تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مرحلة الآلة، فالصواب مع هؤلاء الناشئة أن يُعطوا شيء من علم الآلة، أن يُعطى شيء من أدب العرب، شعر العرب، نثر العرب، كيف تتكلم العرب؟ أساليب العرب في كلامها، يقرأ السيرة جيداً لأن السيرة تُرجُمان حق للقرآن، واقع عملي، مع الأيام -وهذا لا بد منه النضوج السنيّ- مع الأيام إذا تجاوز المرحلة الثانوية مثلاً دخل في المرحلة الجامعة ممكن حينها نقول ممكن أن يُعطى دخول خطوات متقدمة في علم التفسير، لكن أن يُطلب من شاب في السادسة الابتدائي تفسير مجملاً لا، فيه في بلادنا يدرسون التفسير بصورة مبسطة في المرحلة المتوسطة.

لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)

طيب شيخنا قضية التدرج الآن في الحفظ أمر مطلوب، طيب كيف نتدرج مع الناشئة في قضية فهم القرآن، كيف ابدأ معاهم؟

نعم، آيات الأحكام ننأى بهم عنها، لصعوبتها بالنسبة لهم، لكنّ ثمّة سور بالذات القرآن المكي، القرآن المكي فيه أخبار، يعني جُلّهُ قصص قرآني، قصص قرآني يُؤخذ صفوة المطلوب، لا يوقف عند كل حرفيات، في قصة يوسف تتجلّى العفة، يتجلى الصبر، يتجلى كيف يفر الإنسان من كيد أقرانه؟ كُلها في قصة يوسف.

في خبر أصحاب الكهف حاجة الإنسان للرفقة الصالحة تتجلّى في قصة الكهف.

للنساء سورة مريم عفتها (إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [سورة مريم/16] إلى غير ذلك مما ورد في السورة المباركة.

هكذا في الناشئة يُعنى بمثل هذا، لكن مثلاً (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} [سورة المجادلة/1] وأخبار الظهار وأحكامهُ، لا يُعقل أننا نأتي لطالب في سن، لشاب ناشئ ونذكر لهُ أحكام الظهار، أو أتي بالسورة المباركة سورة الطلاق (فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [سورة الطلاق/1] لأنهُ لن يفقه هذا، هذه مراحل متأخرة قليلاً.

المشكلة أنهم أجبروا الطلاب على ترتيب المصحف، فترتيب المصحف لا يمكن العدول عنه لأن هذه الأمة اتفقت عليه من قبل، لكن في التعليم لست ملزماً في التفسير بهذا.

إنما يُختار لهم ما يناسبهم، حتى لذلك تلحظ أحياناً يوجد فصل تام ما بين سلوك الأبناء وما بين تدبر القرآن، لأن الآيات التي طُولب بتدبرها لا علاقة لهُ بحياته وهو ناشئ، تتكلم عن أحكام شرعية لم يأتي بعد أن يصل في سنهِ إليها.

لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)

كيف نُبقي حب القرآن في قلوب أبناءنا؟ كيف نجذبهم تجاه هذا الكتاب الكريم؟ كيف نجعلهُ جزء لا يتجزأ من حياتهم ويومياتهم؟

هو لو كُلُّ أحداً منّا معشر الكبار سنّاً حاول أن يسند بعض تصرفاتهِ للقرآن –الحميدة- يجعل ذلك الناشئة يحبون القرآن، فالله يقول (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [سورة النساء/28] فلو أن معلماً خفف عن طلابهِ بعض الأمور بحجة هذه الآية، من غير أن يكون هناك خلل في العملية التعليمية.

قد يسألُك ابنك أغلظ عليك فلان ولم ترد عليه؟ فتقول لهُ: قال الله يا بُني (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [سورة البقرة/83] هذا يجعلُ الابن يرتبطُ كثيراً بالقرآن، واضرابها كثير في القرآن، تجعل الناس مُقبلين على كلام ربهم تبارك وتعالى.

مع أنهُ يعني أحياناً يكون في التلاوة يعني لابُد الرجل ذات يوماً يختار في بيته أن يتعمّد أن يُصلي ليلاً في غرفة أبناءه، فإن الابن ربما وقع في نفسهِ أول الأمر انزعاج منك كوالد لأنهُ يريد أن ينام، يُريد للنور أن يُطفأ، دع النور يُطفأ لكن يريد أن لا يسمع، لكن ثق تماماً أنهُ إذا اعتاد على أن يراك على هذا الحال مرة أو مرتين، ثمًّ لو قُدر أنهُ قُبض أجلك فإن يبقى في قلب أبنك ذكرى حميدة، إن عهدي بأبي كان يصلي، وإذا قُدر لك أن تبقى -منّ الله عليك بطول العمر- سترى أثر هذا في الابن، كثير من اللحظات يعيشها المرء الآن هي مرتبطة بكثير في صباه، أنا أذكر والله كان عندي جَدّة -غفر الله لها ورحمها- كُنت أنام معها في المرحلة الابتدائية، وكُف بصرها في آخر عمرها، وكانت لا توقظني تأدُباً إلى مكان وضوئها، إلا إذا ضلت تُنادي، وأنا من طرائق كثيرة أثرت في حياتي لكن منها تذكري لها وهي تصلي في الليل، أيامها لم أُناهز الحُلم صغيراً في المرحلة الابتدائية، ثالثة رابعة ابتدائي، أو بعدها بقليل أو قبلها، حتى لو قدر أن صلينا نُصلي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير