تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المعنى والدلالة بحسب موضعها في القرآن الكريم وممّن اعتنى بهذا القسم من التفسير الموضوعي من المعاصرين الأستاذ أحمد حسن فرحات في سلسلة سماها "بحث قرآني وضرب من التفسير الموضوعي" أصدر منها كتاب "الذين في قلوبهم مرض" و "فطرة الله التي فطر الناس عليها" و "الأمة في دلالاتها العربية القرآنية" وغيرها ... ولعل الفائدة الأولى من هذا النوع من التفسير أنه قد يوقف المفسر على بعض الألفاظ والمصطلحات التي يتخذ لها القرآن معاني ودلالات محددة غير دلالاتها اللغوية والاعتماد على مطلق معانيها اللغوية قد يُخرج المفسر عن معناها الشرعي المراد منه ... "وبالرغم من أنّ هذا النوع من التفسير لكلمات القرآن يعتمد مبدأ "البنائية" للقرآن الكريم , فإن بعض الباحثين لا يعتبره من التفسير الموضوعي ذلك أنه لا يعطي صورة كاملة عن موضوع ما أو سورة ما , ولكن تفسير مفردات القرآن الكريم وتحديد دلالته هو في الواقع تحديد للمفاهيم."

? القسم الثاني التفسير الموضوعي باعتبار السورة: "فيقصد به وحدة السورة موضوعيا أو عضويا أو نسقيا على اختلاف في الاصطلاح , وخلاصته أنه (النطر في السورة القرآنية من حيث كليتها ونظمها , لا من حيث الدلالة التفصيلية لآياتها) "87 وقد تقدم الحديث عن قدم هذا النوع من التفسير في كتابات القدماء كالإمام الباقلاني والرازي وابن تيمية وتلميذه ابن القيم والبقاعي وعن جهود المعاصرين كعبد الحميد الفراهي ومحمد عبد الله دراز ومحمود البستاني ويعتبر سيد قطب أحد رواد هذا التفسير بل هو رائدها وزعيمها من الناحية التطبيقية بلا منازع لا يشاركه فيها ـ قبله ـ إلاّ الإمام البقاعي رحمه الله يقول عنه بعض الدارسين:"ومنهم من جعل الهدف من تفسيره ـ وهو برهان الدين البقاعي ـ بيان هذه الوحدة , إلاّ أنه لم يقدمها بصورة شاملة مفصلة دقيقة في جميع السور والآيات ... "88

? القسم الثالث التفسير الموضوعي: وهذا النوع هو الأكثر شهرة وهو الذي يتبادر إلى الذهن عند إطلاق تعبير التفسير الموضوعي "وهو أن يختار الباحث موضوعا من القرآن , له أبعاده الواقعية في الحياة أو العلم أو السلوك .... , ممّا يفيد المسلمين منه ويشكّل منه موضوعا معينا , يخرج بخلاصة تساعد على حلّ مشاكل المسلمين ومعالجة أمورهم."89 وقد تتبع الدكتور سامر رشواني الأصول التاريخية لهذا القسم من التفسير الموضوعي فوجد له نماذج عند المعتزلة وخاصة الجاحظ في دراسته عن "النار في القرآن" ثم تلتها دراسات أخرى اشتهرت وذاعت خاصة باعتماد منهجية أو قاعدة تفسير القرآن بالقرآن ولعل من أشهرها دراسة شيخ الإسلام "للسنة في القرآن" وشبيه بهذا القسم في المنهجية والطريقة على الأقل تفاسير الأحكام ومثله كتب الناسخ والمنسوخ أما في زمننا المعاصر فقد كان للمستشرقين دور كبير في بعث هذا النوع من التفسير من جديد على يد المستشرق الهولندي "فت" الذي نشر دراسة سنة 1845 ش بعنوان "محمد والقرآن" وتتالت دراسات المستشرقين في مختلف المجالات الإسلامية العقائدية والتشريعية والسلوكية والتاريخية وغيرها ... ثم تُوّج هذا العمل بصدور "دائرة معارف القرآن"90. كما كان لمدرسة المنار والاتجاه الإصلاحي دوره البارز في كثرة الاهتمام بهذا النوع من التفسير ثم جاء الدكتور محمد محمود حجازي ليقعد لهذا العلم بأقسامه كلّها في أطروحته للدكتورة بجامعة الأزهر سنة 1967ش بعنوان "الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم"

الخلاصة والحوصلة: إنّ الوحدة الموضوعية كما هو ظاهر من خلال التعريفات والتقسيمات إنما هي جزء وقسم من التفسير الموضوعي وهي تمثل فيما ذكرناه القسم الثاني منه كما يمكننا إدراجها في الوقت ذاته ضمن القسم الأول من علم التناسب وهو التناسب في السورة الواحدة في أنواعه الستة جميعها وكذا في القسم الثاني وهو التناسب بين السور في بعض أنواعه أما التفسير الموضوعي بقسميه الأول (المفردة) والثالث (الموضوع) فإنّه وإن كان يأخذ بشيء من علم التناسب من حيث الاطّراد في القرآن إلاّ أنّه يباينه من حيث الموضوع والطريقة والمنهجية ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير