تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مقدمة الطبعة المنقحة وفي تفسير سورة الفاتحة وآية الكرسي وفي غير ما موضع من مواضع تفسيره ... وقد "خصّص لها فصلا من فصول كتابه (خصائص التصور الإسلامي) وهو فصل (الإيجابية) عرض فيه للإيجابية الفاعلة لصفات الله في الكون والحياة والإنسان , وقد قارنها بالتصور الجاهلي لله ولصفاته الذي يتسم بالسلبية وعدم الاحتفال من الله بخلقه. وعرض كثيرا من نصوص القرآن التي تقرر هذه الإيجابية ... وتصور تدخل العناية الإلهية علانية في شؤون صغيرة للمسلمين , كما في قصة ابن أم مكتوم والمرأة التي كانت تجادل الرسول صلى الله عليه وسلم في زوجها الذي ظاهر منها , كما تصور تدخلها في الأحداث الكبرى في حياة المسلمين كما في رحلة الهجرة وغزوتي بدر وأحد ..... "43

? بيان حكم التشريع وتعليل الأحكام: لقد اهتم سيد كثيرا بذكر حِكَمِ التشريعات وتعليلها ولكنّ اهتمامه ذاك كان مؤطرا بضوابط حدّدها في الظلال لعل من أهمها: ـــــ الحكم ليست دائما أمورا محسوسة ومتعلقة بالدنيا فقط , بل قد تكون معنوية وقد يكون المغزى منها مطلق الابتلاء وامتحان الطاعة يقول رحمه الله: "إنني لا أميل إلى تعليق الفرائض والتوجيهات الإلهية في العبادات ــ بصفة خاصة ــ بما يظهر للعين من فوائد حسّية , إذ الحكمة الأصلية فيها هي إعداد هذا الكائن البشري لدوره على الأرض وتهيئته للكمال المقدر له في حياة الآخرة ... " ـــــ موقف المسلم من الأحكام هو التسليم والاطمئنان والتنفيذ والتطبيق طالما هي أحكام الله. إنّ دور العقل هو "إدراك الحقيقة الأولى: حقيقة أنّ هذا الدين من عند الله ... [ثم عليه التسليم] ... بعد ذلك تلقائيا بكل ما ورد في هذا الدين لا يهم عندئذ أن يدرك حكمته الخفية أو لا يدركها , فالحكمة متحققة حتما ما دام من عند الله , ولا يهم عندئذ أن يرى المصلحة متحققة فيه في اللحظة الحاضرة , فالمصلحة متحققة حتما ما دام من عند الله ... "44 ــــ عدم الجزم بأن ما أدركه هو الحكمة المقصودة من الأمر والتشريع يقول مثلا: "أما حكمة هذا فلسنا في حل من الجزم بها. لأننا حينئذ نتألى على الله ما لم يبين لنا من حكمة , ونفرض على أوامره أسبابا وعللا قد لا تكون هي الأسباب والعلل الحقيقية أو قد تكون , ولكن يكون وراءها أسباب وعلل أخرى لم يكشف لنا عنها ... "45 ويقول أيضا: "إنّ بعض الباحثين في حكمة التشريعات والعبادات الإسلامية , يندفعون أحيانا في تعليل هذه الأحكام بصورة توحي بأنهم استقصوا هذه الحكمة , فلم يعد وراء ما استقصوه شيء وهذا منهج غير سليم في مواجهة النصوص القرآنية والأحكام التشريعية ..... "46

? البعد الواقعي للنصوص وعموم دلالتها: "لم يقصر سيد الآيات على زمن نزولها فقط , ولم يجعل دلالتها خاصة بأقوام مخصوصين أو زمان ومكان محددين , ولكنه اعتبر دلالاتها عامة , ومعانيها شاملة , تنطبق على كلّ زمان ومكان. كان يحرر تلك النصوص ودلالاتها من قيد الزمان والمكان والتخصيص بهما أو بأحدهما إلاّ ما ورد مقيدا بذلك خاصا به وبذلك تكون النصوص حياة وحيوية , ومهمة عملية حركية واقعية جدية , وتتسع المساحة التي تتحرك عليها , والمجالات التي تشملها , كما يمنحها بعدا واقعيا في انطباقها على الواقع المعاصر الذي نعيشه , ومعالجتها لأحداثه , وتوجيهها لأموره. بل كان حريصا في الظلال على التعريج على الواقع المعاصر والنظر فيه بمنظار القرآن ومعالجته على هديه وبيان ارتباط دلالات الآيات به , وهذا مما منح الظلال حياة وحيوية وجعل له مهمة واقعية وهدفا حركيا ..... "47 وليست هذه الميزة ممّا اختص به الظلال من دزن سائر التفاسير بل كلّ تفسير لا بدّ وأن يتأثر ببيئته ويتسم بسمات عصره " ... ومن المعروف أنه لم يخل قرى في التاريخ الإسلامي من مفسرين لكتاب الله ولم يخل عصر من عصور المسلمين من علماء فسروا كتاب الله حسب اختصاصهم وثقافتهم وحاجات عصرهم وانتماءاتهم ولذلك نجد التفسير متسما بسمة عصر المفسر وثقافته من حيث نوع الثقافات ومستواها وبثقافة المفسر نفسه من حيث لونها وتعمقه فيها. ولذلك فإنّ من أراد أن يؤرخ لحالة المسلمين الثقافية والاجتماعية والاعتقادية والأخلاقية والفقهية والمذهبية فإنه يستطيع أن يستخرج الملامح العامة لتلك الحالة في كل عصر من خلال دراسته الفاحصة لتفاسير ذلك العصر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير