تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2010, 12:00 ص]ـ

عندما يصبح إعجاز القرآن مصدراً للكسب

د. محمد سعيد رمضان البوطي

أستاذ بجامعة دمشق

وقرأت لأحدهم كشفاً عظيماً، يُبرز فيما يزعم أنه الإعجاز الباهر في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر:1]، وأتى مؤيداً على قوله، بصُوَرٍ التُقِطت لجوانب من القمر، إبَّان رحلة بعض العلماء إليه، تُبرز شقوقاً على وجهه، مؤكداً أن أحد هذه الشقوق هو مصداق قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر)، إنك لا تدري أيُّ تلك الشقوق هو المعنيُّ بخبر الله عن انشقاق القمر، وما الدليل على أنه هو لا غيره المعنيّ بذلك. ثم إن الإنشقاق الذي تم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم القمر، فيما رآه الناس، بنصفين، ثم عادا فالتأما.

فما وجه الشبه بين ذلك الانشطار الكلي الذي تم آنذاك، وواقع شقوق ذات أعماق محدودة رُئيت كظاهرة مستمرة على وجه القمر؟ وكيف يمكن لإنسان العلم والبحث عن الحقيقة في العصر الحديث أن يصدق أن ما رُئي على وجه القمر من شقوق كالتي ترى في أماكن على وجه الأرض، هو المعنيّ بالانشقاق الذي أعلن عنه بيان الله في القرآن، معجزةً دالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء الناس به من عند الله؟

ألا ترى أن هؤلاء المتسابقين يزرعون بتخبطاتهم المتكلفة الشكوك والريب في صدور البسطاء المؤمنين من الناس بأن القرآن كلام الله، من حيث يوهمون أنهم يزيدون المؤمنين بكتاب الله إيماناً. وأنهم يزيدون المرتابين بذلك ريبة ويزيدونهم اطمئناناًُ إلى كفرهم وضلالهم، بدلاً من أن يصعدوا بهم من اضطراب الرأي إلى صعيد الإيمان واليقين؟

: http://naseem-alsham.com/ar/Pages.php?page=readrticle&pg_id=3544&page1=1

انشقاق القمر حقيقة قرآنية وحقيقة تاريخية

أما كونه حقيقة قرآنية فلأنه ثابت في كتاب الله تعالى الذي ثبت بالدليل القطعي أنه كلام الله تعالى.

وأما تاريخيا فلأن هذه الحقيقة شاهدها الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان مستند إيمانهم هو صدق النبي صلى الله عليه وسلم وما كان لأولئك الذين بذلوا في سبيل إيمانهم المبني على صدق الرسول أموالهم ودمائهم والصبر على الأذى ليسكتوا على أمر يعلمون حقيقة كذبه.

وإذا أضفنا إلى ذلك أن الذين رأوا الحادثة وهم على كفرهم شهدوا بها، ولكنهم نسبوها إلى السحر، ولو أن الحادثة لم تقع لأنكروها، ولكن لم يحصل شيء من ذلك.

في هذا العصر الحديث الذي يعيش على الأرض أكثر من أربعة مليار إنسان لا يؤمنون بالقرآن ولا بمن أنزل عليه القرآن، عصر العلم وعصر اكتشاف أعماق البحار وباطن الأرض وآيات السماء، إذا تحدث أحد العلماء المسلمين وهو أستاذ في علوم الأرض وله نصيب وافر من العلم الشرعي مشهود له بالخير والاستقامة والجهود المشكورة في الدعوة إلى دين الله، إذا تحدث وقال:

إنه سمع من أحد المشهورين ـ أثناء إلقائه محاضرة عن الإسلام في أحدى الجامعات البريطانية ـ أنه أسلم لأنه سمع من بعض رواد الفضاء أنه قد اكتشفوا ما يدل على أن القمر قد انشق يوما ما، فدفعه ذلك إلى الإسلام لأنه وجد ذلك يؤكد ما جاء في القرآن.

فهل من العقل أن نرفض ما قاله الرجل ونرده؟

ثم إن الدكتور زغلول النجار وهو المختص في فنه يقول:

إن في القمر شروخا عميقة تمد من القطب إلى القطب لا يمكن تفسيرها علميا إلا بالشد الجانبي " أي أن القمر قد انشق يوما ما" وهذا أمر يؤكد ما جاء في القرآن وإن كنا غير محتاجين إليه.

فهل هذا القول يزرع الشكوك والريب والتخبط في صدور المؤمنين البسطاء كما يقول الدكتور محمد سعيد البوطي وبناء عليه يكيل التهم للفضلاء بأنهم يتكسبون من وراء الإعجاز؟

أين المنطق العلمي الذي يتحدث عنه الدكتور؟

ـ[مرهف]ــــــــ[26 Sep 2010, 12:36 ص]ـ

مرحباً أخي الحبيب أبا سعد:

إن كلام الدكتور سعيد حفظه الله منطقي وسليم، فهو لا ينكر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم من حيث الوجود - كما ذكر الدكتور عبد الفتاح جزاه الله خيرا - ولكنه ينكر على المتاجرين فيه الذين لديهم هوس بكل ما يدعى (علمي) دون النظر بمصداقيته في الواقع وارتباطه بالآية من حيث الدلالة، وما تفضلتم به له محل من النظر والبحث، فسيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام لم يعصر قميص يوسف ويقطر عرقه في عينه ليرتد بصيراً، كما أن اعتقادك بأن ريح يوسف أعادت عمل وظائف الجسم في نبي الله يعقوب اعتقاد تقف به أمام الله تعالى ولكن ليس بملزم لغيرك لأن يوسف نبي وله معجزات تظهر تفضيل الله له على أخوته فلا أخالك أخي أبا سعد تمشي على قدم رشيد رضا في علمنة المعجزات وجعلها من جملة الماديات، وأما انشقاق القمر فقد حصل حوله جدل في مصداقية صحة الصورة حتى دخلت على موقع سانا ورأيت بعض الصور المأخوذة عن طريق الأقمار الصناعية التي تبين وجود تشققات بالفعل، ولكن هل هناك تصريح ممن استكشف هذه التشققات في بيان أنها تسببت من انفصال شقي القمر وتباعدهما ثم عودتهما، أم أن إسقاط حصول هذ التشققات في القمر على واقعة معجزة النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل الاحتمال النظري، ثم ظاهر الرواية أن القمر انشق نصفين وفهمنا يقود لى أن الانشقاق طولي فهل هذه التشققات طولية أم عرضية، .. وكم هو عمق هذه التشققات؟ .. هذه أسئلة تحتاج إلى أجوبة وبما أن الكلام هنا دون إثبات علمي فهو مضيعة للوقت ويكفينا الحقيقة القرآنية حول هذه المعجزة التي تواترت نقلاً كما تواترت قرآناً.

إن الكتابات في الإعجاز العلمي يا أخي العزيز أبا سعد صارت عند بعضهم - كما يقال - (شغل لمن لا شغل له)، ولا يجوز تعميم كلام الدكتور سعيد على كل من كتب في هذا الاتجاه أيضاً ولكن الأمر يحتاج للتقوى والله المستعان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير