تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال رحمه الله في بيان معنى الآية: "إن الأرض التي أنتم متمكنون من الوجود على ظهرها، والسير في مناكبها، والانتفاع بخيراتها، نحن فرشناهالكم، وهيأنا لكم أسباب الحياة والسعادة فيها على أكمل وجه وأنفعه وأبدعه، مما نستحق به منكم الحمد والثناء".اهـ

ثم خلص في بيان المعنى المقصود من تفسير الآية بقوله: " فالقدرة والكمال للخالق وحده، فلا يستحق العبادة سواه فاعبدوه ووحّدوه".اهـ

---

(69). [تجديد الإنذار للمنتفعين به وتبشيرهم]

قال-رحمه الله-عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَاتُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ}:

"أفاد المضارع في {تُنْذِرُ} تجديد الإنذار للمتبعين، وذكر اسم الرحمن ليفيد التركيب أنهم يخشونه مع العلم برحمته، وذلك يقتضي جمعهم بين الخوف والرجاء".اهـ

وقال في بيان المعنى: " ذكر المنتفعين بعد الميأوس من انتفاعهم ترقيا من الأدنى إلى الأعلى، ولأنهم كالزبدة التي يحصل عليها بعد طرح غيرها، ولإراحة القلب من أولئك لتتوجه العناية التامة إلى هؤلاء.

وذكرت الخشية بعد الاتباع لأنها لا تحصل إلا به.

وجيء بعدُ بالتبشير مقروناً بالفاء لأنه إنما يكون لأهل الاتباع والخشية بسبب اتباعهم وخشيتهم، وذكر الأجر بعد المغفرة لأن التحلية بعد التخلية، والتزين بعد إزالة الأدران"اهـ

ثم قال -رحمه الله- حول تجدد الإنذار والانتفاع به: " إنما يتجدد إنذارك وينتفع به الذين آمنوا، وهم الذين اتبعوا القرآن، وخافوا الله في خلواتهم، لصدق إيمانهم، خاشين نقمته، راجين رحمته.

وهؤلاء كما تنذرهم وينتفعون بإنذارك؛ بَشِّرهم على اتباعهم للقرآن، وخشيتهم بالغيب للرحمن، بمغفرة ذنوبهم، وجزاء-شريف رفيع طيب نافع، لا نقص فيه ولاتنغيص-على أعمالهم".اهـ

---

(70). [اقتداء بالقرآن العظيم]

قال-رحمه الله-عند تفسير قوله تعالى: {وَقَال َالَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةًوَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}:

"انظر إلى هذه الحكمة في هذا الترتيل كيف كان تنزل آياته على حسب الوقائع، أليس في هذا قدوة صالحة لأئمة الجُمع وخطبائهم في توبيخهم بخطبهم الوقائع النازلة وتطبيقهم خطبهم على مقتضى الحال.

بلى واللهِ! بلى والله!

ولقد كانت الخطب النبوية والخطب السلفية كلها على هذا المنوال تشتمل مع الوعظ والتذكير على ما يقتضيه الحال.

وأما هذه الخطب المحفوظة المتلوة على الأحقاب والأجيال، فما هي إلا مظهر من مظاهر قصورنا وجمودنا.

فإلى الله المشتكى، وبه المستعان".اهـ

---

(71). [تثبيت القلوب بالقرآن العظيم]

قال-رحمه الله-عند تفسير قوله تعالى: {وَقَال َالَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَة ًوَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}:

"قلوبنا معرضة لخطرات الوساوس، بل للأوهام والشكوك، فالذي يثبتها ويدفععنها الاضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم ... إلى أن قال: وقلوبنامعرَّضة للضعف عن القيام بأعباء التكاليف وما نحن مطالبون به من الأعمال، والذي يجدد لنا فيها القوة ويبعث فيها الهمة هو القرآن العظيم.

فحاجتنا إلى تجديد تلاوته وتدبره أكيدة جداً لتقوية قلوبنا باليقين وبالعلم وبالهمة والنشاط للقيام بالعمل".اهـ

---

قال الفقير إلى رحمة ربه وغفرانه/ عبد الحق آل أحمد -عفا الله عنه بمنه وكرمه-: تم بحمد الله تعالى وتوفيقه الانتهاء من قراءة كتاب التفسير للعلامة ابن باديس-رحمه الله تعالى-وللمرة الثانية في طبعته الجديدة بتحقيق الشيخ محمود الجزائري -نفع الله به- تقييدا للفوائد يوم الخميس بتاريخ: 21/جمادى أولى/1431هالمصادف لـ: 06/ماي/2010م، وتم تعديلها على ماسبق ونقلها في موقع ملتقى التفسير -أعز الله فيه أهل طاعته- السبت الرابع من رمضان 1431هـ المصادف لـ: 14/أوت/2010م. الجزائر-حفظها الله وسائر بلاد المسلمين. آمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:16 ص]ـ

بيض الله وجهك، ورفع قدر أخي عبدالحق، وجعلك من أنصار الحق ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير