? انتقاده كعادته لمؤسسة التعليم في جميع مستوياتها وتقديمه للوزارة برنامج إصلاحي مفصّل
وننتقل الآن إلى الحديث عن بعض مميزات فكره ومعالم شخصيته وتفسيره التي نظنها انعكاسات وتأثر بهذا الجانب من حياته ومحيطه نذكرها في شكل نقاط دون التوسع في شرحها وبيانها:
? الاتجاه الديني الإصلاحي التنويري المبكر
? حبّ الاطلاع وسعة ثقافته ومجالات معرفته
? اهتمامه بالجانب العملي التطبيقي من العلم
? مواقفه التأسيسية التجديدية
? جنحه نحو الإصلاح والتغيير
? استعداداته المبكرة لخوض المعارك والتحديات
? لم يبتعد سيد عن العلوم الدينية وعن القرآن ابتعادا كليّا أبدا حتى في أظلم وأحلك مراحل حياته
? الجرأة في التصريح بمواقفه وأرائه
? ثقته في نفسه
? النقد عموما والنقد الذاتي على وجه الخصوص فهو ينتقد كلّ ما لا يرضى عنه وممّا ينتقده دائما المؤسسات التي ينتمي إليها والطريقة والمنهج الذي يسير عليه إمّا تلميذا أو طالبا أو معلما أو إداريا
خامسا: عالم النقد والأدب
الأدب هو الأخذ من كلّ شيء بطرف؛ وقد أخذ سيد عليه رحمة الله من كلّ شيء بطرف من خلال تجاربه الواسعة ومعارفه وثقافته المتنوعة ثم ترجم كلّ ذلك في نتاج أدبي بديع في مقالاته الرائقة وكتاباته الشيقة
خابر سيد الفلاحة والزراعة ومعالجة المواشي والتعامل مع الفلاح ورجل الريف , كما خابر السياسة شارك في مختلف أحزاب المعارضة بل وعاين رجال السلطة وشارك في صنع القرار , لا تقوم ثورة في مصر إلاّ وكان من رجالها وأبرز المشاركين , جال وصال في مجالات الصحافة محررا مراسلا رئيسا ومديرا , علّم ودرّس ردحا من الزمن , سافر إلى مختلف الدول العربية كما سافر إلى الغرب إلى أمريكا روما الجديدة زعيمة العالم الحرّ كما يسمونها , أحبّ مرتين؛ الحبّ الأوّل الذي يبقى مرسوما في الذاكرة مهما طال الزمن ومت السنون , وحباًّ عميقا صادقا حالت ظروف الواقع والحياة دون ترجمته إلى زواج وعقد نكاح فبقي أثره مرسوما خالدا لكن في القلب هذه المرة , بل لقد ذهبت بسيد التجارب والخوض في كلّ شيء بشجاعة وجسارة أن كان في صغره ويا للعجب!! يكشف عن البخت والطالع بفضل كتاب كان عنده اشتراه من الكُتُبي العمّ صالح ويحكي عن نفسه في "طفل من القرية" أنّ هذه التجربة مكّنته من دخول البيوت والاطّلاع على أسرار العائلات وخباياهم فإنّ النسوة لصغر سنّه كنّ يطلعنه على ما لا يطلعن غيره , ثم تجربة السجن والابتلاء والتعذيب ..... وغيرها من التجارب في مختلف مجالات الحياة , لم تتوقف قطّ من الصغر إلى أن لقي الله شهيدا نحسبه كذالك .... كلّ هذه التجارب المتعددة والمتنوعة جعلت منه الأديب البارز الكبير والشاعر الفحل العظيم ورائد النقد وزعيمه ......
ولنحاول الآن السير مع سيد وتتبع مجريات حياته من هذه الحيثية لعلنا نجد فيها أصولَ منهجه ومنطلقات فكره وكلّ ما أثّر فيه وفي تفسيره في شكل نقاط ولمحات وجيزة ...
? توجّه سيد نحو الأدب بدأ مبكرا في مراحل تعليمه الأولى فقد كان لأستاذه الأول ومدير مدرسته دوره البارز في وجهته تلك من خلال الكتب التي كان يعيرها له ... ثم خاله الذي سكن عنده في القاهرة والذي عرّفه بالعقاد وأدخله صالونات الأدب ونواديه ومن ثَمَّ راح سيد يتصل بالكتاب والشعراء وينهل من معينهم أوّلا ثم سرعان ما استقام عوده وبدأ ينتج ما يضاهي إنتاجهم لا بل قد يفوقه ويتفوق عليه ثم اهتم بالنقد الأدبي واشتغل به حتى سبق أقرانه وتقدم عليهم فيه
? من أوائل الأدباء الذين اتصل بهم سيد عباس محمود العقاد وكان أكثر الأدباء تأثرا به فقد قرأ موسوعته المكتبية جميعها وكان يحضر ندوته الأسبوعية والتي كان يعقدها صبيحة كلّ جمعة بدأ حضورها مطلع العشرينات واستمر في حضورها أكثر من ربع قرن من الزمن وعلاقة سيد بالعقاد تحتاج إلى بحث مطوّل خاص فقد بدأها بالتأثر به إلى درجة اعتبره سيد شعراء الأولين والآخرين وزعيم الأدب في القديم والحديث أخذ بمذهبه في الشعر والأدب والنقد والفكر والسياسة وفي كلّ مناحي الحياة ... واستمر على هذه الحالة ما يقارب ربع قرن من الزمن لكن سيد كعادته يقوّم نفسه يقوّم منهجه يقوّم شيوخه كما يقوّم المؤسسات والمنظم إليها والأفكار التي يتبناها في كلّ زمن وحين وهذا ما جعله ينفصل عن العقاد بعد ذلك وعن فكره ونهجه ليتوجه
¥