تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

? معارضته لنظام الحكم في مصر وفي جميع البلدان العربية والإسلامية لم تبتدئ بتحوله الإسلامي ولا بانضمامه للإخوان المسلمون ولا بالتغير المنهجي في آخر عمره ولكنه قديم قِدَمَ اشتغاله بالصحافة ...

? فضحه للآفات الاجتماعية ومحاولة الوقوف على أسبابها تقديم العلاج لها ... فهذه الميزة تجدها في ظلاله كما تجدها في مقالاته

? دفاعه المستميت عن أرائه وأفكاره ونشرها والبوح بها مهما رآها الناس غريبة ومهما بلغت قوة المعارضين لها ... فالمتابع لمنهجه في مقالاته وفي العديد من مواقفه الصحفية يدرك هذا جيّدا ......

? النقد الذاتي هذه الميزة التي تسببت في ظهور منهجه الأخير وفيما عرفه من تحولات في جميع أطوار حياته لعله استقاها من ميدان الصحافة بسبب طول اشتغاله بالنقد وبسبب كثرة حملاته التي شنّها على عالم الصحافة على أصحابها والمشتغلين بها رغم كونه واحد منهم بل من أبرزهم

? الأسلوب المشوّق المثير الجذاب ,عدم الإطالة في الموضوع الواحد , والانتقال من موضوع لآخر حتى لا يملّ القارئ , استعمال المحسنات البديعية خاصة الطباق والمقابلة , الاستعانة بالثنائية في المبادئ والأحكام والأفكار ... كلّ هذه الأساليب استعملها في الظلال واستعملها قبل ذلك في مقالاته الصحفية ...

رابعا:الجانب العلمي

المقصود بالجانب العلمي مرحلة تعلم سيد وتعليمه ووظيفته في الوزارة التي لم تَخرُج عن الإشراف وعن مراقبة العلم والتعليم , وكذا حياته الفكرية خارج الصحافة

لقد بدأ سيد تعليمه الابتدائي في مدرسة غلب عليها الاتجاه الإصلاحي التنويري أحاطه القائمين عليها برعاية خاصة لما لاحظوه فيه من النبوغ المبكر والحدّة في الذكاء والنشاط والقوة في الحفظ وهي كلّها علامات جعلتهم يتنبئون (يتنبؤون) لهذا الصبي بمستقبل في الميدان العلمي مرموق

حفظ سيد القرآن وعمره لا يتجاوز العشر سنين , وقصة حفظه قصة شيّقة تحمل في طياتها دلائل الزعامة والشجاعة والتحدي 14

تعلق سيد منذ طفولته الأولى وشغُفَ بالمطالعة , فكانت له مكتبته الخاصة , بعض كتبه كتَبَها بيده كتلك التي كان أستاذه ومدير مدرسته يعيرها له جمع لأجلها كلّ الأوراق البيضاء الموجودة في كرّاساته للسنوات الماضية وجعل منها كراسة كبيرة كتب فيها ديوانا للشعر ومقدمة تاريخية ...

وكان من أصدقائه ـ على صغر سنّه ـ شيخٌ كُتُبيّ أي بائع للكتب يدعى العَمُّ صالح يأتي دوريا إلى القرية ويعرض عليهم جديد المجلات والكتب وكان سيد زبونا وفيا وممتازا عند لدى كان العمّ صالح يدّخر له أحسن وأخطر الكتب , وكان سيد يوفر مصروفه اليومي ويجمعه لأجل شراء الكتب فإن لم يكفِه المصروف استعانَ بأمه وأبيه ولم يكونا يبخلان عليه بالمال من أجل العلم والمعرفة , وكانت مكتبته تلك متكونة من كتب شتى فبعضها ديني وبعضها أدبي وكثير منها قصصي من نوع القصص الذي يحبه الأطفال ويميل إليه الشباب والصبيان كقصص أبي زيد ودياب بن غانم والزناتي خليفة والقصص البوليسية كشارلوك هولمز واللص الشريف ... وغيرها

وقد علت مكانته بين سكان قريته وصاروا يكبرونه ويجلونه ويقدِّرونه لما رأَوْا فيه من الاهتمام بالعلم والتمكن فيه فهو على صغر سنه أكثرهم قراءة واهتماما بالعلم والكتب فكان كثيرا ما يتولى بدل والده مهمة قراءة الصحف والمجلات لأهل القرية المجتمعين في بيتهم

ثم سافر للقاهرة سنة 1920 والتحق بمدرسة المعلمين الأوَّليّة سنة 1922 وتخرّج منها سنة 1924 حاملا "إجازة الكفاءة للتعليم الأوّلي" ونظرا لتفوقه سُمِح له بمواصلة الدراسة عن طريق الانتساب إلى "تجهيزية دار العلوم" التابعة لكلية دار العلوم سنة 1925 ليتخرج منها بعد أربع سنوات أي سنة 1929 , وممّا كان يدرس فيها: اللغة العربية , الفقه , الدين الإسلامي , القرآن والتفسير والحديث , علم الحياة "البيولوجيا" , التاريخ والجغرافيا , نظام الحكومات , الرياضيات , العلوم الطبيعية , الرسم , الرياضة البدنية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير