تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

? قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [الكهف: 67]. وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً [الكهف: 68]. قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً? [الكهف: 69].

? وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ? [يونس: 109].

ولمَا قُلت أيضا تأصيل في قَوله تعالى في سورة المائِدة: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [المائدة: 101]. قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ? [المائدة: 102] ... فضَرب الأمثَال وطَرح الأَسئلة والإشكالات قَبل تنزُّل القُرآن على القَلب قَد يُفضي إلى الكُفر بصريحِ هذه الآية الكَريمة، وبالمقابل (وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ). (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرا?ً [الفرقان: 33].

فَلا مَانِع إذن مِن السّؤال في سياق الاتِّباع كَما نَقل لنا الله عزّ وجل في كَثير مِن الآيات عن الصَّحابَة الكرام (يسألونك عن الخمر والميسِر). (يسألونك عن المحيض). (يسألونك عن اليتامى). (يسألونك ماذا يُنفقون). (يسألونك عن الأَهلة). وأغلبها كَما يُلاحظ أسئلة يُحتاج إليها للعَمل لا تَحتَمل التَّأخير، ولو لم يتلبسُوا لم يسألُوا، وجُلُّ مواضع (يسألونك) جاءت في المرحلة المَدنيَّة بَعد أن صُهرت القلوب بالقُرآن المَكِّي سنين عَددا! وكلُّها نافعة مفيدة مُثرية للنَّص القُرآني الخالِد لا مُقوِّضة له أو مُقصية كما هُو بيِّن واضِح! وهكذا جزاء كل مُتِّبع مُنصِت يبتغي إيجادَ حُلول لِواقِعِه، ومَخارِج لمشكلاته وأزَماتِه؛ فسيهديه اللَّه تعالى سُبل السَّلام والصَّلاح بإذنه وقُوَّته وَحده، وسَتكون أسئلته مُساهَمة في تثوير نصوص القرآن، وتنزيلها على كافة وَقائِع الحَياة في أي تخصص وفي أيِّ مَجال ... ? قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [المائدة: 15]. يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ? [المائدة: 16] ... ? وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى? [طه: 47]. ? فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى? [طه: 123].

وفي قضيَّة السُّؤال دَوما أمَرنا اللَّه تعالى بسؤال أهل الذِّكر؛ والذِّكر مِن أسمَاء الوَحي ... ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر: 9] ... ومَعلوم أن أهل كلٍّ شيء هم أقرَب النَّاس علما وصلة بِذلك الشَّيء؛ كما يُقال: أهل القَرية، أو أهلُ التَّخصُّص مثلا ... فالسُّؤال لا يَكُون لكلِّ أَحد؛ بل لِمن ارتَوى مِن مَعينِ الوَحي ورَسخ فيه قَدمُه؛ فإنَّه باتِّباعه لآيات الكِتاب ورسوخِه في عِلم الوَحي يستَطيع إدراكَ ما غابَ عَن من لم يَصِل إلى مَرتبته في الاتِّباع؛ فيُستعان بِه للاستيضاح والاستنباط وتنزيل المَعاني على الأَحداث والوَقائِع!

وقد ينقَدِح سؤال هُنا: وهَل وَاجب على كلِّ أحد أن يُحيط بكلِّ الآيات على وَجه التَّفصيل؛ حتَّى إنَّه لا يَسَعُه جَهل نبي أو صِفة للجنَّة أو النَّار، أو مَشهَد لِيَوم القِيامة؟ وكَم مِقدار الإِحاطة بالآيات الذي يُكلَّف به الإِنسان والذي يَخرُج بِه من طائلة الهجران وعَدم اتِّباع الآيات الذي يستهجِنه البَاري عزّ وَجل على الأشقياء غدا يَوم الحساب ? حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [النمل: 84]؟!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير