تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حيث يروي عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" إني أخشى أن يطول عليك الزمان وأن تمل، فاقرأه في شهر، فقلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: فاقرأه في عشرة، قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: فاقرأه في سبع " قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي فأبى [3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn3).

وهكذا يحقق المسلم لنفسه الصلة مع كتاب الله، بقراءته كل يوم، وبتدبر معانيه، والعيش به وله ومعه، فتحصل الطمأنينة التي وعد به الحق سبحانه: " ألا بذكر الله تطمئن القلوب ".

ولقد علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذكر لنا سورا من القصار، يمنح قارئها أجر قراءة القرآن وختمه، فقال (صلى الله عليه وسلم): " من قرأ {إذا زلزلت} عدلت له بنصف القرآن ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} عدلت له بربع القرآن و من قرأ {قل هو الله أحد} عدلت له بثلث القرآن". [4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn4)

2- حق القرآن على حامله وقارئه: القرآن رسالة، ومحتوى الرسالة للقراءة والفهم والتطبيق، وقد حدد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المطلوب من المسلم تجاه القرآن فقال فيما رواه عنه ابن مسعود رضي الله عنه: " نزل الكتاب الأول من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجرا وآمرا وحلالا وحراما ومحكما ومتشابها وأمثالا، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بحكمه، وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا " [5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn5).

وقال عبد الله بن عمرو:" لا ينبغي لحامل القرآن أن يخوض مع من يخوض، ولا يجهل مع من يجهل، ولكن يعفو ويصفح لحق القرآن لأن في جوفه كلام الله تعالى، وينبغي له أن يأخذ نفسه بالتهاون عن طرق الشبهات ويقل الضحك والكلام في مجالس القرآن وغيرها بما لا فائدة فيه، ويأخذ نفسه بالحلم والوقار. وينبغي له أن يتواضع للفقراء ويتجنب التكبر والإعجاب، ويتجافى عن الدنيا وأبنائها إن خاف على نفسه الفتنة، ويترك الجدال والمراء، ويأخذ نفسه بالرفق والأدب. وينبغي له أن يكون ممن يؤمن شره ويرجى خيره ويسلم من ضره، وألا يسمع ممن نم عنده، ويصاحب من يعاونه على الخير ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق ويزينه ولا يشينه. وينبغي له أن يتعلم أحكام القرآن فيفهم عن الله مراده وما فرض عليه فينتفع بما يقرأ ويعمل بما يتلو، فما أقبح لحامل القرآن أن يتلو فرائضه وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يفهم ما يتلو فكيف يعمل بما لا يفهم معناه؟ وما أقبح أن يسأل عن فقه ما يتلوه ولا يدريه فما مثل من هذه حالته إلا كمثل الحمار يحمل أسفارا. وينبغي له أن يعرف المكي من المدني ليفرق بذلك بين ما خاطب الله به عباده في أول الإسلام وما ندبهم اليه في آخر الإسلام وما افترض الله في أول الإسلام وما زاد عليه من الفرائض في آخره، فالمدني هو الناسخ للمكي في أكثر القرآن، ولا يمكن أن ينسخ المكي المدني لأن المنسوخ هو المتقدم في النزول قبل الناسخ له، ومن كماله ان يعرف الإعراب والغريب فذلك مما يسهل عليه معرفة ما يقرأ ويزيل عنه الشك فيما يتلو ". [6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn6)

فأين نحن من كل هذه الوصايا، نعم لقد حذر السلف منذ القديم من التهاون في قراءة القرآن أو قراءته كقراءة القصص والروايات وغيره من الكلم البشري، أو اتخاذه بضاعة.

حيث روي عن الحسن قال:" قراءة القرآن ثلاثة: فرجل اتخذ بضاعة ينقله من مصر إلى مصر يطلب به ما عند الناس، وقوم قرؤوا القرآن فحفظوا حروفه وضيعوا حدوده [ ........ ] ورجل قرأ القرآن فبكى بما يعلم من دواء القرآن فوضعه على داء قلبه فسهر لله وهملت عيناه، تسربلوا الحزن وارتدوا بالخشوع وكدوا في محاريبهم وحنوا في برانيسهم فبهم يسقي الله الغيث وينزل النصر ويرفع البلاء، والله لهذا الضرب في حملة القرآن أقل من الكبريت الأحمر ". [7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn7)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير