تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2) النموّ: ويقصد به أن الموضوع ينتقل أو يتحول أو يتطور من مرحلة إلى أخرى كما يتنامى النبات ويقطع مراحل متنوعة حتى يصل إلى نهاية نموّه.

3) التجانس: ويُقصد به مجانسة كل عنصر من عناصر النص مع الآخر، أي مجانسة الموضوعات مع الأفكار بالنسبة إلى الأدوات الفنية المستخدمة كعنصر القصة والصورة والإيقاع، و ... الخ.

فعلى من أراد أن يكتب في التفسير الموضوعي للسور أن يلتزم بهذه الخطوات والإجراءات المنهجية وأن تندرج موضوعات السور ومحاورها في إحدى الخانات المتقدمة الذكر

منهجية سيد قطب في حديثه وبيانه للوحدة الموضوعية:

سنعرض لمنهجية سيد وطريقته في التفسير الموضوعي في شكل نقاط ومعالم على أن نذكر بعض الأمثلة والنماذج في آخر المطلب

? بدأ سيد قطب ببيان الوحدة الموضوعية للقرآن كلّه وذلك من خلال مقدمته التي استغرقت ثمان صفحات من الحجم الكبير تحدث فيها عن موضوع مهمة وغاية القرآن الكريم وثنّى ذلك بالحديث عن تجربته معه وعيشه في ظلاله وعن المكتسبات التي استفادها منه ....

? لم يضع سيد للفاتحة مقدمة على غير عادته والظاهر والله أعلم أن مقدمته للقرآن كله هي بمثابة مقدمة للفاتحة كذلك أو أنّه جعل من الفاتحة مقدمة لباقي السور وتوطأة لها فترك التقديم لها واستغنى عنها بما سيذكره في مقدمات باقي السور

? قسّم عليه رحمة الله تفسيره إلى ثلاثين جزءا بعدد أجزاء القرآن يقدم لكل جزء بفاتحة يتحدث فيها عن موضوعه الرئيس وعن محاوره المختلفة وعن علاقته بالجزء الذي قبله ... فأنت تراه عند انتهائه من تفسير أوّل جزء من القرآن الكريم وشروعه في الجزء الثاني يبيّن العلاقة ويحاول الربط بين الجزأين قائلاً: "ومن مراجعة هذا الجزء بالإضافة إلى الجزء الأوّل من السورة ندرك طبيعة المعركة التي يخوضها القرآن ... "

? إذا كان الجزء مكونا من عدة سوّر فإنّه يقسمه إلى سوره ويجعل لكل سورة فاتحة هي بمثابة المقدمة لها والتعريف بها , أما إذا كان الجزء مكونا من سورة واحدة أو أنه بعض السورة كما هو الشأن في السور الطوال (البقرة , آل عمران , النساء , المائدة , الأنعام , الأعراف) فإنّه يعرف بالسورة أولا ثم يقسم الجزء إلى آيات ومقاطع وفق نهج مخصوص كما سيأتي

? "السور والآيات المكونة للجزء تقسم إلى مقاطع , كل مقطع يتضمن مجموعة من الآيات تطول أو تقصر , والرابط بينها طبيعة الموضوع , أو الأفكار أو الأحكام والتشريعات , أو التوجيهات والعبر والمواعظ , أو المشاهد والظلال , أو الإطار القصصي , ومن ثم فإنّ كل مقطع يشكل وحدة تميزه عن المقطع الذي يسبقه والذي يليه , ويؤدي دورا لا غنى للسياق عنه , ولا يمكن لبناء السورة أن يستقيم بدونه , سواء من الناحية التصويرية أو من الناحية الأسلوبية الجمالية." 79

? وكما جعل للقرآن كلّه مقدمة وللأجزاء والسور فإنه يجعل للمقاطع مقدمات وفواتح كذلك يبيّن من خلالها موضوع المقطع وعلاقته بالموضوع الرئيس للسورة أو للجزء كما يبين علاقته بالمقطع الذي قبله وأحيانا بالذي يليه كذلك. والملاحظ هنا أنّه عليه رحمة الله اختلفت اصطلاحاته عند الحديث عن أجزاء السورة الواحدة , فهي إن كانت مدنية استعمل اصطلاحات مثل: المقطع , القطاع , الدرس , المشهد وإن كانت مكية نجده يستعمل اصطلاحات أخرى نحو: الموجة , الموجات , اللمسة , الجولة يقول الأستاذ أحمد بزوي:"وهذا التغير في المصطلح له دلالاته , فهو ليس عملية اعتباطية , ولا ارتجالية , وإنما هو تعبير عن اختلاف الأسلوب العام للسور القرآنية , واختلاف طريقة معالجتها لموضوعها المحوري , ممّا يجعل كل واحدة من السور ذات شخصية متميزة , وهذا التمايز في الشخصية يفرض تمايزا آخر في الطريقة والمنهج الذي يستخدمه المفسر وهو يباشر عملية تفسير سور القرآن الكريم ... "80

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير