تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[نور الإندونيسي]ــــــــ[25 Aug 2010, 11:16 م]ـ

جـ - اللغة العربية وقضية شروط المفسر

إن القرآن كلام معجز فائق سائر الكلام من حيث اللفظ والمعنى، وليس جميع الناس في استعداد تام لكي يفهم هذا الكلام العظيم، فالشروط التي أقرّها العلماء لم تكن حاجزة وضعوها لكي تحجز الناس عن فهم القرآن وتدبّره، فإن تدبره وفهمه فرض على كل من بلغه هذا الكتاب، حتى يتبين له أنه الحقّ، بل إن اشتراط العلماء لتلك الشروط لم يكن إلا لصونه ودفعه من تفاسير خاطئة حيث يحمل القرآن على حسب الأهواء والظنون والتقول على الله تعالى بغير علم ولا دراية.

يقول أبو شهبة: وسلوا بطانات الملوك والرؤساء والأمراء والوزراء، ينبئوكم بأن الواحد منهم محسوب عليه كل كلمة، بل كل حرف ينطق به، ومؤاخذ على كل ما يصدر منه مهما قلّ، وأن كلمة يقولها تطيح بعنقه أو تقصيه عن منصبه، فما بالكم بمن يفسر كلام الله رب الأرباب وملك الملوك، ويقول مراد الله كذا أو عنى اللهُ كذا؟! ([1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn1)) اهـ

ذكر العلماء شروطا يجب أن تتوفر عند كل أحد قبل أن يتصدى لتفسير القرآن، قال السيوطي: اختلف الناس في تفسير القرآن، هل يجوز لكل أحد الخوض فيه؟ فقال قوم: لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شيء من القرآن، وإن كان عالما أديبا متسعا في معرفة الأدلة والفقه والنحو والأخبار والآثار، وليس له إلا أن ينتهي إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. ومنهم من قال: يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها وهي خمسة عشر علما. ([2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn2)) اهـ

وإذا لاحظنا تلك العلوم التي اشترطها العلماء على من أراد أن يفسر القرآن عرفنا أن أكثرها وغالبها علوم تندرج تحت اسم علم اللغة بمعناها العام. وتلك العلوم الخمسة عشر التي حعلها العلماء شروطا لجواز التصدى لتفسير القرآن ذكرها الإمام السيوطي في الإتقان، وذلك بعد أن ذكر صحة اعتقاد المفسر ولزومه سنة الدين، وصحة قصده وغرضه، واعتماده على التفسير المأثور المنقول عن النبي وأصحابه ومن عاصرهم، وهي كما يلي:

(1) اللغة لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع.

(2) النحو لأن المعنى يتغير ويختلف بإختلاف الإعراب فلا بد من إعتباره.

(3) التصريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ.

(4) الاشتقاق لأن الإسم إذا كان إشتقاقه من مادتين مختلفتين إختلف المعنى بإختلافهما.

(4، 5، 7) المعاني والبيان والبديع لأنه يعرف بالأول خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها وبالثالث وجوه تحسين الكلام وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة.

(8) علم القراءات لأن به يعرف كيفية النطق بالقرآن وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض. ([3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn3))

(9) أصول الدين بما في القرآن من الآيات الدالة بظاهرها على ما لا يجوز على الله. ([4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn4))

(10) أصول الفقه إذ به يعرف وجه الإستدلال على الأحكام والإستنباط. ([5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn5))

(11) أسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه.

(12) الناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره. ([6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn6))

(13) الفقه. ([7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn7))

(14) الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم. ([8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn8))

(15) علم الموهبة وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم. ([9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn9))

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير