تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً قَالَ هُوَ رَجُلٌ يَجِىءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ أَىْ رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ فَيُقَالُ لَهُ أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ. فَيَقُولُ لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ. فَقَالَ فِى الْخَامِسَةِ رَضِيتُ رَبِّ فَيَقُولُ هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ. فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ. قالَ رَبِّ فَأَعْلاَهُمْ مَنْزِلَةً قَالَ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِى وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ". قَالَ وَمِصْدَاقُهُ فِى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ " [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12).

3-2-2- الغفلة ووسيلة ضبطها اليقظة والتذكر: واليقظة تعني ضمن ما تعنيه طرد الغفلة والتفريط الذي يحصل للنفس البشرية، وقد حذر الشارع الحكيم من الوقوع في ذلك فقال: " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن ياتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون، أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت من قبله لمن الساخرين " (الزمر/53.).

والتفريط يعني: التقصير والتضييع كما في اللسان، فرط في الأمر أي: قصر فيه وضيعه. [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13) وهو لا يحصل إلا بالغفلة والنسيان، أو التكاسل والاهمال.

ومسلمو اليوم كما غالى الكثير منهم في الكثير من أمور دينهم، ضيعوا الكثير من أمور دينهم، وابتعدوا عن منهج حبيبهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولكل ما وقع بالتأكيد أسباب أدت إليه وأوقعت فيه، أسباب محتاجة الى تجليتها وبيانها، لعل الأعين تبصر والآذان تسمع والقلوب تعقل، فتحصل الوقفة النقدية المرجوة، بحثا عن التصحيح. وهي كثيرة، قد نصل الى إدراك بعضها وقد تغيب أخرى ومنها:

*-الانشغال التام بالدنيا.

*-الاقتصار على بعض مظاهر التدين.

*-عدم إدراك قيمة النعم وقدر المنعم.

*-التسويف.

3 - 2 - 3 - الحسد ووسيلة ضبطه: ومصدره نفس الانسان لقوله تعالى: " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعدما تبين لهم الحق ". (البقرة/109). وهو ثاني المعاصي التي وقعت في الكون وتمثلت في قتل الانسان لأخيه الانسان وسببه النفس الغضبية أو السبعية، أي: عدم كظم غيظ النفس والاستسلام لظلمها. وسببها الحسد الذي هو خلق في الانسان يحتاج الى محاربته في نفسه وإلا أوقعه في النيران.

وقد حسد قابيل أخاه هابيل لما قبل قربانه ولم يتقبل منه فقتله وفي ذلك يقول القرآن:" واتل علهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين، لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين، إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، فطوعت له نفسه قتل أخيه فأصبح من الخاسرين.". (المائدة/30).

كما حسد إخوة يوسف أخاهم وسعوا الى قتله حيث يقول تعالى:" اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ". (يوسف/9). وليس لهذا الداء من ضبط سوى:

*-الاستعانة بالله أولا، ثم الصبر وتقوى الله: فمن وجد في نفسه حسداً لغيره فليستعمل معه الصبر والتقوى فيكره ذلك في نفسه.

*-القيام بحقوق المحسود:

*-عدم البغض: وفي الحديث:" ثلاثٌ لا ينجو منهن أحد: الحسد والظن والطيرة وسأحدثكم بما يخرج من ذلك: إذا حسدت فلا تبغض وإذا ظننت فلا تحقّق وإذا تطيّرت فامض ". [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير