تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: وكذلك روى عن: هشيم، وأبى يوسف القاضى، وعيسى بن يونس، وعلى بن ظبيان الكوفى، وغيرهم. وفى روايته عن مالك بن أنسٍ نظر.

قال الحافظ العسقلانى ((لسان الميزان)) (5/ 20/79): ((محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة. يروي عن: هشيم، وأبي يوسف. عنه: عمر بن سنان، وابن ابنته يحيى بن علي بن هاشم. ربما أخطأ، ذكره ابن حبان في ((الثقات)). قلت: وروى أيضا عن مالك. روى عنه: محمد بن مبارك الصوري. وقد تقدمت الإشارة الى ذلك في من اسمه أحمد)) اهـ.

وقوله ((وقد تقدمت الإشارة الى ذلك في من اسمه أحمد)): يعنى قوله تعقيباً على مقال الحافظ الذهبى فى ((الميزان)) (1/ 210/279): ((أحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبى، وبعضهم يسميه محمداً. قاله الخطيب. يروي عن مالك. قلت: ما رأيت لهم فيه كلاما)). فقال متعقباً فى ((لسان الميزان)) (1/ 131/405): ((ثم أعاده ولم يسم بجده، فقال: أحمد بن إبراهيم الحلبى. عن: علي بن عاصم، وقبيصة. قال أبو حاتم: أحاديثه باطلة تدل على كذبه. قلت: هو ابن أبي سكينة الذى تقدم. وقال في ((المغني)): أحمد بن إبراهيم الحلبى عن قتيبة وطبقته كذاب انتهى.

فهذا من العجب يقول: ما رأيت لهم فيه كلاما، ثم يجزم بأنه الذي قال فيه أبو حاتم ما قال، ولفظ ابن أبي حاتم: أحمد بن إبراهيم الحلبى. روى عن: علي بن عاصم، والهيثم بن جميل، وقبيصة، والنفيلي. روى عنه: أحمد بن شيبان الرملي. سألت أبي عنه وعرضت عليه حديثه، فقال: لا أعرفه وأحاديثه باطلة كلها ليس لها أصل، فدل على أنه كذاب. والذي يروي عن مالك أقدم من الذي يروي عن طبقة قتيبة، فلعلهما اثنان والله أعلم. وذكر الدارقطني والخطيب أن محمد بن المبارك الصوري روى عن أحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، ولم يذكرا له شيئا منكراً)) اهـ.

فإن قيل: فما تقولون فى هذا المذكور عن الخطيب والدارقطنى أنهما ((لم يذكرا له شيئا منكراً)).

قلنا: إنما ذكره أبو بكر الخطيب عرضاً فى ترجمة محمد بن المبارك الصورى، ولم يذكره بترجمة مستقلة، فقال ((تاريخ بغداد)): ((محمد بن المبارك الصورى. حدثنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب ثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي ثنا محمد بن جعفر بن محمد البغدادي ثنا محمد بن المبارك الصورى حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أبى سكينة ثنا مالك بن أنس عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يغلق الرهن)) اهـ.

وسياق هذه الترجمة لا يدل دلالةً ما على ما ذكره الحافظ أنه لا يروى المنكر، بل إن هذا الحديث المذكور منكر بهذا الإسناد الموصول المرفوع عن مالك، فإن أثبات أصحاب مالكٍ إنما يروونه مرسلاً، وإنما يثبت رفعه من غير طريق مالك بن أنس.

قال يحيى بن يحيى ((الموطأ)): حدثنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ)).

وقال أبو الحسن الدارقطنى فى ((العلل)) (9/ 168) بعد ذكره للاختلاف على روايات الحديث عن مالك: ((وأما أصحاب الموطأ، فرووه عن مالك عن الزهري عن سعيد مرسلا، وهو الصواب عن مالك)).

وقد سبرت بعض أحاديث ابن أبي سكينة، فوجدتها كما قال أبو حاتم الرازى باطلة ليس لها أصل. ولتجتزئ منها:

(1) ما أخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 68/5803) من طريق عبد الله بن سعيد بن يحيى القاضي ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ثنا الفضيل بن عياض ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن عمران بن حصين قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إجابة طعام الفاسقين)).

(2) ما أخرجه ابن عدى ((الكامل)) (7/ 73) قال: ثنا يحيى بن علي بن هاشم الخفاف بحلب ثنا جدي محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة ثنا الوليد بن محمد الموقرى ثنا الزهري أخبرنا سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع مدائن من مدائن الجنة في الدنيا: مكة، والمدينة، وبيت المقدس، ودمشق. وأربع مدائن من مدائن النار في الدنيا: القسطنطينية، والطوانة، وإنطاكية المحترقة، وصنعاء)).

وأخرجه من طريق ابن عدى: ابن الجوزى ((الموضوعات)) (2/ 51)، وجزم ببطلانه ووضعه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير