تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

? غنى النصوص بالمعاني والدلالات: "نصوص القرآن الكريم دقيقة في صياغتها , جليلة في معانيها , مترابطة في أهدافها ومراميها , متينة في أدائها , قوية في تأثيرها , غنية في دلالاتها ومعانيها , ساحرة في صورها وظلالها ... "35 ويقول المفسر ابن عطية في مقدمة تفسيره: "وكتاب لو نزعت منه لفظة , ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد, ونحن تتبين لنا البراعة في أكثره , ويخفى علينا وجهها في مواضع , لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة , وميز الكلام .... "36 يقول المفسّر رحمه الله:"إنّ الأداء القرآني يمتاز بالتعبير عن قضايا ومدلولات ضخمة في حيز يستحيل على البشر أن يعبروا فيه عن مثل هذه الأغراض , وذلك بأوسع مدلول , وأرق تعبير , وأجمله وأحياه أيضا! مع التناسق العجيب بين المدلول والعبارة والإيقاع والظلال والجوّ. ومع جمال التعبير دقة الدلالة في آن , بحيث لا يغني لفظ عن لفظ في موضعه , وبحيث لا يجور الجمال على الدقة ولا الدقة على الجمال. ويبلغ من ذلك كله مستوى لا يدرك إعجازه أحد , كما يدرك ذلك من يزاولون فن التعبير فعلا. لأنّ هؤلاء هم الذين يدركون حدود الطاقة البشرية في هذا المجال. ومن ثم يدركون بوضوح أنّ هذا المستوى فوق الطاقة البشرية قطعاً. وينشأ عن هذه الظاهرة ظاهرة أخرى في الأداء القرآني .. هي أنّ النص الواحد يحوي مدلولات متنوعة متناسقة في النص , وكلّ مدلول منها يستوفي حظه من البيان والوضوح دون اضطراب في الأداء أو اختلاط بين المدلولات. وكل قضية وكل حقيقة تنال الحيز الذي يناسبها. بحيث يستشهد بالنص الواحد في مجالات شتى , ويبدو في كلّ مرة أصيلا في الموضع الذي استشهد به فيه , وكأنما هو مصوغ ابتداء لهذا المجال ولهذا الموضع! وهي ظاهرة قرآنية لا تحتاج منا إلى أكثر من الإشارة إليها ... "37

? بيان أهمية العقيدة وأثرها: إنّ الملابسات والظروف والجوّ العام الذي عاشه سيد في السجن وهو يعيد كتابة الظلال المنقحة كان من وراء تغيير نظرته ومنهجه في التفكير والدعوة والعمل ولعل أهمّ هذه الملابسات والأسباب "سكوت جماهير الشعب على ضرب الحركة الإسلامية بل وتشجيعها ذلك , وهي التي كانت تؤيد الحركة من قبل. وأنّ مردَ هذا إلى عدم إدراك الجماهير لعقيدتها حق الإدراك , وعدم تفاعلها معها , وعدم وقوفها على أهمية العقيدة وملاحظتها لفاعليتها , ومن ثم عدم تحركها بالعقيدة وظهور آثارها على سلوكها وتصرفاتها ... ولقد جعل من أهدافه في الظلال توضيح هذا الأمر وبيان حقيقة العقيدة وطبيعتها ووظيفتها وآثارها في حياة الفرد والأمة. ولذلك كان من قواعده الأساسية في التفسير , فحرص على بيانه وتوضيحه والتركيز عليه في كلّ مناسبة , وفي مواطن عديدة من الظلال ... "38 ولعل أهم المواضع التي لفتت انتباه المفسّر وركز عليها في باب العقيدة: ــــ طريقة عرض القرآن للعقيدة: "إنّه لا يعرضها في صورة (نظرية)! ولم يعرضها في صورة (لاهوت)! ولم يعرضها في صورة جدل كلامي كالذي زاوله فيما بعد ما سمي بعلم التوحيد أو علم الكلام ... ! "39 "كلا ... لقد كان القرآن الكريم يخاطب فطرة الإنسان ... ويستنقد فطرته من الركام , ويخلّص أجهزة الاستقبال الفطرية ممّا ران عليها ... ويفتح منافذ الفطرة لتلقي الموحيات والاستجابة لها ... كما كان يخوض بهذه العقيدة معركة حية واقعية , مع الواقع البشري الجاهلي .... "40 ـــــ الابتداء بالعقيدة في الدعوة إلى الله وفي بناء صرح أمة الإسلام ... ـــــ ضرورة تمثل التصور الاعتقادي في تجمع عضوي حركي: "إنّ التصور الاعتقادي يجب أن يتمثل من فوره في تجمع حركي , وأن يكون التجمع الحركي في الوقت ذاته تمثيلاً صحيحا وترجمة حقيقية للتصور الاعتقادي ... "41 ـــــ الكون بكل ما فيه تحت سلطان الله: " .... كلّ شيء خلقناه بقدر. وما أمرنا إلاّ واحدة كلمح بالبصر ... كلّ شيء كلّ صغير وكلّ كبير. كلّ ناطق وكلّ صامت. كلّ متحرك وكلّ ساكن كل ماض وكل حاضر كل معلوم وكل مجهول كلّ شيء خلقناه بقدر ... قدر يحدد حقيقته ويحدد صفته ويحدد مقداره ويحدد زمانه ويحدد مكانه ويحدد ارتباطه بسائر ما حوله من أشياء. وتأثيره في كيان هذا الوجود .... "42 ـــــ الفاعلية الإيجابية لصفات الله تعالى: تكلم عن هذه الإيجابية في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير