ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:24 م]ـ
تأكيد على فضل العلم بالقلم
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كلما قرأت زادك علما و فقها وذلك من كرمه سبحانه، فأنت إن أقبلت بصدق النية والإخلاص على الله فلا تخاف عدم الفتح عليك من كرم علمه فهو الأكرم وفوق كل كريم، وإن كنت كريما على الناس بتعليمهم ما علمك الله فهو الأكرم منك، فهو من كان سببا في ذلك الفضل عليك برزقك إياه ورفع شأنك بين الناس بفضل ذلك العلم، ولعل الله فتح لك به أبواب للرزق والخير الكثير فكما قيل " من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخره فعليه بالعلم) فهذا من أعظم كرم الله على الناس أن أعطاهم العلم لرفعة مكانتهم وعلو شأنهم في الدنيا والآخرة، أما من تكبر واستعلى بذلك العلم على الناس، وأمسك الإنفاق منه خوفا من نقصه أو منافسة الآخرين له، أو ظنه أن ذلك العلم خاص به ويبخل عن الإنفاق لغيره فذلك الإنسان الجاهل الذي ما عرف مقدار كرم الله سبحانه وكثرة عطائه، فأنت كلما أنفقت خالصا لوجه الله كلما زادك من كرمه وفضله فهو الإله الأكرم الذي لا يعلو فوق كرمه أحدا، فهذه دعوة لعدم كتمان العلم وحبسه في داخل الصدور بل يجب إفادة الناس منه وتعليم الناس الخير وتوجيههم إليه فهذا من أعظم ما يتصدق به الإنسان على نفسه وينفعه في حياته وبعد موته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كتم علما يَعلمه جاء يوم القيامة مُلْجَمًا بِلِجَام من نار)
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) ثم من نعمه سبحانه أن علمه استخدام القلم لأجل التوثيق لعلمه وتثبيته لتنتفع به الأجيال من بعده ويستمر التطور والعمران، فالعلم ينمو ويتطور من خلال ما سبقه من أبحاث وموضوعات، فلولا نعمة القلم لاحتاج الإنسان في كل عصر إلى إعادة البحث والتطوير من الصفر فلا ينمو ولا يتطور، ولكن المعرفة والعلم تنتشر بتوثيقها والبناء عليها، فكل إنسان يتعلم علما ويتخصص به يجب عليه أن يبدأ الكتابة والتأليف فيما علمه ليوثق ذلك العلم لينتفع الناس منه، وهكذا يجب أن يكون الإنسان في علمه وحياته، أن يكون باحثا عن التطور والنمو كما تطور ونما في الرحم برعاية ربه، فهو ينمو بإقباله على العلم مع رعاية الله له والتصاقه به ليترك للأجيال من بعده علما ينتقع به فيبقى نموه مستمرا حتى بعد مماته بدوام ذكره.
وجاء في تفسير الامام الرازي حول العلم بالقلم
" {عَلَّمَ بالقلم} وجهان أحدهما: أن المراد من القلم الكتابة التي تعرف بها الأمور الغائبة، وجعل القلم كناية عنها والثاني: أن المراد علم الإنسان الكتاب بالقلم وكلا القولين متقارب، إذ المراد التنبيه على فضيلة الكتابة، يروى أن سليمان عليه السلام سأل عفريتاً عن الكلام، فقال: ريح لا يبقى، قال: فما قيده، قال: الكتابة، فالقلم صياد يصيد العلوم يبكي ويضحك، بركوعه تسجد الأنام، وبحركته تبقى العلوم على مر الليالي والأيام "
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:25 م]ـ
أصل الإنسان الجهل
عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
فالإنسان قبل خلقه ووجوده كان جاهلا لا يعلم شيئا مما يحيط به، فعلمه الله وسخر له القوة الجسدية والمادية لأجل الإقبال على العلم والتطور، فوهبه من القدرات العقلية والحسية ما يستطيع أن يبحث ويطور ويتعلم ويحفظ، ثم جعل له الأرض وما فيها مسخره بين يديه للعلم والبحث والتطور، وجعل له في السماء ما يقدر أن يسمح لعقله للوصول إليه وتدبره واكتشاف الحقائق التي تزيده قربا والتصاقا بخالقه. فعلم الله سابق لكل علم وفوق كل ذي علم عليم، فعندما أراد الله أن يجعل في الأرض خليفة له، وأعلم الملائكة بذلك كان مما أعجز فيه الملائكة وميز الله به هذا الخليفة عن ملائكته هو العلم الواسع (وعلم أدم الأسماء كلها) أي أعطاه الخاصية للعلم والتعلم والقدرات العقلية والحسية للمعرفة والبحث والإستقصاء للإرتقاء في هذه الأرض وعمارتها، أعطاه القدره على معرفة الأشياء وإعطاء المسميات لها حتى يستطيع التواصل مع الآخرين من خلال اللغات المختلفة حسب اختلاف الشعوب والحضارات، وعندما عرضهم على الملائكة عجزت الملائكة على أن تعرف شيئا أمام معرفة ذلك المخلوق خليفة الله الذي أكرمه بالعلم الذي أمده الله من علمه ووصله إليه من خلال علمه ومعرفته سبحانه، أفلا يدل ذلك على رفعة شأن ذلك المخلوق عند الله ومدى كرم الله عليه وتفضيله حتى على الملائكة بذلك العلم والعقل إن هو صار على ما يرضي الله وأخلص العمل بذلك العلم لتسود شريعة الله ويرتفع صوت الحق ويدمغ الباطل ويهدم الفساد.
لكن هل استجاب الإنسان لأمر ربه؟
هل حفظ الإنسان نعمة ربه؟
هل عرف الإنسان مقدار فضل ربه؟
¥