تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Sep 2010, 02:13 ص]ـ

أشكر الدكتور مرهف على ما تفضل بنقله وأشكر الأخ الكريم الأستاذ الغامدي على طول نفسه ومنهجيته وأقول:

إن الواضح من المقال هو زجر المتاجرين بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم وزجر من يتفنن من أجل سبق رخيص ولو على حساب القرآن الكريم وقدسيته ـ

أما من استخرج من القرآن حقيقة علمية ثابتة لا تقبل الجدل أو الشك أو الرد مهما تقدم العلم وتطورت التقنية فكلامه مقبول ورأيه محمود وسعيه مشكور.

ونحن في انتظار مزيد من نقاش أبي سعد ـ أسعده الله ـ لمزيد من الإفادة منه.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Sep 2010, 07:16 م]ـ

عندما يصبح إعجاز القرآن مصدراً للكسب

د. محمد سعيد رمضان البوطي

أستاذ بجامعة دمشق

ماذا تتوقع من حال إنسان له حظٌّ، قلَّ أو كثر، من الثقافة العامة والمحاكمة العقلانية للأمور، يسمع أو يقرأ ما يقوله أحد هؤلاء المسرعين إلى الفوز بالأسبقية، في اكتشاف المزيد من مظاهر (الإعجاز العلمي) في القرآن، عن إعجاز علمي باهر جديد اكتشفه في سورة يوسف، في قوله تعالى على لسان يوسف: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً) [يوسف: 93]. إنه الإعجاز الذي يقرره العلم متمثلاً في الأثر الذي يتركه العَرَقُ المتصبّب من جسم الإنسان، في العين التي غاض عنها نورها فأصيبت بنوع من العمى، ونظراً إلى أن القرآن قد سبق علم العلماء بذلك، وقرر ذلك في هذا الذي قاله يوسف لإخوته، إذن فهو مظهر فريد من مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن، إذ إن القميص ليس هو الذي أعاد الرؤية إلى عيني يعقوب، عندما ألقي على وجهه، وإنما هو العرق الذي كان قد تشربه القميص من جسم يوسف! ..

إن الإنسان الذي سمع أو قرأ هذا الكلام لا بدّ أن يتساءل: في أي موسوعة علمية أو على لسان أي طبيب أو باحث علمي أو فيما يقرره أي عطار يتعامل مع فنون العطارة ومزايا الأعشاب، ثبت أن عرق الإنسان يحمل هذه الفائدة النموذجية المتميزة للعين العمياء؟ .. إنك مهما بحثت، لن تجد ما يؤيد هذه الأكذوبة الصلعاء .. ثم هب أن العرق له هذا التأثير السحري العجيب، فأي أثر منه يبقى على الثوب بعد اجتياز المسافات الطويلة بين مصر والبادية التي كان يقيم فيها يعقوب عليه الصلاة والسلام؟ على أن هذا الوهم الذي نسجه خيال أحد المتسابقين في هذا المضمار، إن افترضنا جَدَلاً صحته، فإنما هو عندئذ إعجاز ليوسف عليه الصلاة والسلام وليس إعجازاً للقرآن.

http://naseem-alsham.com/ar/Pages.php?page=readrticle&pg_id=3544&page1=1

ملاحظاتي على هذا الكلام كالتالي:

أولاً: ليس القميص هو الذي أعاد الرؤية إلى عيني يعقوب عليه السلام وإنما الله هو الذي أعاده.

ثانياً: لم يكن يوسف عليه السلام ليرسل القميص ويأمر بإلقائه على وجه أبيه ويخبر أنه سيرتد بصيرا من عند نفسه وإنما كان بأمر من الله تعالى معجزةً ليوسف عليه السلام.

ثالثاً: هل لنا أن نسأل: لماذا القميص؟ ألم يكن الله قادرا على أن يعيد ليعقوب بصره من غير القميص؟ بلى.

إذا ما هي الحكمة؟ إنه أمر تركه الحق تبارك وتعالى لنجتهد ونبحث ونتعلم. بعد يوسف أحزن يعقوب عليه السلام واشتد به الحزن حتى ذهب بصره، والأحزان وشدتها تحدث اختلالا في الجسم ووظائفه وينتج عن ذلك أمراض وعلل كثيرة، وهذا أمر معروف عند الناس بالتجربة ولهذا كان يتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من الحزن.

إن القميص قد أعاد إلى يعقوب عليه السلام ريح يوسف، وريح الإنسان في لباسه ينتج عن عرقه وإفراز جسمه وهذا يبقى مهما طالت المدة مالم يغسل.

هل ريح يوسف عليه السلام أعادت إلى يعقوب عليه السلام توازن وظائف جسمه حين ألقي القميص على وجهه ومن ثم ارتد بصيرا؟

هذا ما أعتقده والله أعلم.

رابعا: صاحب الاكتشاف هو الدكتور: عبد الباسط محمد سيد رئيس قسم الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث في مصر، وعضو هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة.

وهذا تعريف موجز بالدكتور:

"وُلد الدكتور عبد الباسط سيد في أسيوط في مصر عام 1943، تخرج من كلية العلوم جامعة أسيوط عام 64، ثم حصل على البكالوريوس في الطب من جامعة القاهرة عام 69، ثم على الماجستير في التمثيل الغذائي من جامعة القاهرة عام 1971، حصل بعد ذلك على الدكتوراه في مجال الفيزياء الحيوية الطبية من جامعة ستوكهولم في السويد عام 1978." المصدر برنامج بلا حدود قناة الجزيرة.

الدكتور عبد الباسط لم يقل إن العرق هو سبب مباشر في رجوع بصر يعقوب، ولم يقل إن هذا تفسير الآية، وإنما قال دفعتني الآية للبحث فأوصلتني البحوث إلى أن عرق الإنسان مكون من 52 مادة وجد أن واحدة من هذه المواد مادة علاجية للعين المصابة بالعتامة وتم تسجيل هذا الاكتشاف وسجلت براءة اختراعه في أوروبا وأمريكا "مع الأسف الشديد".

فإذا كان القرآن قد قاد هذا الرجل المسلم للبحث والتنقيب ووصل إلى ما وصل إليه ألا يدل ذلك على أن هذا القرآن معجز وفعال ومؤثر في كل جانب من جوانب الحياة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير