تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قراءته لسبب من الأسباب. والله تعالى أعلم.

وهذا الموضوع هو مقدمة وتمرين ذهني بسيط، وللكلام صلة وبقية إن شاء الله تعالى.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[رصين الرصين]ــــــــ[17 Sep 2010, 10:51 ص]ـ

بارك الله فيكم أخي رصين على هذه التعقبات التي ستسر الباحث الأخ عبدالرحمن النور، ولعله يتولى مناقشتك بنفسه، وإن كنتُ أراك تسارع لإثبات عجمة الكثير من الألفاظ العربية وإرجاعها للسريان أو غيرهم وتجزم بذلك كأَنَّكَ شهدتَ لحظة ولادتها دون العالمين، وأخشى أن تكون أصابتك لوثة المستشرقين الذين يرددون هذا في كتبهم هم وتلامذتهم دون دليل. وتجزم برأيٍ في أصلِ الاشتقاق لم يزل أهلُ اللغة مختلفين فيه إلى اليوم، ورفعُ الخلافِ فيه صعبٌ جداً، ولكن لا بأس بهذا في النقاش العلمي فالغرض هو الفائدة لنا جميعاً بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.

لا أعرف شيئا في حياتي قدر معرفتي باللغة العربية، ولكن حبي لها وتمسكي بها لا يحملني أن أتعصب لها؛ واعلموا بارك الله فيكم أن العربية أحدث اللغات السامية نشأة وطورا ومولدا، وقبل الإسلام بثلاثة قرون لم يكن لها وجود! ولذا اختارها الله وعاء لكتابه العظيم؛ لأنها أخذت أجمل ما في اللغات التي سبقتها، وتركت ما سواه، كما كانت لغة قريش بين سائر لغات قبائل العرب. ولولا القرآن لانقرضت كما انقرضت إنجليزية شكسبير ومن قبله. ووفقا لما سبق، فإن وجد لفظ مشترك بينها وبين لغة سامية أخرى، فواضح أن العربية مستوردة لا مصدرة؛ ذلك أنها الأحدث وليست الأقدم. أما السريانية بالذات؛ فلأنها أكثر لغة اتصل بها العرب الأوائل حتى قبل الإسلام، فلذلك اختاروا الإملاء السرياني في تدوين المصحف؛ لأنهم لم يكونوا يعرفون غيره. ولأن الإنجيل الذي كان يقرؤه الحنيفيون من أمثال ورقة بن نوفل كان مكتوبا بها. بل إنها قضت على العبرية فكتب اليهود توارتهم بالآارمية. وذلك تصديق قوله تعالى (((إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَاد))) والآراميون حكموا العالم بأسره قرونا من الزمان، وقضوا على جميع الحضارات السابقة، إلا أن اليمن استعصت عليهم. ولذا إذا لم يوجد للفظ أصل في العربية، فهو إما آرامي سرياني، وإما يمني سبئي. ولكلتا اللغتين معاجم حصرت ألفاظهما، على الأقل في حدود ما نشر من نقوش، وكلتاهما قبل العربية بآلاف السنين. فكيف تكون هي الأصل؟! وإذا أدى البحث اللغوي إلى موافقة قول المستشرقين، فليس ثمة لوثة إن شاء الله. أما أصل الاشتقاق فهذا مقرر في علم اللغة، ويدل عليه مثل قوله تعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} البقرة31، وما كان موضع خلاف بين اللغويين القدامى، قد حسمه البحث اللغوي اليوم. ولم يعد يخالف فيه إلا من كان ذا علم بالعربية لكنه جاهل بغيرها لا يعرف سواها من اللغات السامية. وهذا على الأقل رأي الكبار: إبراهيم السامرائي - إبراهيم أنيس - رمضان عبدالتواب - رحمهم الله - الذين لا يستطيع باحث لغوي أن يكتب كلمة دون العودة إلى كتبهم. وأما رفع الخلاف فلا أدعيه، ولكن من جاء بدعوى فعليه الدليل. وأظنني سقت الأدلة على كلامي، وإن فاتني شيء فنبهوني. وغفر الله لنا ولكم.

ـ[رصين الرصين]ــــــــ[17 Sep 2010, 12:14 م]ـ

و أخص الأخ رصين الرصين، بتعليقي هذا فأقول:

لو كانت علة تسمية القوارير بهذا الاسم لأنها مصنوعة من الزجاج فقط؛ لرأيت العرب تسمي "الكأس" المصنوع من الزجاج قارورة أيضا، ولضاقت علينا الأرض بما رحبت حين يظهر في زماننا "قوارير" مصنوعة من البلاستيك أو من الألمنيوم فلا ندري كيف نسميها لأنها ليست مصنوعة من الزجاج، علما بأن شيوع وانتشار صناعة القوارير من الزجاج ليس لصفاء الزجاج فبعض الزجاج له ألوان قاتمة حسب طريقة التصنيع؛ وقد شاع وانتشر تصنيع القوارير (لحفظ الماء أو السوائل الأخرى) من الزجاج لسهولة تصنيعها وذلك بتسخين مادة الزجاج ونفخها، كما أن الزجاج لا يتفاعل مع السوائل و لا يغير من طبيعتها؛ لكن تسمية القوارير لم تأتي لأنها مصنوعة من زجاج؛ بل لأن (الشراب/الماء) يستقر في بطنها.

حديثنا عن الزمن القديم، زمن نزول القرآن والجاهلية وما قبلها، أما التطور الدلالي فبابه واسع؛ وتستطيع أن تسمي شكلا ورقيا أو خشبيا - إذا صنعته على مثالها - قارورة. وأظنك تتفق معي أن القوارير البلاستيكية لم تكن معروفة زمنئذ، ولم يكن ثم إلا الزجاج.

أما قولك وبما أن الأستاذ مولع بالفيزياء، فدعوني أذكره بنظرية الأواني المستطرقة أردت من هذا أن أدلل على أن أشكال القوارير كثيرة، وأنك تخيرت شكلا واحدا، افترضت أنه يشبه - في شكله - رحم الأنثى.

قراءة المعنى الجديد تأتي ضمن المستويات الأربعة التي ذكرت أعلاه؛

هذه المستويات مقتبسة من أفرع علم اللغة الأربعة: الأصوات داخل الكلمة وهذان هما علما الأصوات والصرف - الكلمة داخل الجملة وهذا هو علم النحو- الجمل داخل النص، وهذا هو علم الدلالة. لكن النتائج التي توصلت إليها لا تتفق مع هذه القواعد، وقد ضربت لك مثلا باشتقاق قارورة من قر أو من (القر: البرد) ولعلك ستصل إلى البرَد، وهذا مسلم - ولو فلسفة وجدلا - لو كانت كلمة عربية، أما و (قارورة) ليست من كلام العرب، فلا

وهذه انتقائية يفرضها سياق هذه المستويات وليست انتقائية مزاجية،

ما دمت اعترفت أنها انتقائية، فاعلم أيها الفاضل أن الانتقائية غير مقبولة، ولا مكان لها في البحث العلمي عامة، واللغوي خاصة. وخاصة في تفسير كلام الله تبارك وتعالى. ونحن لا نضع النتائج مقدما ثم نبحث عن وسائل وطرق وطرقات إليها، بل يقودنا البحث العلمي إلى تلك النتائج. وما زلت أنتظر جوابا عن سائر الإشكالات

ولكم كل التحية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير