تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد حازت أعلى المرتبتين قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [23]

وفي القوم أناس جريرتهم الكبرى هي المحبة (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)، ما أشبه هؤلاء بالقائلين (أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [الأعراف: 82]

فهؤلاء يحبون مشاهدالفاحشة بين الشباب والفتيات، يطربون لسماعها في المجالس، يرسلون روابطها للناس عبر المنتديات والإيميلات والقروبات، يتسابقون إلى برمجة ونشر (البروكسي) لتحطيم سدود الطهر، وما درى هذا المسكين أنه يُسابق إلى جبل من جبال جهنم، أيها يحطم رأسه أولاً.

فغرس محبة العفاف سوْرٌ عظيم للفضيلة:

ولذا امتن الله على المؤمنين بقوله (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) [الحجرات: 7]

وأثنى عليهم بقوله (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة: 108]، وقوله (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222]

ودعا به صلى الله عليه وسلم لأمته "اللهم طهِّر قلبَه، وحصِّن فرجَه ".

وهذا الغرس له من الوسائل والأساليب ما لا يحصى:

1 - الإقناع: " أترضاه لأمك ... "

2 - التخويف: كما في حديث التنور، وأحاديث انتشار الأمراض ودلالة الواقع على ذلك.

3 - القصص: كما عند الاسماعيلي في مستخرجه وأصله في البخاري مختصراً عَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون قَالَ:

" كُنْت فِي الْيَمَن فِي غَنَم لِأَهْلِي وَأَنَا عَلَى شَرَف، فَجَاءَ قِرْد مِنْ قِرَدَة فَتَوَسَّدَ يَدهَا، فَجَاءَ قِرْد أَصْغَر مِنْهُ فَغَمَزَهَا، فَسَلَّتْ يَدهَا مِنْ تَحْت رَأْس الْقِرْد الْأَوَّل سَلًّا رَفِيقًا وَتَبِعَتْهُ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَأَنَا أَنْظُر، ثُمَّ رَجَعَتْ فَجَعَلَتْ تُدْخِل يَدهَا تَحْت خَدّ الْأَوَّل بِرِفْقٍ، فَاسْتَيْقَظَ فَزِعًا، فَشَمَّهَا فَصَاحَ، فَاجْتَمَعَتْ الْقُرُود، فَجَعَلَ يَصِيح وَيُومِئ إِلَيْهَا بِيَدِهِ، فَذَهَبَ الْقُرُود يَمْنَة وَيَسْرَة، فَجَاءُوا بِذَلِكَ الْقِرْد أَعْرِفهُ، فَحَفَرُوا لَهُمَا حُفْرَة فَرَجَمُوهُمَا، فَلَقَدْ رَأَيْت الرَّجْم فِي غَيْر بَنِي آدَم "

وليت من استفرغ جهده في جمعها من الكتاب والسنة وتجارب الناس.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 12:32 م]ـ

فغرس محبة العفاف سوْرٌ عظيم للفضيلة:

لله أبوك

ما أحوج الأمة إلى هذا السور في هذا الزمن الذي تغيرت فيه المفاهيم وتلاشت القيم وانتكست الفطر

وإني وأنا أقرأ هذه الكلمات الجميلة التى أملاها عليك نور القرآن أتسأل:

كيف لنا بهذا السور وقد دخلت علينا الدعوة إلى الرذيلة من كل باب وتسورت علينا من فوق كل حائط؟

أسواقنا حرب على العفة

لباس نسائنا حرب على العفة

إعلامنا حرب على العفة

إعلاناتنا حرب على العفة

إنها الفتن كقطع الليل المظلم كما صورها لنا حديث حذيفة رضي الله عنه

روى مسلم رحمه الله تعالى عن حذيفة رضي الله عنه قال:

كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ فَقَالَ قَوْمٌ نَحْنُ سَمِعْنَاهُ فَقَالَ لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ قَالُوا أَجَلْ قَالَ تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ فَقُلْتُ أَنَا قَالَ أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

" تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ"

ما أحوجنا إلى حملة مباركة لتسويق هذا السور في الأمة

وأقول تسويق وكنت أتمنى لو أني أستطيع أن أقول تسوير ولكن ما لا يدرك كله لا يترك ما يمكن فعله وإن قل

ولنتذكر قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:

"فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ"

رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير