والحمد لله هي كلمة كل شاكر , و إنّ آدم u قال حين عطس: الحمد لله , وقال الله لنوح u ) فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ((المؤمنون: من الآية28) , وقال إبراهيم u ) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ((إبراهيم: من الآية39) , وقال في قصة داود و سليمان) وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ((النمل: من الآية15) , وقال لنبيه محمد r ) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ((الإسراء:111)، وقال أهل الجنة) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ((فاطر: من الآية34)،) وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ((يونس: من الآية10).
وفي سنن ابن ماجة عن ابن عمر t أنّ رسول الله r حدّثهم: ((أنّ عبدا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك, فعضّلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء وقالا: يا ربنا، إنّ عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، قال الله عز وجل ــ وهو أعلم بما قال عبدُه ــ ماذا قال عبدي , قالا: يا رب إنه قد قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك , فقال الله لهما: اكتباها كما قال عبدي, حتى يلقاني فأجزيه بها)) (ابن ماجة.
الحمد أعم من الشكر لأن الشكر لا يكون إلا جزاء على نعمه والحمد يكون جزاء كالشكر ويكون ثناء ابتداء كما أن الشكر قد يكون أعم من الحمد لأن الحمد باللسان والشكر باللسان والقلب والجوارح فإذا فهمت عموم الحمد علمت أن قولك الحمد لله يقتضي الثناء عليه لما هو من الجلال والعظمة والواحدانية والعزة والإفضال والعلم والمقدرة والحكمة وغير ذلك من الصفات ويتضمن معاني أسمائه الحسنى التسعة والتسعين، ويقتضي شكره والثناء عليه بكل نعمة أعطى ورحمة أولى جميع خلقه في الآخرة والأولى. فيا لها من كلمة جمعت ما تضيق عنه المجلدات واتفق دون عدة عقول الخلائق، ويكفيك أن الله جعلها أول كتابه وآخر دعوى أهل الجنة، الشكر باللسان هو الثناء على المنعم والتحدث بالنعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التحدث بالنعم شكر، والشكر بالجوارح هو العمل بطاعة الله وترك معاصيه، والشكر بالقلب هو معرفة مقدار النعمة والعلم بأنها من الله وحده، والعلم بأنها تفضل لا باستحقاق العبد واعلم أن النعم التي يجب الشكر عليها لا تحصى ولكنها تنحصر في ثلاثة أقسام نعم دنيوية كالعافية والمال ونعم دينية كالعلم والتقوى ونعم أخروية وهي جزاؤه بالثواب الكثير على العمل القليل في العمر القصير والناس في الشكر على مقامين منهم من يشكر على النعم الواصلة إليه خاصة، ومنهم من يشكر الله عن جميع خلقه على النعم الواصلة إلى جميعهم والشكر على ثلاث درجات فدرجات العوام الشكر على النعم ودرجة الخواص الشكر على النعم والنقم،وعلى كل حال، ودرجة خواص الخواص أن يغيب عن النعمة بمشاهدة المنعم قال رجل لإبراهيم بن أدهم: الفقراء إذا منعوا شكروا وإذا أعطوا آثروا. ومن فضيلة الشكر أنه من صفات الحق ومن صفات الخلق فإن من أسماء الله الشاكر والشكور. [7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
ولعل ما في الحمد من تربية هو أنه لو لم يتعود الناس على الحمد والشكر؛ لاستدعى ذلك أن ينكروا النعم. فمن شكر اعترف، ومن جحد أنكر.
* قاعدة الإعجاز التربوي في الإيمان بربوبية الله - جل جلاله- للعالمين:
كلمة الرب تطلق على المالك , وتطلق على المعبود , وتطلق على السيد , وتطلق على المربي. ولعل أهم ما في هذا المصطلح هو كونه مشتقا من التربية , فالرب هو المصلح والمدبر والجابر والقائم , يقال لمن قام بإصلاح شيء: قد ربّه فهو له رابّ , ومنه سُمّّي الربانيون لقيامهم بالكتب, وفي صحيح مسلم ومسند أحمد:
(هل لك عليه من نعمة تربها) (مسلم وأحمد)، أي: تقوم بها وتصلحها , والرب: هو المربي , ومنه قولهم: ربّ ولده، أي: رباه.
¥