? بيان المهمة العملية الحركية للقرآن: " القرآن الكريم ليس كتابا للتلاوة فقط , ولا مجالا للأجر والثواب فقط , ولا سجلاً للثقافة أو الفقه أو اللغة أو التاريخ فقط , ولكنه "الرائد الحي لقيادة أجيال الأمة , وتربيتها وإعدادها لدور القيادة الراشدة ... .. ومن تدبر القرآن بقلب يقظ خاشع فإنه يجده توجيهات حية تتنزل اليوم لتعالج مسائل اليوم , ولتنير الطريق إلى المستقبل ... "26 "فهو كائن حي متحرك. ونحن نراه في ظل هذه الواقعية يعمل ويتحرك في وسط الجماعة المسلمة , ويواجه حالات واقعة فيدفع هذه ويقر هذه , ويدفع الجماعة المسلمة ويوجهها. فهو في عمل دائب , وفي حركة دائبة ... إنه في ميدان المعركة , وفي ميدان الحياة ... "27 " ... سنرى القرآن حيا يعمل في حياة الجماعة المسلمة الأولى , ويملك أن يعمل في حياتنا نحن أيضا , وسنحس أنه معنا اليوم وغداً , وأنه ليس مجرد تراتيل تعبدية مهومة بعيدة عن واقعنا المحدد , كما أنه ليس تاريخا مضى وانقضى , وبطلت فاعليته وتفاعله مع الحياة البشرية ... "28 " ... وهكذا نجد هذا الكتاب لا يعلم المسلمين العبادات والشعائر فحسب , ولا يعلمهم الآداب والأخلاق فحسب ــ كما يتصور الناس الدين ذلك التصور المسكين ـــ إنما هو يأخذ حياتهم كلها جملة. ويعرض لكل ما تتعرض له حياة الناس من ملابسات واقعية ... وها هو يرسم للمسلمين جانبا من الخطة التنفيذية للمعركة , المناسبة لموقفهم حينذاك , ولو جودهم بين العداوات الكثيرة ... "29 " ... إنّ هذا الدين ليس نظرية ليتعلمها الناس في كتاب , للترف الذهني , والتكاثر بالعلم والمعرفة! وليس كذلك عقيدة سلبية يعيش بها الناس بينهم وبين ربهم وكفى! كما أنه ليس مجرد شعائر تعبدية يؤديها الناس لربهم فيما بينهم وبينه ... إنّ هذا الدين إعلان عام لتحرير الإنسان ... وهو منهج حركي واقعي ... يواجه واقع الناس بوسائل مكافئة ... والحركة في هذا الدين حركة في واقع بشري. والصراع بينه وبين الجاهلية ليس مجرد صراع نظري يقابَل بنظرية ... هذا هو المنهج الواقعي الحركي الإيجابي لهذا الدين .... "30
? المحافظة على جوّ النص القرآني: وقد تحدثنا عن هذا البند والذي بعده في أوّل معالم الظلال
? استبعاد المطولات التي تحجب القرآن: نسجل ها هنا مقولة للمفسر يذكر فيها علاقته بالقرآن وتذوقه له كيف كانت التفاسير تحجبه عنه وكيف أنه وجده بالعودة للقرآن يتعامل معه مباشرة .... " ... ودخلت المعاهد العلمية , فقرأت تفسير القرآن في كتب التفسير , وسمعت تفسيره من الأساتذة , ولكنني لم أجد فيما أقرأ أو أسمع ذلك القرآن اللذيذ الجميل الذي كنت أجده في الطفولة والصبا ... وا أسفاه لقد طُمست كل معالم الجمال فيه , وخلا من اللذة والتشويق ... ترى هما قرآنان؟ قرآن الطفولة العذب الميسر المشوق , وقرآن الشباب العسر المعقد الممزق؟ أم إنّها جناية الطريقة المتبعة في التفسير. وعدت إلى القرآن أقرأه في المصحف لا في كتب التفسير. وعدت أجد قرآني الجميل الحبيب "31
? تسجيل إيحاءات النص وظلاله ولطائفه: "كان سيد قطب يتلو الآيات التي يريد تفسيرها , ويعيد التلاوة , ويعيش بكيانه مع معانيها وإيحاءاتها وظلالها. ثم يكتب تفسيرها , ويقيد خواطره حولها , ويدون إيحاءاتها وإيماءاتها , وحقائقها ودلالاتها , وصورها وظلالها. وهو في عمله هذا يطبق المنهج القويم في التفسير , ويسير مع أقرب الطرق لفهم كلام الله."32
? دخول عالم القرآن بدون مقررات سابقة: تقدم الحديث عن هذا البند
? الثقة المطلقة بالنص القرآني والتسليم التام بدلالاته: " كان سيد قطب يثق بالنص القرآني ثقة مطلقة ويصدق به تصديقا جازما , ويسلم بدلالاته تسليما تاما , ويتلقى إيحاءاته وتوجيهاته وحقائقه دون تأويل أو تحريف , فما يقرره هو الحق , وما يوحي به هو الصدق , وما يدل عليه هو الخير , وكيف لا وهو كلام الله {ومن أصدق من الله حديثا} 33 وموقف العقل المؤمن هو التسليم بدلالاته وتصديق تقريره والثقة به , ودور المفسر الملتزم هو فهم تقريراته وتوجيهاته وبيانها للناس دون تأويل أو تحريف ... "34
¥