[/ URL]([1]) انظر: تفسير التابعين 1/ 548، 2/ 846 - 848.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftnref1)([2]) انظر: بحوث في أصول التفسير ص 36 - 37، تفسير التابعين.
.................................................. ............
ثانياً – هل يعد ابن جريج من المكثرين من رواية الإسرائيليات؟
عند الرجوع إلى كتب أصول التفسير ومناهجه، وكتب الإسرائيليات نجد كل من كتب في موضوع الإسرائيليات، اعتبر ابن جريج من المكثرين من رواية الإسرائيليات إلى جانب كعب الأحبار، ووهب بن منبه، وعبدالله بن سلام، وذلك ابتداء من الدكتور الذهبي – رحمه الله -، حيث عده من أشهر من عرف برواية الإسرائيليات من أتباع التابعين، وقال عنه" وأما عبد الملك بن عبدالعزيز بن جريج: فأصله رومي نصراني، أسلم على ما عنده من معارف مسيحية وأخبار إسرائيلية. ومسيحياته يروي الكثير منها ابن جرير في تفسيره للآيات التي وردت في شأن النصارى " ([1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn1)) .
وقد تأثر بكلام الذهبي، من جاء بعده، ممن ألف في التفسير وأصوله ومناهجه، وكلامه-رحمه الله- عليه مآخذ، واستفاده، ممن سبقه، مثل أبي رية وأحمد أمين، وهما ممن اتهم ابن جريج بذلك، فقد قال أحمد أمين:" اتصل بعض الصحابة بوهب بن منبه، وكعب الأحبار، وعبدالله بن سلام، واتصل التابعون بابن جريج، وهؤلاء كانت لهم معلومات يروونها عن التوراة والإنجيل" ([2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn2)).
وقال أبو رية عن ابن جريج:" وممن كان يبث في الدين الإسلامي مما يخفيه قلبه، ابن جريج الرومي الذي مات سنة 150، وكان البخاري لا يوثقه وهو على حق في ذلك" ([3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn3)).
وقال في موضع آخر:" ابن جريج كان من النصارى" ([4] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn4)).
ومن هذه النصوص يتضح لنا أن الدكتور الذهبي- رحمه الله – قد اعتمد في كلامه السابق على مثل هذه المصادر. وقد رد الشيخ المعلمي ([5] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn5))، على بعض هذه التهم. والرد على هذه التهم من عدة أوجه:
1 - أن ابن جريج لم يكن نصرانياً فأسلم، بل هو مسلماً منذ الولادة، وكذلك والده، وقد ولد ونشأ في مكة. وإنما يسلَّم ذلك لجده جريج، فقد كان رومياً نصرانياً.
2 - أن ابن جريج من أتباع التابعين ولا شأن له بالإسرائيليات، وكأن أبي رية اغتر باسم" جريج" فحشره في زمرة هؤلاء.
3 - أن ابن جريج لم يعرف بالإسرائيليات ولم يكثر منها، إلا أن يروي شيئاً عمن تقدمه.
4 - ابن جريج إمام جليل وقد احتج به البخاري، ووثقه كثير من أئمة الحديث كما سيأتي.
من خلال ما سبق تبين لي أن اتهام ابن جريج، بالإكثار من الإسرائيليات، دعوى لا دليل عليها، وقد تتبعت مواطن الإسرائيليات في الجزء الذي درسته وبلغت مروياته (1868) رواية فبلغت تقريبا (40) موضعاً، وأغلبها يرويها ابن جريج، عن غيره مثل: ابن عباس، ومجاهد، وشعيب الجبائي، وسعيد بن جبير. وبلغت روايات ابن جريج منها (9) روايات فقط، منها روايتان بلاغاً. وهي نسبة قليلة جداً بالنظر إلى مرويات ابن جريج.
وقد قمت بدراسة هذه الروايات الإسرائيلية، فأغلبها مما يحتمل الصدق والكذب، ومما يتعلق بتفصيل قصة وردت مجملة في القرآن، أو بيان مبهم، كاسم رجل أو شجرة، أو
بيان عدد، كعدد ملائكة، أو بني إسرائيل، أو بيان صفة شيء معين، كصفة سفينة نوح،
وصفة الألواح، وغير ذلك مما لا يعتبر تفسيراً للآيات، ولا يتوقف تفسير الآية على تلك الأخبار.
ومما يؤخذ على ابن جريج من هذه الإسرائيليات، روايتان فقط:
أحدهما: في نسبة الشرك إلى آدم وحواء، وقد رواها عن سعيد بن جبير، وهذه الروايات قد اغتر بها كثير من المفسرين، وأوردوها في تفاسيرهم، كابن جرير، والثعلبي، والبغوي، والقرطبي، والآلوسي. وذكرها ابن كثير ونقدها نقداً علمياً ([6] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn6)).
¥