تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن الطبعي أن تقع النفس البشرية في الخطأ لقوله صلى الله عليه وسلم: " كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) بل لو لم تخطئ لغيرها الله بغيرها من أجل التوبة والمغفرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لو لم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) والخطأ يصدر عن النفس بدلائل من القرآن منها:

-قوله تعالى:" أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ". (آل عمران/165.). وقوله تعالى:" وما أصابك من سيئة فمن نفسك ". (النساء/79).وما ورد على لسان الأبوين:" قالا ربنا ظلمنا أنفسنا. وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين". (الاعراف/130). وقوله على لسان بلقيس:" قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله ب العالمين". (النمل /44). وقوله على لسان موسى كليم الرحمان:" قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له". (القصص/16). وقوله على لسان امرأة العزيز:" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ". (يوسف /.53.).

-وقوله تعالى على لسان الشيطان حين القضاء بين العباد:" وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم، ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ". (ابراهيم/22.).

3 - وسائل ضبط النفس وانضباطها: ضبط النفس ليس بالأمر الهين، إذ الصراع داخلي مائة بالمائة، ولكن آثاره بوادره داخلية وخارجية، ولكن لحسن السير، وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، لا مفر من ذل مجهود مضاعف يستطاع به ضبط أمراض النفس، ولن يتم ذلك إلا ب:

3 - 1 - الاعتراف بعيوب النفس والتعرف عليها: ويتم ذلك باتباع توجيهات القرآن التي سماها بالبصائر في قوله تعالى:" قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه .. ". (الانعام/104.)

فإذا أراد الله بعبده خيرا بصره بعيوب نفسه، ومن كملت له بصيرته لم تخف عليه عيوبه، وإذا عرف عيوبه أمكنه علاجها.

فالانسان يلاحظ كثيرا على غيره، ولكنه لا يجرؤ على النظر في عيوبه، أو يبحث عنها، الكل يرى القذى في عين أخيه ولكنه لا يرى ما في عينيه؛ ما يحصل للانسان هو نفسه ما يحصل للجمل الذي يرى ما على ظهر أخيه من تقوس واعوجاج، ولكنه لا يعلم أن الاعوجاج عام في بني جنسه.

ولتحقيق هذا الاستبصار وجب سلوك سبيلين:

أ-أن يطلب ذلك بالجد والاجتهاد والاخلاص؛ ولا يتم ذلك إلا بمراقبة من يعلم السر وأخفى، على مستوى القول والفعل والسلوك، مع الاستعانة بمد يد الرجاء الى الله تعالى.

وحتما بهذا الفعل ستكون النتيجة هي الاهداء لقوله تعالى:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ". (العنكبوت/69).

ب-مراقبة أحوال وأقوال وأفعال الآخرين، ليقف على السيء منها فيلحظه في نفسه ليتجنبه، باعتبار تقارب طباع الناس، فيتفقد نفسه ويطهرها في ضوء ما يراه مذموما في غيره. وقد قيل قديما:" العاقل من اتعظ بغيره. ".

فالاعراض عن معرفة العيوب هو ضعف ونقص وفقدان للشجاعة في مواجهة النفس، ولهذا الاعراض سبب أساسي يوقع فيه وهو:

-اعتقاد الانسان أنه بلغ مرحلة من الصلاح، مع أن كل إنسان معرض للنقصان والخطأ، ورحم الله عمر القائل:"أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)

3-2- مجاهدة أمراض النفس وأخطائها وصفاتها الذميمة: أخطاء النفس كثيرة، لا يستطيع عاد عدها أو حصرها، وإن كانت الاشارة إليها والتنبيه على أهمها أمر أساسي.

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله بعض أخطاء النفس فقال:" في النفس كبر ابليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغى قارون، وقحّة هامان (أي لؤم)، وهوى بلعام (عرّاف أرسله ملك ليلعن بني اسرائيل فبارك ولم يلعن)، وحيل أصحاب السبت، وتمرّد الوليد، وجهل أبي جهل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير