تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم أنه بالإضافة إلى ما ذكره الأستاذ عبد الله جلغوم، حول العدد 9 باعتباره عدد يحفظ نفسه، وهو العدد الوحيد الذي يتميز بذلك. أريد أن أنبه أن لهذا العدد مميزات كثيرة رياضيا، أذكر منها ما يلي:

الميزة الأولى تربطه بالعدد 3، وهي أنك متى أخذت ثلاثة أرقام فألقيت أصغر عدد مكون منها من أكبر عدد (معكوسه)، تحصلت على عدد يكون مضاعفا للتسعة وتكون مرتبة العشرات فيه 9.

مثال:

543 – 345 = 198 = 22. 9

821 – 128 = 693 = 77. 9

731 – 137 = 594 = 66. 9

وهكذا ...

والميزة الثانية تربطه بالعدد 7، وتتضح لنا إذا قمنا بضرب العددين كالتالي:

7. 9 = 63

77. 99 = 7623

777. 999 = 776223

7777. 9999 = 77762223

وهكذا، إلى ما شاء الله. اجمع الآن أرقام مراتب النتائج، ستجدها كالآتي: 6 + 3 = 9

7 + 6 + 2 + 3 = 18 = 9. 2

7 + 7 + 6 + 2 + 2 + 3 = 27 = 9. 3

7 + 7 + 7 + 6 + 2 + 2 + 2 + 3 = 36 = 9. 4

وهكذا، إلى ما لا نهاية. الميزة الثالثة، انظر معي في المضاعفات التالية للعدد 9: 1089. 9 = 9801

10989. 9 = 98901

109989. 9 = 989901

1099989. 9 = 9899901

وهكذا، إلى ما لا نهاية. أليس هذا عجيبا. أعلم أنكم ستتعجبون ..

وربما تساءلنا، لماذا نظام العشرة في الأعداد؟

إذا أردنا تصفح كتب تاريخ العلم فسنجد أن بداية ظهور النظام العشري يرجع إلى القرون البدائية التي لم يكن لديها تطورا في العلوم وإنما هي اكتشافات من وحي واقعها المتخلف. فهم قد نظروا في عدد أصابع اليدين فوجدوها عشرة، وبذلك استنبطوا العشرة. وهو كلام، وإن قبلته بعض العقول للوهلة الأولى، لا يرتقي إلى مرتبة القبول منطقيا.

فإن كنا وصفنا أولئك بالبدائية فمن سنكون، وبماذا سنصف أنفسنا الآن ونحن نتبع خطاهم؟

لقد نظر أولئك في عدد أصابعهم، واستنبطوا هذا النظام الأسهل رياضيا.

أما نحن، فنعد الأشياء من الواحد إلى العشرة، فلا ننظر في خلقنا ولا نتفكر في هذه الأصابع العشرة التي أولانا الله .. اللهم إلا إذا أردنا أن نأكل أو نبطش.

ونذكر التسعة فلا نتذكر الليالي التي مرت علينا ونحن أجنة. ولا نتذكر ذلك المهد الذي كنا ننام، وتلك السبل التي نتغذى عليها. ولا نذكر ولا نذكر ... ولو ذكرنا لكانت تلك الذكرى تغنينا عن كثير.

وكل هذا لا أعجب منه بالقدر الذي أعجب لأناس يعجبون لما أوردت.

فهم إن حدثناهم عن فكر الإنسان تعجبوا. وإن حدثناهم عن كتاب الله أوغلوا في التشكيك.

كالذي يرى السماء والأرض ويرى خلق الله، فلا يأبه لما يرى ولا يلقي له بالا. وتجده يتعجب من برج إيفل ومن ناطحات دبي.

كيف بالعدد مضروب في التسعة يرجع إلى معكوسه؟ لكن كثيرا منكم، ومن بين هؤلاء الذين يتعجبون، سيعترضون كلما تعلق الأمر بالقرآن. وربما سخروا وقالوا: جلغوم يلعب بالمعكوس .. أما أنا فأرفع يدي تحية لأستاذي جلغوم ..

ثم ماذا؟ كيف بأكبر عدد ذو المراتب الثلاث نلقي منه معكوسه فيرجع مضاعفا للتسعة؟

ومع ذلك فلن يسأل واحد منهم، إذا ما كان سيقع ذلك لو استبدلنا الطرح بالجمع. ولن يعدم عجبه حتى إذا سأل وكان الجواب بالسلب. لكنه، وللغفلة التي امتلكت قلوبا كثيرة، سيخفيه وينكره كلما تعلق البحث بالقرآن. ثم يدعي بعد ذلك أنه من حقه أن يفهم، وأن يسأل. ولو تدبر لأغناه الله بتدبره عن السؤال. فإن الخيرية كانت فيمن يحتطب فيبيع ليعيش عن ذلك الجالس يسأل الناس أعطوه أو منعوه. وقد يمنع السائل علما إذا لم يكن له عقل يقبله، كما يمنع المتسول مالا إذا لم يجد على ما يحمله.

وقد ينكر بعض الغافلين أن نسمي ذلك إعجازا عدديا. وربما جوز بعض المتفتحين لنا تسميته اشراقات أو لطائف عددية. والذي يحملهم على ذلك هو شكهم أن يؤتى بمثله، وإلا فما كان هذا رأيهم. أما أنا، ومثلي الاستاذ جلغوم، فسنبقى نسميه إعجازا، مع يقين أن أحدا لن يأتي بمثله أبدا ..

ومع ذلك، فقد يذهب في ظن بعضهم أن الإتيان بمثل ما ندعي من السهولة بمكان، والأمر غير ذلك. فهو تماما كالإتيان بعدد من بين الأعداد التي لا نهاية لها يحمل صفات العدد تسعة التي ذكرنا في أول الورقة. وهذا الأمر الأول، وهو أمر مستحيل.

وبالمثل مع الصور العددية لكل سورة وكل آية وكل كلمة وكل حرف من القرآن، وهو الأمر الثاني، وهو أيضا مستحيل.

أما الاستدلال على استحالة الأمر الأول، فهو واقع بالفكر والعقل لأنه في جانب المعقولات.

وأما الدليل على استحالة الأمر الثاني فهو واقع في التحدي المضبوط في صفحات هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ولعلي أسائلكم .. لماذا يسجل البعض حضورهم إذا تعلق الأمر باختلاف القراءات؟ ولا يسجلون عجبهم إذا اتفقت جميع القراءات على بعض ما يقدم؟ أليس في ذلك نوع من الإنتقائية؟ لست أدري ولكني أريد أن أسأل كما هم يسألون ..

فآية الحفظ مثلا هي في جميع الروايات الآية 9 من سورة الحجر، وسورة الحجر هي في جميع الروايات 99 آية ...

لعلي أظفر بجواب ..

يغفر الله لي ولكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير