تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأنا أضيف إليها آية أُخرى قوله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} سورة الكهف: (103) (104) هذه آيات تخر لها الجبال يا شيخ.

من حيث التأصيل العلمي هي أصلاُ نزلت في الكفار فهي ليست مُخاطب بها المؤمنين في المقام الأول (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً {21} يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ) أي الكفار (حِجْراً مَّحْجُوراً) أي أمراً ممتنع أن يقع، فقال ربُنا (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ) أي من عمل كانوا يفعلونه في الخيرات ككرم حاتم -مثال يعني- وجود عبد الله ابن جدعان وأمثال ذلك مما كان يصنعونه في الجاهلية (فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً) أي لا ينفعهم يوم القيامة لعدم تحقق التوحيد لهم، فهذا الأصل في الآية.

كذلك آية الكهف (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) تُفسرها ما بعدها (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} سورة الكهف: (105)

لكن يصح من حيث قواعد التفسير الاستشهاد بعمومها في حق أن يخشى المؤمن من وعيدها، ولهذا ورد أن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه تلاها- سعدٌ أو غيرهُ من الصحابة- تلاها عندما أُخبر عن قتلة عثمان مع أن الأصل أن قتلة عثمان مؤمنون مع ذلك تلاها، لكن على العموم الآية تُخوف في أن الإنسان أصلاً يُخوف بالقرآن (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} سورة ق: (45)، (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} سورة الجاثية: (6).

الإنسان لا يدري بما يُختم له وأنا أرى في مثل هذه المسائل يعني الشيخ عبد المجيد وفقه الله ورعاه كان كلامهُ طيباً والصدق ظاهرٌ عليه لكن تقييم الشخص في قضية ما يحصل للعلماء من مواقع من مواقف في مثل هذه ما يحسُن إسقاطها لأن أحياناً قد لا تثبت القصة فيُصبح ما ثبت في القلب من يقين يتزحزح لعدم ثبوت القصة، وإنما القصص يؤتى بها في الاستئناس في مواقف ثبتت بيقين لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وأعوذ بك من فتنة المحيى والممات " وقد قال العلماء أن فتنة المحيىَ يعني يُفتن عند موتهِ وإن كانت الشواهد لا تدل على هذا على كل أحد لأن لا نعهد قصة أن أحد أُختُبر و افُتتن مثل أحمد طيب والباقون. يعني لابُد أن يكون الإنسان عاقل في قضية قبول الخبر، لكن على العموم هو المهم جداً أن الإنسان يبقى على وجل. من أين أتينا بهذا الوجل؟ من دعائه عليه الصلاة والسلام: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وأن الإنسان كما قال أخونا المبارك عبد المجيد لا يدري بما يُختم له وهذا هي القضية.

من أسباب الحفظ: أن لا نشمت بأحد، كنت أمس في مجلس مبارك في رأس الخيمة فأحد الحضور الطيبين جداً قام معه في جهاز جوال فقال في مقطع بلتوث لرجلٍ كيف مات ولم يكن مات موته طيبة فأنا رفضت أن أراه ونصحته قُلت لا تطلعني على مثل هذا ولا أرى أن تحتفظ به في جوالك فربما نكت في قلبك نُكتت شماته به أو أنك ترى في نفسك علو فيه فقد نؤتى من هذا الباب، فالإنسان يوكل أمره إلى الله ولا يدري لكن يقول كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " و والله -كما قال الأخيار من قبلنا- ما أقض مضاجع الصالحين شيء أعظم كيف يفدون على الله نسأل الله لنا ولكم حسن الختام، اللهم أعذنا من ذُل الفضيحة بين يديك ومن ذُل الفضيحة في الدنيا والآخرة نسأل الله العافية وأن لا يكلنا إلى أعمالنا طرفة عين وأن يتولانا بحفظه وكرامته.

لقاء قناة نور دبي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير