تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

· وقال آخرون ورجحه أو مال إليه شيخنا الشنقيطي – رحمه الله -: أن أرجى آية في كلام الله قول الله تبارك وتعالى في سورة فاطر: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبير * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا) (فاطر:32) فقالوا إن " واو الجماعة " في قول الله جل وعلا: (يَدْخُلُونَهَا) يشمل الطوائف الثلاثة كلها، الظالم لنفسه، والمقتصد، والسابق بالخيرات، ولهذا قال بعض العلماء: (إن هذه الواو في قوله سبحانه: (يَدْخُلُونَهَا) حق أن تكتب بماء العينين، لا تكتب بمداد الحبر)، فالعلم عند الله.

(تأملات في سورة الحشر)

كيف أعلم أن هذه الدمعة التي تخرج من عيني أنها بتأثير القرآن لا بغيره؟

هذا يختلف، ولا نستطيع أن نحكم أو نجزم، لكن من الفوارق في هذا والإنسان أصلا مخلصا لله لكن إذا قُدر لك أن تقرأ القرآن لوحدك، يعني في مكان خالي، وبين يدي الله تتلوا آيات غلبت عليك دمعة ولم يكن هناك أحد يشاهدك فيرجى أن يكون هذا لله، ونقول يرجى ولامرارا وقدر لك أن تناله سيكون بالنسب لك معينا في أن يبعد عنك وساوس الشيطان ونزغاته، لكن لا يعني في ذلك فيصلا في القضية، لأنه لا يمكن أن يعلم الإنسان أن عمله تقبل أو لم يتقبل إلا إذا لقي الله، فلا راح للمؤمن حتى يلقى الله، والله يقول: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ *وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ *إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ) (العاديات:9/ 11)، وقال في الطارق: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (9)، والمقصود من هذا أن الإنسان يوطن نفسه على أن يقف بين يدي الله في سفره أو في حضره أو في بيته، يكون له خلوات يتلوا فيها القرآن، ويحاول أن يرقق قلبه ويتلوا آيات يغلب على الظن أنها تحرك الأفئدة، وتقشعر منها الجلود، وتذرف منها العين لعل الله جل وعلا أن يمن عليه بالقرب منه، والله هو التواب الرحيم.

(تأملات في سورة الحشر)

هل لك أن تدلنا شيخنا على آيات من كتاب الله عز وجل كلما ازددت تدبرا فيها زاد لدي التقوى؟.

القرآن كله عظيم، لكن أعظم ما وصف الله جل وعلا به نفسه، أو بتعبير آخر حديث الله عن الله، آية الكرسي، قول الله في الأعراف: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ " (54) قراءة سورة الحديد، خواتيم سورة الحشر، قول الله في الشعراء حكاية عن إبراهيم: (قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ) (75/ 77) إلى آخر الآيات إلى قوله جل ذكره: (لَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ {87} يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ {88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {89})، وقول الله عن امرأة عمران: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) (آل عمران:35)، وقول الله جل وعلا – حكاية عن مريم -: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (آل عمران:47) هذه وأمثالها آيات تزلزل الجبال فضلا عن قلوب العباد.

(تأملات في سورة الحشر)

كيف يمكنني الجمع بين قول الله تعالى: (أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا) (الأعراف:155) وبين قول عائشة رضي الله عنها: (أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث)؟ جزاكم الله خير.

هذه الآية ليس في الأمر ما يمنع، إنما خوف ٌقاله نبي الله جل وعلا موسى عليه الصلاة والسلام، لما رجف بهم الجبل، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث زينب بنت جحش في الصحيحين: (أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث) هذا الأصل إن السفهاء إذا طغوا، وأشاعوا في الناس الفجور، والفسق تصبح الأمة كلها عرضة للهلاك، لكن يبعثون بعد ذلك على نياتهم ولا يوجد تعارض بين الحديث والآية، إنما الآية تتكلم عن توسل من ذلك النبي الكريم إلى ربه تبارك وتعالى.

(تأملات في سورة الحشر)

يقول يا شيخ ما الحكمة أن تذكر القصة في القرآن مرة مطولة ومرة مختصرة في سور من القرآن؟

هذا من أسلوب القرآن:

· تثبيت لقلب نبيه.

· وإيضاحا للمعاني.

وهي طرائق جاء بها القرآن، فغلب بها فصاحة الفصحاء، وبلاغة البلغاء، والله تبارك وتعالى سمى كتابه هذا مثاني: أي يكرر فيه الأمر مرة بعد مرة.

(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)

اقرأ القرآن وأريد أن يخشع عن قراءته فلا أجد ذلك، فما هي الطرق المعينة على ذلك؟

تفقد حالك مع والديك، من أعظم أسباب التوفيق في الدنيا والآخرة بر الوالدين، الإنسان أحيانا يُحَال بينه وبين ما يريده إما:

· لمظلمة ظلمها الناس.

· أو لعقوق بينه وبين والديه.

فمثل هذا من ما يحجب معالي الأمور التي ينشدها العبد، فإذا راجع علاقته مع والديه مع أمه بالذات، أو تبين إن كان يظلم أحدا عاملا خادمة زوجة ولد، طالب عنده في البيت أوفي المنزل أو في المدرسة، تفقد أحواله مع الناس يحاول قدر المكان أن لا يكون بينه وبين الله مظلمة يسأله الله جل وعلا عنها هذا، إذا اجتنب يعين على الخشوع القلبي.

(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)

أحفظ القرآن وأنساه وكلما راجعته لا يثبت.

يقول بعض الصالحين: "قم به بالليل تزداد له حفظا"، من أعظم ما يثبت حفظ القرآن أن يقوم به المرء في الليل.

(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)

يتبع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير