قيل: لم يكن النظام ممن نفعه العلم والفهم" كما ذكر الإمام الذهبي فقد كان فاسقا مدمنا على شرب الخمر توفي وفي يده قدحا من الخمر يشربه في مكان عالٍ وهو ينشد:
اشرب على طربٍ وقل لمهددٍ ... هون عليك يكون ما هو كائن
فلما فرغ من إنشاد ذلك البيت وقع وسقط من مكانه فمات سنة ثلاثين ومائتين 230هـ
وقد ذهب جماعة من العلماء إلى أن النظام كان في الباطن على مذهب البراهمة الذين ينكرون النبوة وأنه لم يظهر ذلك خوفاً من السيف، فكفره معظم العلماء وكفره جماعة من المعتزلة حتى أبو الهذيل والإسكافي وجعفر ابن حرب كلٌ منهم صنف كتاباً في تكفيره،
وذكر غير واحد من علماء التراجم والفرق أنه كان رجلا ديّنا تقيا وأنّ تهمة الفسق والخمر من اختراعات وادّعاءات أعدائه لا غير وممّن قال بهذا الأستاذ الدكتور علي سامي النشار في نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام 1\ 558 حيث يقول:"هاجم معظم مفكري أهل السنة والنظام , واعتبروه ملحدا من كبار الملاحدة وصوروا حياته تصوير رجل مستهتر يقضي جلّ وقته في الفسق والفجور ونحن لا نسرع بتصديق هذا فقد اشتهر المعتزلة بأنهم رجال أتقياء وزهاد متعبدون وقد دافع الخياط عنه دفاعا مجيدا وذكر لنا في مواضع عدة دفاع النظام عن الإسلام. وقيامه في وجه الملاحدة والثنوية والسمنية والفلاسفة وذكر القاضي عبد الجبار أنّ النظام كان يقول وهو يجود بنفسه "اللهمّ إن كنت تعلم إني لم أقصّر في توحيدك , اللهمّ ولا أعتقد مذهبا إلاّ سنده التوحيد اللهم إن كنت تعلم ذلك فاغفر لي ذنبي وسهّل عليّ سكرة الموت." [مقالات الإسلاميين للأشعري 3\ 66 ـ 177] فمات لساعته وهذا دليل على انتهاء حياة الرجل صادقا لم يأل جهدا في الدفاع عن الإسلام. اهـ
قال ابن أبي الدم قاضي حماة وغيره في كتب الملل والنحل إن النظام كان في حداثته يصحب الثنوية وفي كهولته يصحب ملاحدة الفلاسفة فطالع كتب الفلاسفة وخلط كلامهم بكلام المعتزلة وصار رأساً في المعتزلة وإليه تنسب الطائفة النظامية
قال الإمام الذهبي: وله نظم رائق، وترسل فائق، وتصانيف جمة، منها: كتاب " الطفرة " وكتاب " الجواهر والاعراض "، وكتاب " حركات أهل الجنة "، وكتاب " الوعيد "، وكتاب " النبوة "، وأشياء كثيرة لا توجد ذكر مؤلفاته ابن النديم في الفهرست ص206
ومن كتبه ومؤلفاته كذلك (الجزء) ذكره الأشعري في مقالات الإسلاميين. (الحركة) أو (حركة الأجسام) ذكره الأشعري و (الثنوية) ذكره البغدادي (التوحيد) ذكره الجاحظ وهو في إثبات وجود الله عن طريق الحركة
(العالم) و (نقض كتاب أرسططاليس)
الصرفة والصرف في اللغة:
لسان العرب
(صرف) الصَّرْفُ رَدُّ الشيء عن وجهه صَرَفَه يَصْرِفُه صَرْفاً فانْصَرَفَ وصارَفَ نفْسَه عن الشيء صَرفَها عنه وقوله تعالى ثم انْصَرَفوا أَي رَجَعوا عن المكان الذي استمعُوا فيه وقيل انْصَرَفُوا عن العمل بشيء مما سمعوا صَرَفَ اللّه قلوبَهم أَي أَضلَّهُم اللّه مُجازاةً على فعلهم وصَرفْتُ الرجل عني فانْصَرَفَ ... وقوله عز وجل فما يَسْتَطِيعُون صَرْفاً ولا نَصْراً أَي ما يستطيعون أَن يَصْرِفُوا عن أَنفسهم العَذابَ ... والصَّرْفُ أَن تَصْرِفَ إنساناً عن وجْهٍ يريده إلى مَصْرِفٍ غير ذلك وصَرَّفَ الشيءَ أَعْمله في غير وجه كأَنه يَصرِفُه عن وجه إلى وجه
العين , (ف , ر , ص)
وتصريف الرِّياحِ: تَصَرُّفُها من وَجْهٍ الى وَجهٍ، وحالٍ الى حال، وكذلك تصريف الخُيُول والسُّيُول والأمُور ...
المحيط في اللغة للصاحب ابن العباد (ص ر ف)
وأنْ تَصْرِفَ إنساناً عن وَجْهٍ تُرِيْدُه إلى مَصْرفٍ غَيْرِ ذلك
الصحاح في اللغة للجوهري (ص ر ف)
صَرَفْتُ الرجل عني فانْصَرَفَ. وصَرَفْتُ الصبيان: قَلَبْتهم. وصَرَفَ الله عنك الأذى
القاموس المحيط
... " فما يَسْتَطيعُونَ صَرْفاً ولا نَصْراً "، أي ما يَسْتَطِيعُونَ أن يَصْرِفوا عن أنْفُسِهِم العَذابَ ... واسْتَصْرَفْتُ اللّهَ المَكارِهَ: سألتُه صَرْفَها عَنِّي. وانْصَرَفَ: انكَفَّ، ...
اللعاب الزاخر (ص ر ف)
والانصراف: الانكفاء ...
وخلاصة القول في مادة صرف أنها تدور حول معنى تغير شيء عن وجهته وأصله وهو معنى ظاهر في صرف العرب بذواتهم أو هممهم عن معارضة القرآن فهم محوّلون من اتجاه الإتيان بمثل القرآن إلى وجهة أخرى وهي عدم الإتيان بمثله ...
¥