تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1) الفرق بين علم التناسب والتفسير الموضوعي والوحدة الموضوعية: أ ـ من حيث التعريف: عرّف الإمام البقاعي علم التناسب مبيّنا ثمرته وفوائده بقوله:"علم تعرف منه علل الترتيب , وثمرته الاطلاع على الرتبة التي يستحقها الجزء بسبب ما له بما وراءه وما أمامه من الارتباط الذي هو كلحمة النسب , فَعِلْمُ مناسبات القرآن علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه , وهو سرّ البلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه الحال." أما التفسير الموضوعي يعرفه الدكتور مصطفى مسلم بقوله:"هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر" وتُعرّف الوحدة الموضوعية بقولهم:"النظر في السورة القرآنية من حيث كليتها ونظمها , لا من حيث الدلالة التفصيلية لآياتها " ب ـ من حيث تاريخ ظهورها والتدوين فيها: أما علم التناسب فهو علم قديم كما ذكرنا سالفا ولعل أوّل من ألّف فيه كتابا مستقلا هو الأستاذ أبو جعفر بن الزبير شيخ أبي حيان وأوّل من بيّن حدوده وضبط قواعده هو الشيخ برهان الدين البقاعي في كتابه "نظم الدرر في تناسب الآي والسور" أما التفسير الموضوعي فهو علم حديث وإن وُجِدت أصوله في طيات كتب ومؤلفات المتقدمين ولكنه لم يظهر بهذا الاسم والمصطلح إلاّ نهاية القرن الرابع عشر ولعل بدايته كعلم له حدوده الخاصة وضوابطه واصطلاحاته التي تفرد بها كانت على يد الأستاذ الدكتور محمد محمود حجازي عام 1967 ش حين قدم أطروحة الدكتورة لجامعة الأزهر الشريف بعنوان "الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم" وله كتاب هو نوع من التطبيق لنظريته تلك بعنوان "التفسير الواضح" وسنعود للحديث عن تاريخه القديم عند الحديث عن أقسامه وأنواعه لأنّ التأليف فيه قديما اختلف باختلاف هذه الأقسام والأنواع فلا يستقيم الحديث عن تاريخه القديم قبل معرفة أقسامه وأنواعه أما الوحدة الموضوعية فقد بدأ الاهتمام بها قديما ولعل من أشهر من أشار إليها واهتم بها الإمام الباقلاني في حديثه عمّا سماه "نظم السورة" كما اهتم الرازي في مفاتيح الغيب بمناسبات الآي في السورة الواحدة وقد اشتهر كلّ من شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الوفيّ ابن القيم عليهما رحمة الله بمواضيع السور كما أشار الإمام الشاطبي إلى مقاصدها ولعل أشهر من تحدث عن وحدة السورة باعتبار موضوعها هو الإمام البقاعي والذي " اعتبر القرآن وحدة مترابطة وأنّ هذه الوحدة تسري بين سوره وآياته , فكل سورة لها مقصد واحد يدور عليه أولها وآخرها , ويستدل عليه فيها " ومن أبرز من ألّف فيه بل ونظّر له في عصرنا هذا الأستاذ عبد الحميد الفراهي في نظريته حول "نظم القرآن" فهو يرى أنّ لكل سورة صورة مشخصة وأنّ للسور عمودا يجري إليه الكلام ثم جاء بعده الأستاذ محمد عبد الله دراز الذي تحدث عم وحدة عضوية للسورة ونظام معنوي وبنية متماسكة ويعتبر الدارسون سيد من رواد هذا العلم خاصة من الناحية التطبيقية حتى جعلته العديد من الدراسات المتخصصة نموذجا للبحث عن ضوابط هذا العلم ومعالمه .... ج ـ من حيث أقسامها وأنواعها: ينقسم علم التناسب إلى أقسام عدة وأنواع شتى أوصلها بعض الدارسين إلى حوالي ثلاثة عشر قسما يمكننا تصنيفها باعتبارين اثنين الأوّل منهما باعتبار التناسب في السورة نفسها فهي ستة أقسام

? مناسبة اسم السورة لمقصدها وموضوعها

? مناسبة أوّل السورة للمقصد الذي سيقت له ويسميه البعض رعاية الاستهلال

? المناسبة بين الآيات في السورة الواحدة واتحادها في خدمة الموضوع الرئيس من أوائل من اهتم به الإمام الباقلاني يقول عليه رحمة الله:"فأما نهج القرآن ونظمه , وتأليفه ورصفه , فإنّ العقول تتيه في جهته , وتحار في بحره , وتضل دون وصفه ... فهذا علم شريف المحمل , عظيم المكان , قليل الطِّلاب , ضعيف الأصحاب , ليست له عشيرة تحميه , ولا أهل عصمة تفطُن لما فيه وهو أدق من السحر وأهول من البحر, وأعجب من الشعر ... "81 ويقول الإمام الفخر الرازي في تفسيره:"أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات " ويقول في تفسيره لسورة البقرة:" ومن تأمّل في لطائف نظم هذه السورة وفي بدائع ترتيبها علم أنّ القرآن كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه، فهو أيضًا معجز بحسب ترتيبه ونظم آياته، ولعلّ الذين قالوا: إنه معجز بحسب أسلوبه أرادوا ذلك، إلا أني رأيت جمهور

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير