تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بإسناد متصل إلا ما رواه شعبة عن ابي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب، والشك في الحديث أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان بمكة وذكر القصة، ولم يسنده عن شعبة، وإنما يعرف عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس، فقد بين لك ابو بكر رحمه الله أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره سوى هذا، وفيه من الضعيف ما نبه عليه من وقوع الشك فيه، الذي ذكرناه الذي لا يوثق به ولا حقيقة معه،.أما حديث الكلبي فما تجوز له الرواية عنه، ولا ذكره لقوة ضعفه وكذبه، كما أشار إليه البزار رحمه الله. والذي منه في الصحيح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قرأ " والنجم " بمكة فسجد المشركون وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس،وهذا توهينه من طريق النقل.

أما المأخذ الثاني: فهو مبني على تسليم الحديث لو صح، وقد أعاذنا الله من صحته، ولكن على كل حال فقد أجاب أئمة المسلمين عنه بأجوبة منها الغث والسمين، والذي يظهر على تسليمه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كما امره ربه يرتل القرآن ترتيلا، ويفصل الآي تفصيلا في قراءته كما رواه الثقات عنه، فيمكن ترصد الشيطان لتلك السكتات ودسه فيما اختلقه من تلك الكلمات محاكيا نغمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بحيث يسمعه من دنا إليه من الكفار، فظنوها من قول النبي (صلى الله عليه وسلم) وأشاعوها، ولم يقدح ذلك عند المسلمين لحفظ السورة قبل ذلك على ما أنزلها الله وتحققهم من حال النبي (صلى الله عليه وسلم) في ذم الأوثان وعيبها ما عرف منها. (57).

والطبري رحمه الله عندما ذكر هذه الرواية، ذكر لها روايات كثيرة كلها باطلة لا أصل لها، (58). فصوب على المرمى وقرطس، ولو شاء الله ما ذكرت رواية واحدة ولا سطرت، ولكن الله فعال لما يريد.

أما ابن كثير فقال: " ذكر كثير من المفسرين ههنا قصة الغرانيق، .. ,ولكنها من طريق مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح، والله أعلم. ونقل أيضا كلام القاضي عياض في الموضوع. (59).

قال القاضي: " فاعلم أن للناس في معنى هذه الاية أقاويل منها السهل والوعث، والسمين والغث، وأولى ما يقال فيها ما عليه الجمهور من المفسرين، أن التمني هاهنا التلاوة، وإلقاء الشيطان فيها شغله بخواطر وأذكار من أمور الدنيا للتالي حتى يدخل عليه الوهم، والنسيان فيما تلاه، أو يدخل غير ذلك على أفهام السامعين من التحريف وسوء التأويل ما يزيله الله سبحانه ويكشف لبسه، ويحكم آياته. (60).

وبعد، فهذه بعض التصحيحات لما يمكن أن يطلع عليه شبابنا في كتب التفسير، وخصوصا ما يمكن أن يصبح عائقا في حسن فهمهم وربما تدينهم بسبب الشبهات التي تقدمها النصوص التفسيرية لأحاديث الأنبياء، ومثل هذا المبحث يجب أن يقدم لكل التفسير وكل كتب التراث الاسلامي، عسى أن يخرج دخنه وتزول علله فتصبح الكتب في متناول كل دارس دون أن يخشى على نفسه وعقله من تلك الترهات الفكرية التي تتشوف إليها العقول، ولكنها قد تخربها في بعض الأحيان.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Aug 2010, 09:57 م]ـ

بارك الله بالدكتور أحمد على هذا البحث القيم. واشكره على استحداث هذا المصطلح (مدرسة مكة للتفسير) ولكن يا دكتور وكما تعلم بأن أي مدرسة من المدارس سواء كانت فكرية او نحوية أو تفسيرية كما استحدثتم لا بد لها من ميزات تميزها عن غيرها. فمثلاً بالنسبة للمدارس النحوية فإن مدرسة الكوفة تختلف عن البصرة وتتميز عنها من ناحية بعض الإعراب أو طريقة الإملاء أو الاختلاف على الهمز والى غير ذلك من اختلافات. أي أن المدرسة يجب أن تتميز عن غيرها من المدارس التي تحمل نفس الموضوع. والسؤال الآن بما أن حضرتكم قد استحدثتم هذا الإصطلاح.: ما هو الذي يميز المدرسة المكية عن غيرها من المدارس التفسيرية؟ بل قل أولاً ما هي المدارس التفسيرية الأخرى غير المدرسة المكيّة؟. وهل المدرسة المكية التي تتكلمون عنها هي المدرسة القديمة في فترة ما بعد الوحي والتابعين فقط؟ أم أنها تحوي كل من سكن مكة من المفسرين الى يومنا هذا؟؟.وبماذا تتميز مدرسة مكة عن غيرها من ناحية الأخذ من الإسرائيليات؟؟ مع ذكر تميز المدارس الأخرى لو تكرمتم. وبارك الله تعالى بكم.

ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[16 Aug 2010, 11:10 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير