(كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:7)
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات:9)
(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف:4)
الذين لا يحبهم الله تعالى:
(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) (النساء:36)
(وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) (النساء:107)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (المائدة:87)
(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (لأنفال:58)
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (القصص:76)
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص:77)
(وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان:18)
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (الأعراف:55)
(لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) (النحل:23)
ـ[د/محمود شمس]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:55 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. وبعد:
فإني أسأل الله جل وعلا التوفيق لجميع القائمين على هذا المنتدى المبارك لجهدهم المشكور في إثراء المناقشات العلمية المثمرة بإذن الله تعالى.
وسأحاول أن أدلي بدلوي هنا في الفرق بين (لا يحب الله)، و (يكره الله) وأسأل الله عز وجل التوفيق.
وهي محاولة للتدبر.
حيث تجد أن في قوله تعالى (إنه لا يحب، أو: إن الله لا يحب) فتْح باب لمن فيهم صفة لا يحبها الله تبارك وتعالى؛ حتى يعلموا ذلك فيخلّصون أنفسهم من تلك الصفة عندما يعلمون أن الله تبارك وتعالى لا يحب من فيهم تلك الصفة؛
ففي هذا التعبير من الرحمة والشفقة بعباده والتودد والتلطف بهم ما يؤكد رحمة الله تبارك وتعالى بعباده؛
أمّا لو قال جل وعلا: (إنه يكره) لكان في هذا التعبير - والله أعلم - إغلاق باب التوبة والعودة لرب العالمين على المتصفين بتلك الصفة.
وأقرّب هذا المعنى _ وأسأل الله جل وعلا أن يغفر لي ولكم -:
هب أنك قلت لولدك: أنا لا أحبك لأنك مقصر في المذاكرة.
أو: أنا أكرهك لأنك مقصر في المذاكرة.
في أي الأسلوبين تودد منك لولدك وترغيب له في التخلي عن تلك الصفة؟؟
أعتقد أنك لو قلت له: أنا أكرهك ففيه صدّ له وإبعاد وتأييس؛ فلن يكون عنده الأمل في أن يكسب حبك بعد ذلك.
أما إذا قلت له: أنا لا أحبك؛ ففيه فتْح باب له ليعود لك إذا أراد ليكسب حبك
فلا بد أن يبتعد عن تلك الصفة حتى يكسب حبك.
وفي القرآن الكريم كثير من الأساليب التي تؤكد هذا المعنى.
ففي قول الله تبارك وتعالى: (قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما).
عندما نتدبر ندرك أن تلك الآية نزلت ردا على من زعموا أن القرآن الكريم إفك افتراه محمد - صلى الله عليه وسلم - وأعانه عليه قوم آخرون، أو كما زعموا: أساطير الأولين اكتتبها؛ فلم ختم الله تبارك وتعالى تلك الآية بقوله جل وعلا: (إنه كان غفورا رحيما)؟؟؟؟ لأنه موضع عزة وحكمة.
لن تجد إلا أن هذا فتح باب للتوبة لمن أراد أن يعود لربه نادما على قوله السابق معلنا إيمانه؛ فالله تبارك وتعالى يفتح باب المغفرة لعباده رحمة منه جل وعلا.
والآيات كثيرة والأمر يطول لكني أترك المجال للإخوة الأفاضل أساتذتنا الكرام لعلهم يطوّفون بنا حول تلك المعاني.
فهذا ما تبين لي فهمه من هذا التعبير وأسأل الله أن أكون قد وفقت في ذلك.والله أعلم.
¥