنان الورد,, فيه اجساد اصحاب اهل الكهف,, لا تبلى الى الآن,, والله أعلم، وقد قيل فيهم غير ذلك كما ذكر في الرقيم,, وهي من اجل المدن قدرا وأعظمها خطرا، ومن خاصيتها ان الغلال تبقى في مطاميرها سبعين سنة لا تتغير، وزعفرانها هو الغاية في الجودة، وبينها وبين قرطبة سبعة أيام للفارس، وما زالت في أيدي المسلمين منذ أيام الفتوح الى ان ملكها الافرنج في سنة 477، وكان الذي سلمها اليهم يحيى بن يحيى بن ذي النون الملقب بالقادر بالله، وهي الآن في أيديهم,, وكانت طليطلة تسمى مدينة الأملاك,, ملكها اثنان وسبعون لسانا فيما قيل، ودخلها سليمان بن داوود وعيسى بن مريم وذو القرنين والخضر عليهم السلام فيما زعم اهلها، والله اعلم,, قال ابن دُرَيد: طليطلاء مدينة وما أظنها الا هذه, (18).

وعلق ابن عبدالحق على ضبط ابن دريد بقوله: وكأنه لغة في طليطلة (19) قال أبو عبدالرحمن: ضبطها السمعاني؛ فقال: بضم الطاء المهملة وفتح اللام، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وكسر الطاء الاخرى,, وفي آخرها لام اخرى ,, ثم ذكر بعض علمائها (20) , وأما أهل الكهف فقد نُسبوا الى مواضع كثيرة، وعلمهم عند ربي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير