تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما الدرس السامي المقارن، فيدلنا على أن أصل الألفاظ السابقة جميعا، هو الفعل اليمني القديم (ثبر) وهو يرد كثيرا في نقوش الحرب، بمعنى هزيمة العدو، وتدمير المدن، وثل العروش [33] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn33). كما يرد في نقوش شواهد القبور، بمعنى (خرّب – أتلف – صدّع – دمّر) [34] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn34) فإن كاتب النقش - أو مكتتبه - يستمطر اللعنات من الآلهة على من يعتدي – على قبره، أو جثمانه، أو ما دفن معه من ممتلكات- بانتهاك لحرمة، أو نبش، أو سرقة، أو عبث، أو إتلاف، أو تخريب .. كما في نقشين نشرتهما الدكتورة عميدة شعلان [35] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn35)، جاء فيهما:

2 - .. ول ي و ليقـ

3 - (ق) م ع ن/ ع ث (ت ر) ش ر ــمعن عثتر الشا

4 - ق ن/ م ن م و/ ي ث ب ر رق مَن يثبر

5 - ن هـ و/ نْهُ

ويلاحظ ورود الفعل هنا – وهو ما لا تعرفه العربية مع الثاء - وبصيغة الفعل المضارع، على أننا لا ندري أكان اليمنيون يضمون عين الفعل (يثبرُ) أم يكسرونها (يثبِر)؟ وإن كان النطق اليوم يميل للكسر. أما الهاء فهي مفعول به، والنون للتوكيد، ويحتمل أن تكون ثقيلة، وإن يكن الأرجح أن تكون خفيفة كما في العربية. أما الواو، فهي للإشباع.

ويمكن فهم العلاقة بين الألفاظ السابقة في إطار ظاهرة (الإبدال الصوتي) وقد وقع هنا في موضعين:

1 - الإبدال الصوتي، وقد وقع هنا في موضعين:

أ- بين الثاء والشين؛ فإن هذا اللفظ إن لم تعرفه العربية قبل الإسلام، فهو معروف – بنفس المعنى - في اللغات السامية الأخرى، ففي الأكدية (شبارو) وفي العبرية (شابَر- شِبِّير). والثاء العربية يقابلها الشين في تينك اللغتين [36] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn36)؛ وعلى هذا فإن (ثبر = شبر) والثاء هي الأصل، وهي أقدم من الشين. وما زال اليمنيون يستخدمون في الحراثة آلة ذات أسنان كثيرة يسمونها (المشبَّر).

ب- بين الثاء والتاء؛ فإن الثاء العربية يقابلها التاء في الآرامية [37] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn37)؛ وعلى هذا فإن (ثبر = تبر) والثاء هي الأصل، وهي أقدم من التاء. وإنما ينطق المصريون والشاميون والعدنيون [38] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn38) مثل (ثعلب – ثور – ثلج) بالتاء – لا بالثاء – بتأثير آرامي. بل إن الفعل (تاب) إنما أخذته العربية من النصوص الدينية الآرامية [39] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn39)، أما العربية فلا تعرفه إلا بالثاء.

والعلاقة بين اللغتين العربية والآرامية تتجاوز التطور الصوتي إلى الإملاء والخط؛ فمن النبط الآراميين أخذ العرب الخط والإملاء، وجاء الإسلام وهم على ذلك، فتم تدوين القرآن الكريم وفق قواعدهما.

==================================================

[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) معجم القراءت القرآنية 4/ 277.

[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) العين للخليل 8/ 222، تفسير الصنعاني 1/ 391، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 392، 2/ 71

[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) تفسير الطبري 17/ 410 -

[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني: 78

[5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) الصحاح 1/ 904 (ث ب ر)

[6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) النكت والعيون 4/ 134

[7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) تفسير الطبري 15/ 109 (تحقيق التركي)، تفسير الضحاك: 537، تحقيق: د. محمد الزاويتي

[8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) تفسير الطبري 15/ 108

[9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) معاني القرآن للفراء 2/ 132

[10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) السابق 3/ 250

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير