تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبناء على هذا فلا يوصل إلى تسبيحه تعالى إلا باسمه، وهذا هو المعنى الدقيق لقوله تعالى (سبح اسم ربك الأعلى) و أمثالها.

-فائدة: لفظ (أعلى) هنا الذى بلغ الكمال فى العلو، والعلو هنا كما ذكر أهل السنة يشمل علو المكان لأن الله تعالى فوق العالم، وعلو القدر، وعلو القهر كل هذه المعانى مضمنة فى قوله تعالى (الأعلى).

-ثم قال –رحمه الله -: السابع: أن يراعلى فى كل تركيب ما يشاكله، فربما خرج كلاما على شيء، ويشهد استعمال آخر فى نظير ذلك الموضع بخلافه. ا.هـ

وهذا لو تأملناه لوجدناه يندرج تحت تفسير القرآن بالقرآن أو النظائر القرآنية، لأن مراده هنا: حينما تفسر كلمة أو لفظة تنظر إلى ورود هذا الأسلوب فى مكان أخر فيدلنا على صحة أحد الأعاريب المختلف فى إعرابها.

-ثم ذكر الإمام السيوطى مثالا فقال (ومن ثم خطىء من قال فى"ذلك الكتاب لاريب فيه" إن الوقف على "ريب"و"فيه" خبر"هدى"، ويدل على خلاف ذلك قوله فى سورةالسجدة " تنزيل الكتاب لاريب فيه من رب العالمين") ا. هـ

*فائدةجليلة فى وقف التعانق فى قوله تعالى"ذلك الكتاب لا ريب فيه":-

- ومن هنا يضعف من يحكى وقف التعانق فى هذه الآية، و ذلك من ثلاثة أوجه:

1 - أن الكلام إذا احتمل التقدير والإثبات يقدم الإثبات على التقدير، فكون "فى" الظاهرة خبر"لا" أولى من أن يقدر خبرا لها.

2 - ويضعفه كذلك أن الوقف على "ريب" يشعر بأن الكتاب فيه هدى، بخلاف الوقف على"فيه" يشعر أن الكتاب كله هدى.

3 – مجىء آية السجدة " تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين".

-قال السيوطى:

الثامن:- أن يراعى الرسم. ومن ثم خطىء من قال فى "سلسبيلا" إنها جملة أمرية، أى:سل طريقا موصلة إليها، لأنها لو كانت كذلك لكتبت مفصولة. ا.هـ

-وهنا ننتبه إلى أن الرسم محكم فى الاختلاف.

-الأصل فى الإعراب أنه تابع للرسم ولذلك حكم الرسم هنا.

-ومن الأمثلة المهمة والتى لم يذكرها السيوطى فى الإتقان قوله تعالى "سنقرئك فلا تنسي" فبعضهم قال إن "لا" ناهية، فنقول: أنهم كتبوها "فلا تنسي" بالياء فدل على أنها نافية، ولو كانت ناهية لحذفت الياء للجزم"فلاتنس ".

-قال –رحمه الله – الثانى عشر:-أن يجتنب إطلاق لفظ الزائد فى كتاب الله تعالى فإن الزائد قد يفهم منه أنه لا معنى له، وكتاب الله منزه عن ذلك، ولذا فر بعضهم إلى التعبير بدله بالتأكيد، والصلة، والمقحم. ا.هـ

-فى الواقع من أ"لق وجود الزائد لا يخلو من أمرين:-

1 - قصده الزيادة فى المبنى والمعنى، وقد وقع فيه أبو عبيدة فى كتابه (المجاز) فى أمثلة قليلة نحو " وإذ قال ربك" فقال إن " إذ" زائدة، ولا شك أن هذا غير سديد إطلاقا.

2 - من ينظر إلى الإعراب أو المعنى العام، وأحيانا يشتركان، نحو قوله تعالى "هل من خالق غير الله" عندما نرجع للمعربين نجدهم يقولون "من" زائدة للتأكيد، ولو قلنا مقحمة فهى قريبة من لفظ زائدة، ولو قلنا صلة فمن باب تلطيف العبارة.

لكن ننظر الآن!!

ما الفرق بين "هل من خالق" وبين"هل خالق" من جهة المعنى العام؟؟؟

الجواب: أن مؤداهما واحد، لكن الأولى أقوى

فصار لحرف "من " دلالة الآن.

-وبناء على هذا إن قال بالزيادة فلا يعترض عليه، لكن إن وجدت كلمة غيرها يكون أفضل، ولذلك يجنح الطبرى كثيرا إلى التعبير بالصلة.

-ونجد بعض المعاصرين يشنع على لفظة (الزيادة) فى القرآن، لكن هذا ليس صوابا لأننا أمام قرآن وأدلة، وأمام أئمة سبقونا لهم من الإجلال لكتاب الله وتوقيره باع كبير فننظر كيف تعاملوا مع هذه الألفاظ

-ومثلها أيضا قضية السجع فى القرآن، فنحن الآن أمام مصطلح حسنه حسن، وقبيحه قبيح، فلا مانع من كون السجع يوجد فى القرآن لأنه قطعا من النوع الحسن الذى يزيد العبارة بلاغة وفصاحة كما قال بعضهم فى قوله تعالى فى سورة الضحى أنه قال سبحانه "ماودعك ربك وماقلى" ولم يقل "وماقلاك" مراعاة للفاصلة.

-بخلاف السجع القبيح كالذى يجرى على لسان الكهان ويكون تابعا للمعنى فهذاقطعا لا يوجد فى كتاب الله ولا رسوله ولا الصحابة ولا من بعدهم من التابعين، فهذا لا يكون إلا فى كلام العيى الذى لا يستطيع أن يعبر عن الكلام.

-وكذلك غيرها من المصطلحات التى ترد فى كتب علوم القرآن والبلاغة فلا ننكر لكن إن استطعنا أن نوجد مصطلحات موازية وحسنة فلابأس لكن لا ننكر مصطلحا استعمله العلماء وله وجه عندهم.

-قال السيوطى –رحمه الله- فى التنبيهات:

-الثانى: قد يقع فى كلامهم: هذا تفسير معنى، وهذا تفسير إعراب، والفرق بينهما أن تفسير الإعراب لابد فيه من ملاحظة الصناعة النحوية، وتفسير المعنى لا تضره مخالفة ذلك.ا. هـ

-عند هذا التنبيه لم يذكر السيوطى مثالا له، وقد ورد أمثلة لذلك منها ما أورده أبو حيان فى قوله تعالى" كنتم خير أمة أخرجت للناس" قال ابن عباس: أى: أنتم.

قال أبو حيان: وهذا تفسير معنى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

وإن شاء الله أوافيكم بالبقية قريبا ... الله المستعان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير