وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، ونوم الضبع. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
والحديث عن كل هذه الأخطاء بالتفصيل يحتاج الى مداد ليس بالقليل، ووقت ليس باليسير وجهد عسير، عسى أن يمن به المولى العزيز الكريم، فنتصدى لها بالتفسير والتعليل. لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فليكن حديثي عن بعضها وأهمها في نظري انطلاقا مما ذكر القرآن.
3 - 2 - 1 - الشهوة ووسيلة ضبطها: يقول الله تعالى:" زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب". (آل عمران/14). وخطورتها تكمن في كون طريقها يؤدي الى النار حيث يقول صلى الله عليه وسلم:" حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ " [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لما خلق الله الجنة قال لجبريل اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، ثم حفها بالمكاره، ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فنظر فيها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد، قال: فلما خلق النار قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفها بالشهوات ثم قال: يا جبريل اذهب إليها فانظر إليها، فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها ". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
فالشهوة ما تشتهيه النفس وتتمناه وترغب في تحقيقه مهما كان المقابل خطيرا. وقد جبل النفس على حب الشهوات التي لن تتجاوز ما ذكر في القرآن، ويمكن أن نطلق على الآيات السابقة أصول الشهوات التي يتفرع عنها غيرها.
-فأصل الشهوات النساء كما أكد على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:" ما تركت بعدي فتنة في الناس أضر على الرجال من النساء". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8) وقد يحصل الشذوذ والانحراف فتنقلب الشهوة الى نمط آخر كما قال تعالى: " إنك لتاتون الرجال شهوة من دون النساء ". (الأعراف/81.والنمل/55.).
-ويتبعها البنون لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن الولد مجبنة محزنة". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
- ثم القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث: لقول النبي (صلى الله عليه وسلم):" إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال ". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن " وفي رواية " ومضلات الهوى". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
ووسيلة ضبطها " أي الشهوات " ذكرها القرآن بعد سردها كلها فقال سبحانه:" قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله، والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار". (آل عمران/14.).
وهذا يدل على الاعتقاد الجازم في قضاء الله وأن محل تحقيق شهوات النفس دون الوقوع فيما يغضب الله الجنان حيث يقول تعالى:" وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون". الأنبياء/102. وقال تعالى:" ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ". (فصلت/31.). وقال تعالى ": وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ". (الزخرف/71.).
¥