تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - السمين كتابه مركز فى النقاشات النحوية المرتبطة بالقرآن، وينصح طالب علم التفسير باقتنائه لأنه يفك مشكلات فى المعانى إذا قرأته قراءة متأنية، أما كتاب أبى حيان فقد احتوى على علم النحو مع أنه كتاب تفسير ومادته أوسع من مادة السمين الحلبى.

3 - يتميز السمين الحلبى بالاعتدال فى مواقفه فهو-رحمه الله- لا ينتصر لشيخه أبى حيان لأنه شيخه، وإنما ينتصر للحق إذا رآه، ولهذا قد يعترض على شيخه مع إجلاله له، كما يعترض أبو حيان على الزمخشرى خاصة فى اعتزالياته، إلا أنه يلاحظ أن السمين أٌقل تشنجاً فى تعامله مع الزمخشرى، ولهذا قد ينتصر للزمخشرى على شيخه.

-قال الإمام السيوطى فى الإتقان: (ومن فوائد هذا النوع معرفة المعنى، لأن الإعراب يميز المعانى ويوقف على أغراض المتكلمين)، ثم قال بعد ذلك بعدة أسطر (على الناظر فى كتاب الله تعالى أمور .... أحدها، وهو أول واجب عليه: أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه مفردا أو مركبا قبل الإعراب، فإنه فرع المعنى) ا. هـ

والناظر فى عبارتى السيوطى يرى تناقضا واضحا!!!

فهل نحن نعرب لنفهم؟؟ كما فى عبارته الأولى، أم نفهم لنعرب؟؟ كمافى عبارته الثانية؟؟؟!

-وهنا يحسن أن ننتبه أننا إذا وجدنا لكلام العالم وجهاً وسبيلاً أولى أن نسلكه حفاظاً على رأى العالم خصوصا إن كان محرراً، فلا يمكن أن يقول هذا إلا وقد غفل عنه وسها، فنقول:-

-توجيه فى صحة القولين: إننا لو رجعنا إلى الأصل، فالأصل هو المعنى، والإعراب فرع عنه، وعلى هذا جرى تفسير السلف قاطبة، لكن لما صار الإعراب صنعة صار يوصل المعانى.

-فبالنسبة لنا نحتاج الإعراب أحيانا لنفهم، ونفهم أحيانا لنعرب، فصرنا ندور بين الأمرين.

-فلسنا نحتاج الإعراب مطلقا، لكن نحتاج المعنى.

-وبناء على ماسبق نجيب على السؤال الذى طرحناه أولا فنقول: إن المفسر يحتاج للإعراب خاصة المتأخرين، وليس المقصود أن يصير مثل أبى حيان، بل يكون عارفا بأصول هذا العلم؟

# كلام نفيس فى الأحرف المقطعة:-

-القول بأن الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه هو قول من أضعف ما قيل فيها، فإن قيل ما الدليل؟؟ نقول:

-الدليل على ذلك: أن السلف قد تكلموا فيها، ولو كانت كذلك لما تكلم فيها الصحابة والسلف، فلما تكلموا فيها دلت أنها ليست من المتشابه الذى استأثر الله بعلمه.

-أما إن قال قائل: انا اقول (الله أعلم بمعناها) فهذا نظر نسبى لا أكثر.

-والأقرب أنها حروف لا معنى لها، ولو فهم السلف أنها تحمل معانى لأشاروا إليها، وإنما مقصودهم أنها حروف يتركب منها كلام كما ورد عن ابن عباس فى (الم) ــــــــ (انا الله أعلم).

-أما ماورد عن الشعبى قوله (الله أعلم بمراده)، فليس مراده أن لها معانى، وإنما مراده أن وجودها على هذه الصورة لاشك أنه مما استأثر الله بعلمه، وفرق بين بيان الحكمة وبيان المعنى.

-أما ما أثر عن الخفاء الأربعة وغيرهم من قولهم أنها مما استأثر الله بعلمه، فلم يثبت عنهم أثر صحيح فى ذلك.

-وتكاد كلمتهم تتفق أن من حكمتها تحدى العرب ولذا يأتى بعدها غالبا ذكر القرآن الكريم.

-ولو قلنا إن لها معانى مخصوصة كما قال بعضهم، فهذا سيقع فيه خلاف لا يمكن أن يحسم لأنك تستطيع أن تأتى بمعنى، وفلان يأتى بمعنى ... الخ.

فما الذى يحسم لنا هذا إذا؟؟؟ فلا السياق يدل عليه ولا الكتاب ولا السنة ولا اللغة ولا أقوال الصحابة وأتباعهم تدل عليه، وإنما هو اجتهاد محض.

-وكل من حمل هذه الحروف معنى فإنه لا يمكن أن يضع ضابطا يدل على المعنى الصحيح من غيره مهما فعل.

-أما إن قلنا أنها أحرف، والحرف فى لغة العرب لا معنى له فنسلم من تبعات مابعده، وكلام السلف نؤوله إلى هذا المعنى وأنهم ذكروا ما يتركب من هذه الأحرف.

-الذين قالوا أن هذه الخروف أسماء للسور فهذا ليس تفسيرا.

ــــــــــــــــــــــــــ

ثم قال الإمام السيوطى:

الخامس: أن يستوفى جميع ما يحتمله اللفظ من الأوجه الظاهرة، فتقول فى نحو (سبح اسم ربك الأعلى) يجوز كون (الأعلى) صفة للرب أو صفة للاسم. ا.هـ

-وهنا فائدة: سبق أن قلنا أن المعرب ينطلق من المعنى. فننظر الآن هل المراد تسبيح الاسم أو تسبيح الرب؟؟

الجواب: المراد هو تسبيح الرب.

والقول الثانى أضعف من الأول.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير