اختلف العلماء فيها، منهم من قال: كان يُنظر إلى أن سورة التوبة وسورة الأنفال كالسورة الواحدة، هذا قول لطائفة من العلماء. وقول: إنها بدأت بالسيف ذكر السيف وهذا لا يتناسب مع بسم الله الرحمن الرحيم لأن صدرُها (بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) (التوبة:1) وهذا أرجح الأقوال وقد عد بها الشنقيطي رحمة الله تعالى عليه في تفسيرهِ -لو راجعه- أربعة أقوال ثم كأنه مال إلى هذا الرأي وهي أنها غير مصدرة إلا بالسيف لذلك لم تُصدر بـ بسم الله الرحمن الرحيم، لعدم الجمع بينهما.
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق "وقول الله عز وجل (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) سورة النحل: (36). وغير ذلك من الآيات التي تُبين أن الأنبياء والرُسل إنما أُرسلوا لعبادة الله وحدة فلا أدري هل هو تعارُض أو لا، كيف يُجمع بين ما هو ظاهرهُ التعارضُ وشكراً.
ليس هناك تعارض، لأن من أعظم مكارم الأخلاق توحيد الله.فما بُعث به النبيون عليهم الصلاة والسلام وهو عبادة الله واجتناب الطاغوت هذا من أعظم ما يجعل الإنسان ذا خُلقٍ كريم لأن المُشرك لا يُقال لهُ ذا خُلقٍ كريم إلا مخصوص يُقال كريم يُقال سخي يُقال كذا لكن ما يُقال عنهُ ذو خلقٍ كريم لذلك قال الله جل وعلا في وصف نبيهِ ({وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم: (4). وأعظم خُلقٍ تحلى به النبي صلى الله عليه وسلم توحيده لربهِ، لكن عندما نقول إن الله قال وذكر أنه بعث الأنبياء لاجتناب الطاغوت وعبادة الله هذا تخصيص، لكن عندما حديث " إنما بعثتُ لأُتمم مكارم الأخلاق " هذا العموم، لكن يندرج في أولها عبادة الله جل وعلا وحدة.
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
بالنسبة لكتاب ظلال القرآن لسيد قطب هل تنصح به، بعض العلماء ما نصحوا بهذا الكتاب هل فيه أخطاء عقائدية؟.
ظلال القرآن لسيد قطب، سيد قطب رحمه الله تعالى رجل يملك قلماً أدبياً قبل أن يملك علماً شرعياً ولا يعنى ذلك أنه ليس عنده علم شرعي، فبحسب الناظر في الكتاب، فإن كان أراد أن ينظر في الأسلوب ورقته وتفتك الكلمات فالحق أن الرجل أوتى حظاً عظيماً في هذا، أما قضية سيد رحمة الله عليه في كتابه ضمناً لقضية جاهلية القرن العشرين هذه النظرية لا يوافق عليها وتضرر الناس بسببها كثيراً فإذا كان الإنسان طالب علم يميز هذا من ذاك فلا بأس أن يقرأ في ظلال القرآن لسيد غفر الله له ورحمه ورحم أموات المسلمين أجمعين
(القطوف الدانية/التقديم والتأخير في كلام العليّ الكبير)
كلنا يعلم فضيلة شيخ أن الآيات المتشابهات إنما يستخدمها من في قلبه زيغ كما وصفه القرآن، فهل هناك أمثلة ممن يستشهد بها منافقوا هذا العصر حتى لا ينخدع الناس ويكونوا على بصيرة من أمرهم؟
هذا كما ذكر الله: (فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء) (آل عمران:7) وقد بينا مثال في قضية عيسى ابن مريم عليه السلام، وقلنا إن من في قلبه زيغ من النصارى أنهم تمسكوا بقوله: (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) (النساء:171) وتركوا الآيات التي تقول: (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ) [الزخرف:59] وهذا ممكن استطراده أو الأخذ فيه في أكثر من موضع في كلام الله جل وعلا يجب التنبه إليها، وهذا مداره على البحث والاستقصاء، وهو من أعظم ما تجول فيه أقدام العلماء.
(القطوف الدانية/ الراسخون في العلم)
في الآية {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} هل نزلت هذه في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة أم في جميع المؤمنات؟
¥