تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا نموذج مما ورد من روايات اسرائيلية أثناء الحديث عن قصص الأنبياء ولو شئنا تتبعها كلها لكانت لوحدها بحثا ضافيا وغنيا،ولكن بحسبي الاشارة والتنبيه، وإلا فما ورد في قصة أبينا آدم وهو في الجنة وخروجه منها وقصة نبي الله نوح والخرافات التي حيكت حول دعوته وسفينته ورحلته، ونبي الله ايوب وما نمقه القصاص حول ابتلائه، ولا ننسى نبينا محمد وما حيك من ترهات حول زواجه بزينب رضي الله عنها، وحول نطقه بألفاظ الكفر وهلم جرا من التفسيرات والخرافات التي يجب الحذر والتحذير منها ..

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:54 م]ـ

وهو المثال الذي أختم به هذا المبحث لتعلقه بنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالته المنزلة.

-ففي تفسير قوله تعالى: " وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ ما يلقي الشيطان ثم يحكم آياته والله عليم حكيم " (53) .. فقد أورد الطبري رواية عن ابن عباس في الموضوع، بسند من طريق العوفي الذي تكلم فيه العلماء (54)، كما نقله السيوطي عن البزار وابن مردويه والضياء في المختارة ويقول السيوطي: بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير، وايضا نقله عن ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي، وعن ابن مردويه من طريق الكلبي والنص على الشكل التالي:

-حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي عن ابيه، عن ابن عباس قوله (وما أرسلنا من قبلك من رسول الله ولا نبي إلا إذا تمنى القى الشيطان في امنيته) إلى قوله (والله عليم حكيم) وذلك ان نبي الله صلى الله عليه وسلم بينم اهو يصلي، إذنزلت عليه قصة آلهة العرب، فجعل يتلوها فسمعه المشركون، فقالوا: إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه، فبينما هو يتلوها وهو يقول: أفرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى " ألقى الشيطان: إن تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى، فجعل يتلوها، فنزل جبريل عليه السلام، فنسخها ثم قال: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته الى قوله: " والله عليم حكيم ". (55).

وهذا حديث خطير أورده أغلب المفسرين في تصانيفهم، وبالتأكيد سيقرأه كل طالب علم، وقد يسأل أهل العلم وقد لا يسأل، وهنا تحصل الكارثة ويحصل التشكيك لدى طلبة العلم والقراء، لا يزول إلا بتتبع أقوال العلماء في الموضوع.

قال القاضي عياض رحمه الله: " قال ابن عطية: هذا الحديث الذي فيه الغرانيق العلا، وقع في كتب التفسير ونحوها، ولم يدخله البخاري ومسلم ولا ذكره في علمي مصنف مشهور، بل يقتضي مذهب أهل الحديث أن الشيطان ألقى، ولا يعينون هذا السبب ولا غيره، ولا خلاف أن إلقاء الشيطان إنما هو لألفاظ مسموعة وقعت بها الفتنة، ثم اختلف الناس في صورة هذا الالقاء، ... وإنما الأمر أن الشيطان نطق بلفظ أسمعه الكفار عند قوله النبي صلى الله عليه وسلم " أفرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى" وقرب صوته من صوت النبي حتى التبس الأمر على المشركين، وقالوا: محمد قرأها، وقد روي نحو هذا التأويل عن ابي المعالي، وقيل: ألقى شيطان الانس كقول الله عز وجل: " والغوا فيه". (56).

وبعد أن ذكر القاضي عياض (رحمه الله) الدليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة -فيما طريقه البلاغ-بعصمته من الاخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه لا قصدا ولا عمدا سهوا أو غلط أضاف قائلا: " اعلم رحمك الله، أن لنا في الكلام على مشكل هذا الحديث مأخذين:

أحدهما في توهين أصله، والثاني على تسليمه.

أما المأخذ الأول: فيكفيك أن هذا الحديث لم يخرجه أحد من اهل الصحة، ولا رواه بسند صحيح سليم متصل ثقة، وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير