أَخْرَجَهُ الرُّويَانِيُّ «الْمُسْنَدُ» (626) قَالَ: نَا ابْنُ إِسْحَاقَ نَا الْجَرْمِيُّ نَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى عَنْ حَفْصٍ وَعَبْدِ اللهِ ابْنَيْ أَخِي سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلا الدُّعَاءُ، ولا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلا الْبِرُّ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقِ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ»، وَإِنَّ فِي التَّوْرَاةِ لَمَكْتُوبٌ: «يَا ابْنَ آدَمَ، اتَّقِ رَبَّكَ، وَبِرَّ وَالِدَكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، أَمْدُدُ لَكَ فِي عُمُرِكَ، وَأُيَسِّرُ لَكَ يُسْرَكَ، وَأَصْرِفُ عَنْكَ عُسْرَكَ».
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ «عِلَلُ الْحَدِيثِ» (2/ 165/1988): «وَسَأَلْتُ أَبِي، وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَفْصٍ وَعَبْدِ اللهِ ابْنَيْ أَخِي سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَكَرَ الْمَرْفُوعَ. فَقَالا: هَذَا خَطَأٌ، رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. قُلْتُ لَهُمَا: لَيْسَ لِسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَاهُنَا مَعْنَى، قَالا: لا!».
قُلْتُ: وَآفَةُ هَذَا الْوَجْهِ: عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْكُوفِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، ضَعَّفُوهُ.
قَالَ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (21/ 392): «عُمَرُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ عُمَرَ الْمُسْلِيُّ الْمِذْحَجِيُّ أبُو حَفْصٍ الْكُوفِيُّ.
قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلاَّبِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ شَبِيبٍ، وَرَوَى مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ شَبِيبٍ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ مَحْمُودَاً. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجُنَيْدِ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ عمر بن شبيب المسلي فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ وَلَمْ يَكُنْ بِثِقَةٍ، رَوَى مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ شَبِيبٍ الْمُسْلِيِّ، قُلْتُ لِيَحْيَى: وَكَانَ شَبِيبٌ ثِقَةً؟، قَالَ: نَعَمْ.
وَذَكَرَهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ فِي بَابِ مَنْ يُرْغَبُ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ، وَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يُضَعِّفُونَهُمْ.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ شَيْخَاً صَالِحَاً صَدُوقَاً، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً، حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ، إِذَا انْفَرَدَ عَلَى قِلَّةِ رِوَايَتِهِ» اهـ.
قُلْتُ: وَلِلْحَدِيثُ وُجُوهٌ أُخْرَى عَنْ ثَوْبَانَ، وَالْمَحْفُوظُ حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ.
ـــ هامش ـــ
** قَالَ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (14/ 364_366): «عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الأَشْجَعِيُّ الْغَطَفَانِيُّ، أخُو سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَإِخْوَتِهِ.
رَوَى عَنْ: ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (س ق)، وَجُعَيْلٍ الأَشْجَعِيِّ (س).
¥