فإذا كان الصيام عملا صالحا يرجى استجابة دعاء المتلبس به، فكذلك رفع إبراهيم القواعد من البيت عمل صالح ... ، وكذلك الوقوف عند المشعر الحرام .... ، وكذلك حال زكريا حين رأى قدرة الله في أمر خارق للعادة كان له من الرجاء مالم يتفق له في غيره من الأوقات .... ، وكذلك حال الخليل حين وضع اسماعيل وأمه عند البيت وتركهما وحيدين .....
وعليه يمكننا أن نستفيد من ترتيب الآيات وكذلك المناسبة التي ذكرت فيها الآية
وإن كنت تريدين أمثلة مشابهة لمثالك من حيث ورودها في سياق مختلف فهناك قوله تعالى:
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة (238)
وردت وسط آيات متعلقة بأحوال الأسرة.
وقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران (130)
وردت في وسط آيات متعلقة بالجهاد.
وقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)) الأحزاب
وما قابلها وما بعدها يتحدث عن أحكام متعلقة بالطلاق والنكاح.
وقوله تعالى:
(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) القيامة
جاءت في وسط آيات تتحدث عن القيامة وأحوال الآخرة.
والشبه بين ما أوردتيه أنت وما أوردته أنا هو اختلاف الموضوع عن ما قبله وبعده، ومثالك استدللت به على فضل الأوقات، وأمثلتي ربما دلت على أمور أخرى وعلينا أن نبحث والله الموفق.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:35 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أباسعد وفي علمك ووقتك، وكفاك هم الدنيا.
وننتظر من الاخوة نتاج تدبرهم لكتاب الله تعالى في هذا الشهر الفضيل، بارك الله في الأوقات والأعمار.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Aug 2010, 11:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا، هل يمكنك أخي الكريم أن ترشدني إلى المألف الذي تحدث عن هذه القضية، كتأصيل.
نجد في القرآن بعد ذكر القصاص نجد التعقيب والإشارة إلى التقوى: «وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» ..
وفي التعقيب على الوصية أيضاً ترد الإشارة إلى التقوى كذلك: «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ - إِنْ تَرَكَ خَيْراً - الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ» ..
وفي التعقيب على الصيام ترد الإشارة إلى التقوى أيضا واستجابة الدعوة كتحصيل بعد عبادة: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» ..
يقول سيد رحمه الله: ولا تبعد التعقيبات القرآنية بعد العبادات عن معنى التقوى، واستجاشة الحساسية والشعور باللّه في القلوب. فتجيء هذه التعقيبات «وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي، فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ. فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي، وَلْيُؤْمِنُوا بِي، لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» ..
¥