تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولنبدأ بما روي عن مجاهد حول هذه القصة قبل وقوعها وقبل أن يرمى في الجب حيث قال:"كان أول ما دخل على يوسف من البلاء فيما بلغني أن عمته ابنة اسحاق، وكانت أكبر ولد اسحاق، وكانت إليها منطقة اسحاق، وكانوا يتوارثونها بالكبر، فكان من اختص بها ممن وليها، كان له سلما لا ينازع فيه، يصنع فيه ما يشاء، وكان يعقوب حين ولدله يوسف، كان قد حضنته عمته، فكان معها وإليها، فلم يحب أحد شيئا من الأشياء حبها إياه، حتى إذا ترعرع وبلغ سنوات، وقعت نفس يعقوب عليه، أتاها فقال: يا أخية سلمي إلي يوسف، فو الله لا أقدر على أن يغيب عني ساعة، فقالت: والله ما أنا بتاركته، والله ما أقدر أن يغيب عني ساعة، قال: فو الله ما أنا بتاركه، فقالت: فدعه عندي أياما أنظر إليه، وأسكن عنه، لعل ذلك يسليني عنه، أو كما قالت: فلما خرج من عندها يعقوب عمدت الى منطقة اسحاق فحزمتها على يوسف من تحت ثيابه، ثم قالت: لقد فقدت منطقة اسحاق، فانظروا من أخذها ومن أصابها، فالتمست ثم قالت: اكشفوا أهل البيت، فكشفوهم، فوجدوها مع يوسف، فقالت: والله إنه لي لسلم أصنع فيه ما شئت، قال: وأتاها يعقوب فأخبرته الخبر، فقال لها: أنت وذاك إن كان فعل ذلك، فهو سلم لك، ما أستطيع غير ذلك، فأمسكته فما قدر عليه يعقوب حتى ماتت، قال: فهو الذي تقول إخوة يوسف حين صنع بأخيه ما صنع، حين أخذه (إن يسرق فقد سرق له أخ من قبل). (36).

فهذا التفصيل في سوق الأحداث والبيئة التي عاش فيها نبي الله يوسف، مما تتطلبه النفس من معارف ولكن أنى لنا أن نصدق بصحتها، وليس من صحيح القول في هذا المجال إلا ما أخبر به الصادق المصدوق وهذا لم يحصل. ومما يؤكد هذا المنحى، اي الاهتمام بالتفاصيل التي لاطائل من ورائها:

ما روي عن مجاهد قال: ألقى يوسف في الجب وهو ابن (سبع عشرة سنة)، وغاب عن ابيه (ثمانين سنة) (37).ولبث في السجن من ثلاث سنين الى تسع (38). وعند طاوس بقي فيه (أربع عشرة) سنة، وأعطي الحكم والعلم وهو ابن (ثلاث وثلاثين سنة) (39).ومات وهو ابن (مائة وعشرين سنة).

فهذا التفصيل والمتابعة من مجاهد على الخصوص في البحث عن كل صغيرة وكبيرة من حياة الرسول يوسف عليه السلام، جعلته يقع في أخطاء كثيرة، مما يبين أن مرجعيتها لا تتعدى المصادر الكتابية.

ولكن قد يتساهل فيما سبق بيانه من مرويات إذ لا تعدو مشبعات للنفس فيما تتشوف إليه من معارف،ولكن أن يذهب الأمر الى اتهام الأنبياء والشك في عصمتهم، والتحدث عنهم بما لا يليق بمقامهم،فهذا مما يحتاج الى التوقف في هذه المرويات والنظر إليها بحذر شديد، بل وبرفض أشد.

ففي تفسير قوله تعالى: " ولقد همت به وهم بها لولا أن رأىبرهان ربه " رويت عنه رويات متعددة، اذكرها ثم أعقب عليها بأقوال العلماء.

-ففي رواية قال:" رأى صورة ابيه يعقوب في وسط البيت عاضا على إبهامه، فأدبر هاربا وقال: وحقك يا أبت لا أعود ابدا. (40).

-وقال ايضا: " حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن، فنودي: يا ابن يعقوب أتزني فتكون كالطائر وقع ريشه فذهب يطير فلا ريش له. (41).

-وقال: " أسلمت له وحل التبان وقعد بين فخذيها، فنادى مناد يا يوسف لا تكن كالطير إذا زنى، ذهب ريشه، فلم يعظ النداء شيئا، فنودي الثانية فلم يعظ النداء شيئا، فتمثل له يعقوب فضرب صدره فقام فخرجت الشهوة من أنامله. (42).

-وقال: " فلم يتعظ بالنداء حتى صكه جبريل في صدره، فطارت كل شهوة في رأسه، فخرجت من أنامله، فوثب الى الباب، فوجده مغلقا، فرفع يوسف رجله، فضرب بها الباب الأدنى، فانفرج له، فانفرجت له الأبواب التي دونه، واتبعته فأدركته عند آخر باب منها. (43).

-وقال: " جلس منها مجلس الرجل من امرأته حتى رأى صورة يعقوب في الجدار وفي رواية:"تمثل له يعقوب فضرب في صدر يوسف، فطارت شهوته من أطراف أنامله، فولد لكل ولد يعقوب اثنا عشر ذكر غير يوسف لم يولد له إلا غلامان. (44).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير