تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال الجاحظ عن عظم علمه وسعة ثقافته:"ما رأيت أحدا أعلم في الفقه والكلام من النظام"

وعنه يقول ابن المرتضى:"حفظ القرآن والإنجيل والتوراة والمزامير وتفسيرها مع كثرة حفظه للأشعار والأخبار واختلاف الناس في الفتيا ... " [نقلا عن المنية والأمل ص 4]

ممّا قاله الأستاذ الدكتور علي سامي النشار واصفا النظام و مبيّنا منزلته بين علماء الإسلام:" ... أكبر شخصية فلسفية معتزلية في العالم الإسلامي , صدر عن فكر مبدع ونظام فلسفي دقيق , وقد تنبّه الأقدمون إلى ما له من قيمة عظيمة وأثر كبير, وقد شغلت هذه الشخصية القرن الثالث والرابع وتأثرت به المجامع الفكرية سواء كان أصحابها فلاسفة أو متكلمين أو شعراء أو أدباء بحيث نجد اسمه ستردد على ألسنتهم جميعا ... " اهـ

ويعتبر كلٌّ من ابن حزم الظاهري (طوق الحمامة ص123 الفصل 4\ 174) وابن نباتة (سرح العيون 122) النظام أعظم رجال المعتزلة مطلقا

أما المعتزلة فيبالغون في تعظيم الرجل رغم سعة الخلاف بينه وبينهم فهذا تلميذه وأوّل منتقديه الجاحظ يزعم أنّ الأوائل يقولون في كلّ ألف سنة رجل لا نظير له وإن كان هذا صحيحا فإن رجل ألفيته هو أبو إسحاق النظام.

ويقول ابن المرتضى المعتزلي الشيعي في كتابه المنية والأمل ص28:"إنه لا ينبغي أن يكون في الدنيا مثله"

أما المستشرقون فهم يعتبرونه رائد الفلسفة الإسلامية وأول رجالاتها إذ قبله لم تكن الفلسفة الأسلامية قائمة على أسس وأصول علمية منهجية واضحة وعلى رأس هؤلاء ستين ( STEIN) وهورفيتز ( HORVITZ) وماكدونالد ( Mac Donald) وديبور ( Débord)

أقواله ومذاهبه سواء منها التي وافق جمهور المعتزلة أو التي انفرد بها دونهم:

? ومنها أن الله لا يقدر على الظلم ولا الشر، ولو كان قادرا، لكنا لا نأمن وقع ذلك، وإن الناس يقدرون على الظلم، وصرح بأن الله لا يقدر على إخراج أحد من جهنم، وأنه ليس يقدر على أصلح مما خلق

? منها أن الله تعالى إنما يقدر على فعل ما علم أن فيه صلاح العباد هذا بالنظر إلى أحكام هذه الدنيا وما في الآخرة فلا يوصف بالقدرة على زيادة عذاب أهل النار ولا ينقص منه شيئاً ولا يقدر على أن يخرج أحداً من الجنة.

? ومنها أنه نفى إرادة الله تعالى حقيقةً فإذا قيل إنه مريد لأفعال العباد فالمراد أنه أمر بها، وعنه أخذ هذا المذهب أبو القاسم الكعبي.

? ومنها أنه وافق الفلاسفة على أن الإنسان حقيقة هو النفس، والبدن قالبها، ثم إنه قصر عن إدراك مذهب الفلاسفة فمال إلى قول الطبيعيين فقال: الروح جسم لطيف مشابك للبدن داخل بأجزائه فيه كالدهن في السمسم والسمن في اللبن.

? ومنها أنه وافق الفلاسفة في نفي الجزء الذي لا يتجزأ، وما حسن قول ابن سناء الملك:

ولو عاين النظام جوهر ثغرها ... لما شك فيه أنه الجوهر الفرد ولما ألزم النظام مشي نملةٍ على صخرة من طرف إلى طرف أنها قطعت ما لا يتناهى وهي متناهية فكيف يقطع ما يتناهى ما لا يتناهى أحدث القول بالطفرة

? ومنها أنه قال: إن الجوهر مؤلف من أعراض اجتمعت وإن الألوان والطعوم والروائح أجسام.

? ومنها أن الله تعالى خلق جميع الحيوانات دفعةً واحدةً على ما هي عليه الآن حيوانات وإنس ونبات ومعادن ولم يتقدم خلق آدم على خلق أولاده ولكن الله أكمن بعضها في بعض فالتقدم والتأخر إنما يقع في ظهورها من مكانها لا في حدوثها، وهذه المسألة أخذها من أصحاب الكمون والظهور وأكثر ميل النظام إلى مذاهب الطبيعيين دون الإلهيين.

? ومنها أنه قال: الإجماع ليس بحجة في الشرع وكذلك القياس ليس بحجة وإنما الحجة قول الإمام المعصوم.

? ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة رضي الله عنهم وقال: نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الإمام علي وعينه وعرفت الصحابة ذلك ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما، وقال: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم لبيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، ووقع في جميع الصحابة فيما حكموا فيه بالاجتهاد، فقال: لا يخلو إما إن جهلوا فلا يحل لهم أو أنهم أرادوا أن يكونوا أرباب مذاهب فهو نفاق، وعنده الجاهل بأحكام الدين كافر والمنافق فاسق أو كافر وكلاهما يوجب الخلود في النار.

? ومنها أنه قال: من سرق مائة درهم وتسعةً وتسعين درهماً أو ظلمها لم يفسق حتى يبلغ النصاب في الزكاة وهو مائتان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير