تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

-العلم بإن الحسد ضرر على الحاسد في الدين والدنيا ومنفعته للمحسود في الدين والدنيا:

-الثناء على المحسود وبرَّه: قال تعالى:" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولي حميم ". (فصلت/34).)

*-القناعة بعطاء الله: قال بعض الحكماء:" من رضي بقضاء الله تعالى لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد، فيكون راضياً عن ربه ممتلئ القلب به. ويتيقن بأن الحرمان أحيانا للإنسان خيرا من العطاء، وأن المصيبة قد تكون له نعمة، وأن الإنسان أحيانا يحب ما هو شر له ويكره ما هو خير له ". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)

*- قمع أسباب الحسد: فأما الدواء المفصَّل فهو تتبع أسباب الحسد من الكبر وغيره وعزة النفس وشدة الحرص على مالا يغني، فهي مواد المرضى ولا يقمع المرض إلا بقمع المادة. بالاضافة الى هذه الآفات، ذكر القرآن مجموعة من الأمراض تسيطر على النفس وتقودها الى العصيان والخذلان منها:

-الكبر لقوله تعالى:" أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ". (البقرة/87.).

-الشح لقوله تعالى: " وأحضرت الانفس الشح ". (النساء/128.).

-الاغترار بالرأي الشخصي واتباع الظن، لقوله تعالى: " إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ". (النجم/23.).

4 - ضوابط أساسية لضبط النفس:

4 - 1 - الاستعانة بالبرنامج العبادي: التقرب إلى الله عز وجل وعلا بما يحب من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وخير ما تقرب به المتقرِّبون إلى الله الفرائض التي فرضها الله جل وعلا، وعلى رأسها توحيد الله، ثم إن في النوافل لمجالاً واسعًا عظيمًا لمن أراد أن يرتقي إلى مراتب عالية عند الله كما قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأًعيذنَّه " [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)

ومن فضل الله –علينا أن جاء هذا الدين بعبادات شتى تملأ حياة المسلم في كل الظروف والأحوال؛ بالليل والنهار، بالقلب والبدن التي يعتبر أداؤها من أهم عوامل ضبط النفس من قيام ليل وصيام تطوع وصدقة وقراءة قرآن، وذكر لله آناء الليل وأطراف النار. لاشك أن هذه العبادات تقوِّي الصلة بين العبد وربه، وتوثِّق عُرى الإيمان في القلب؛ فتضبط النفس وتزكو بها، وتأخذ من كل نوع من العبادات المتعددة بنصيب؛ فلا تَكَلُّ ولا تَسْأَمُ. لكن الانتباه لأمور ترد أمر أساسي ومنها:

*-الحذر من تحول العبادة إلى عادة

*-الحذر من تقديم المهم على المهم، أو بالأدنى على الأعلى، ـأي بالنوافل على الفرائض؛ كمن يقوم الليل -مثلاً- ثم ينام عن صلاة الفجر.

فالمسلم كالنحلة تجمع الرحيق من كل الزهور، ثم تخرجه عسلاً مصفًّى شهيًا سائغًا للآكلين.

*-تقديم الواجب عند تعارضه مع المستحب.

*-التركيز على أعمال القلوب، وتقديمها على أعمال الجوارح لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب" [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)

إن استشعار المؤمن المكاره التي تحف بالجنة، يتطلب منه هِمَّة عالية تتناسب مع ذلك المطلب العالي للتغلب عليها، مع تنقية تلك الهمم من كل شائبة تدفع لوجه غير وجه الله، وإنما تفاوت الناس بالهِمَم لا بالصور والله لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.

ولنستمع الى ثابت البناني الذي يقول: تعذبت بالصلاة عشرين سنة، ثم تنعمت بها عشرين سنة أخرى، والله إني لأدخل في الصلاة فأحمل همَّ خروجي منها [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18) وقد قيل للإمام أحمد: يا إمام متى الراحة؟ فيقول وهو يدعو إلى المجاهدة: الراحة عند أول قدم تضعها في الجنة. [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)

إنها الراحة الأبدية التي يُستعذَب كل صعب في سبيل الوصول إليها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير