تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تقليداً، طبيعي بدهيٌ جداً، يعني لا نطلب من الصغار ما يُرجى من الكبار، هذه تنشئة، قيل للإمام أحمد – رحمه الله -: أطلبت هذا العلم لله؟ قال: الله عزيز، لا أقول أني طلبتهُ لله، لكنهُ شيءٌ حُبب إليّ فسلكته، فكذلك تربية الناشئة في الأول إنما هو وطاء فرق تمهيد لهم حتى يصلوا إلى الغايةِ المنشودة.

لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)

شيخنا يعني قضية مهمة ذكرتها ودنا نتكلم أو نسهب في هذا الأمر قضية أهمية حفظ كتاب الله، أهمية كتاب الله، يعني كثير من الناس لربما يجد فيه غفلة في هذا الأمر، نجد المهندسين، نجد الأطباء، الجراحين، المبدعين، عندما تسأل في سيرهم تجده أنه كان حافظاً لكتاب الله، فنتكلم عن هذه المسألة يا شيخ.

نعم، هذا أمراٌ أن يُرزق الإنسان في قلبه كلام رب العزة هذا نور، لأن الله جلّ وعلا سمى كتابهُ نور، وقال عنهُ (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ? وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة هود/120] فلا يمكن أن يستوي عند الله توفيقاً عبداٌُ في قلبهِ كلامهُ يحفظه ويحملهُ في صدره والله يقول (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [سورة العنكبوت/49]، وبين عبداً ليس في قلبه من القرآن شيء، قد سماهُ النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت الخرب، لكن ينبغي أن يُعلم أن الناس في القُدرة على الحفظ يختلفون وبعض الناس أعمالهُ وظيفتهُ حياتهُ كدّهُ في طلب العيش قد يكون صعبٌ جداً، فلا يتأتى لهُ حفظ القرآن، فنقول لهُ على الأقل ما تقيم بهِ صلاتك، ولا نزدريه لكن نرغبهُ في أن يحفظ القرآن، لكن المهم جداً العمل بالآيات، والشوق لسماع القرآن، والحمد لله الآن ما يُعرف بالكاست وغيره يعني قرب بأصوات متقنين قراء حفاظ علماء أجلاء في الحرمين وفي غيرهما قرب القرآن كثيراً إلى بيوت المسلمين.

لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)

طيب شيخ نتكلم عن بركة حفظ كتاب الله.

البركة ناجمة من القرآن نفسه، لأن الله سماه الله كتاب مبارك، فبركتهُ في أن الإنسان يوفق للصواب، في أن الإنسان يُرزق ماذا يقول إذا ارتُج عليه؟ يهديه الله بهِ أحياناً مفترق طرق فيتذكر آية تكون هي الفيصل، لأن القرآن هُدى.

مثلاً: الإنسان أحياناً يريد أن يتكلف شيء فيشعر أنهُ متكلف، متكلف للأمر ثُم لا يلبث أن يتذكر قول الله جلّ وعلا (فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً} [سورة الكهف/64] فهما لم يتكلفا طريقاً جديداً رجعا إلى نفس الطريق.

يأتي الإنسان أحياناً يُبحر في مشاكل لم تقع، ويتكلم عن ماضٍ لا سبيل إلى تقويمه، فيتذكر قول الله جلّ وعلا (قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} [سورة الكهف/19] أنتم الآن تشعرون بالجوع حلُّوا مشكلة جوعكم، أمّا كم لبثتم؟ هذه قضية لن تنتهوا من دراستها. مثل هذا إذا وُجد في القلب نورٌ من الله يستطيع الإنسان أن يسير على طريق الله، هذه من أعظم بركات القرآن.

لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)

شيخ صالح بارك الله فيك آية من كتاب الله كلما نقرأها والله يقشعر البدن وتدمع العين ونخشى من هذه الأعمار التي نعيشها من سمعةٍ أو رياء في آخر أعمارنا أن يذهب ما عملناه هباءً منثورا وهو قوله عز وجل (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} سورة الفرقان: (23) نخشى يا شيخ والله وكلنا أملٌ في الله سبحانه وتعالى أن يُثبتنا على كلمة الإخلاص وعلى هذا الدين ولكن والله يا شيخ كلما أتذكر قصة الإمام أحمد والشيطان يُنازعهُ وهو يقول بعد بعد وهو إمام أهل السُنة والجماعة ومن هو الإمام أحمد وما إيمانُنا وما أعمالُنا بالتي تُقربنا إلى الله زلفى إلا نسأل الله أن يتقبلنا برحمتهِ ولكن نخشى يا شيخ والله كلما أقرأ هذه الآية (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً) ما هو تفسير الآية يا شيخ؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير