تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يا أستاذنا، أنا أربأ بنفسي وبالمنتدى أن أسلك هذا المنهج.

أما هذي فهي نظرية قديمة أول من قال بها هو أحمد ابن فارس (395 هـ) وجددها الأب العراقي أنستاس الكرملي (1947) ومنشؤها الخلاف في اللغة التي كان آدم عليه السلام يتحدثها؛ فإنه لا ينكر أن آدم تكلم إلا الملحدون، أما اليهود فيزعمون أنها العبرية، والنصارى يقولون الآرامية، ويزعم المسلمون أها العربية .. وأما البحث اللغوي فقد استبعد هذا كله، واكتفى بتقرير أن آدم تكلم، ولم يكن يستخدم لغة الإشارات كما يقول علماء النفس والاجتماع والأنثروبولوجي (الملحدون) الذين لا يؤمنون بكتاب مقدس، وإنما يعتمدون منهج التجريب، فجاءت هذه النظرية كرد فعل دافعه العاطفة والتعصب لا أكثر، أما أنها تستند إلى أساس علمي، فلا.

أما كتب الدكتور خشيم فقد اطلعت عليها وهي متوفرة على النت، وأما كتاب عبدالحق فاضل فقرأته قديما، وأما كتاب عماد حاتم فهو في مكتبتي وقد قرأته. وأفضل مما ذكرت جميعا كتاب الدكتور رمزي بعلبكي (الكتابة السامية) الذي أثبت فيه أن الهيروغليفية سامية، وليست -كما يزعم المستشرقون - حامية.

وأما نوح عليه السلام فقد اكتشفت عندنا مومياء كانت ثورة في (علم الأنثروبولوجي: الإنسان) وقد قدر تاريخها بثلاثمئة ألف سنة، ثم اعتذروا عن زيادة صفر - رغم أنه كان مكتوبا بالحروف لا الأرقام - وقالوا ثلاثون ألف سنة، فلو تنزلنا وقلنا إنها كانت لأحد قوم نوح - لا أكثر - فإذن نوح عليه السلام يمني، ومن الأدلة على ذلك أسماء آلهة قومه التي ذكرها القرآن فهي جميعا وردت في النقوش، وأما وزن الفعل المضارع (يعوق) فهو وزن يمني بحت، لا تعرفه لغة أخرى. فلو سلمنا مع القائلين بأقدمية العربية، فليست البتة عربية الشعر الجاهلي والقرآن الكريم، وهي قطعا اليمنية القديمة السبئية، التي كان يتكلمها نوح عليه السلام وقومه. وهذه هي المصدرة، أما العربية التي نعرفها فهي مستوردة. ومن المقرر أن السلالة السامية أقدم السلالات البشرية، وأن السلالة اليمنية أقدم السلالات السامية، والحاصل: أن السلالة اليمنية - ومعها اللغة اليمنية السبئية، أو المعينية لغة الجوف وبراقش - هي أقدم السلالات واللغات البشرية. فأول من وضع قدمه على الأرض - بعد آدم عليه السلام - يمني. وهذا ليس بحث مؤرخين ومفسرين ولغويين نظريا، بل هو بحث جيولوجي أنثروبولوجي آثاري. يعني مؤكد لا شك فيه.

أما النصراني الحاقد لويس عوض، فأقل من أن يذكر، وتعلمون أنه صاحب الدعوة لتعميم العامية.

ولي طلب من كل من يجري بينه وبيني نقاش، فأقول: من كان لديه خطة هدم، فلا بد أن يكون لديه خطة بناء. وإلا ترك المبنى القديم كما هو. فأنا أسأل الرافضين: أي لغة هي الأقدم؟ العربية مستحيل. هاتوا غيرها.

هذه دعوى كذلك، فمن قال لك أن العرب اختاروا الإملاء السرياني على غيره. ودونوا به المصحف

وفق نظرية الهدم السابقة، إن لم يكن وفق السريانية فوفق ماذا؟ أما ابن الكلبي وغيره، فسبق أننا نعاملهم معاملة الحديث الضعيف.

نحن لدينا نقوش مكتوبة بخط، أقرب شيء أن يكون نبطيا آراميا، والنبطية لهجة من الآرامية السريانية، أما خليل نامي وغيره فرأيهم معروف، وهذا هو المتأثر بالضغط السياسي اليهودي، لا من قال بالسريانية؛ لأنهم يقولون بأنه تطور عن الخط الكنعاني - والعبرية لهجة كنعانية - وهذا أضعف الآراء، وأما الشيخ الدكتور غانم الحمد فأظنه لم يقطع؛ لأنه لم ير شكل تلك الكتابات، ولكم أن تشاهدوها في اي كتاب يتحدث عن الكتابات القديمة، والشكل يكفي لإصدر الحكم.

سبق بيان أن اليمنية أقدم اللغات البشرية، وعليه فهي المصدر الأول، والأصل الأصيل لكل لفظ سامي، وأما السريانية فهي أكثر الأعجمي ورودا في القرآن. فتلك الأقدم، وتلك الأكثر ولا أنكر وجود الأكدي (كسف) والحبشي (هيت - فصرهن) والفارسي (سندس - استبرق - أباريق) وربما الروماني والتركي والهندي ..

المستشرقون في العصر الحديث هم أبرز من وضع معاجم هذه اللغات التي تتحدث عنها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير