ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 07:12 ص]ـ
شواهدُ هذا الحديث لا شيء -فيما أَحْسِبُ-، وكون المهاجر منفردًا بهذا الوعيد الشديد -لأنه مرفوع حكمًا- مع ما فيه من جهالة= يجعلُ أمرَه أشدَّ من كونه مجهولاً!
والله أعلم.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 05:32 م]ـ
هذه فوائد لعلها تنفع الأخ أبا المظفر وغيره من الأحبة:
الفائدة الأولى:
مهاجر الشامي:
روى عن عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
وروى عنه صفوان بن عمرو الحمصي، وعبد الكريم بن مالك الجزري، وعثمان ابن أبي زرعة الثقفي، وليث ابن أبي سليم.
ذكره ابن حبان في ثقاته، وأحمد والبخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكروا جرحاً ولا تعديلاً.
قال عبد الحق الاشبيلي: مهاجر الشامي، ليس بمشهور.
وبه أعله.
الفائدة الثانية:
رواية أبي عوانة عن عثمان بن المغيرة وهو (عثمان بن أبي زرعة الثقفي الأعشى).
قال العقيلي: حدثني آدم بن موسى حدثني عبد الله بن الحسن عن علي بن المديني قال: قد روى عثمان بن المغيرة أحاديث منكرة من حديث أبي عوانة. الضعفاء (1/ 107)
الفائدة الثالثة:
قول أبي حاتم: هذا الحديث موقوفاً أصح.
لا يعني تصحيحه للموقوف، فالأئمة عليهم رحمة الله يصححون وجه الوقف على الرفع دون الخبر.
وهذا يصنعه الدارقطني وغيره.
سأواصل بإذن الله.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 06:05 م]ـ
الفائدة الرابعة:
تفرد مهاجر الشامي وهو مقل لا تعرف حاله، عن عالم أهل المدينة عبد الله بن عمر بهذا الخبر الذي فيه هذا الوعيد الشديد، يجعل الباحث يقول: أين نافع وسالم وغيرهما من أصحاب عبد الله بن عمر ممن لازمه سنين عديدة عن هذا الخبر المهم، وأين سمع مهاجر من ابن عمر هذا الخبر؟!.
والخبر قد أعله العقيلي؛ لتضعيفه جميع ما في الباب.
الفائدة الخامسة:
نقل ابن مفلح في الآداب الشرعية (3/ 497) عن الإمام أحمد أنه رأى على رجل برداً مخلطاً بياضاً وسواداً، فقال: ضع عنك هذا، والبس لباس أهل بلدك، وقال: ليس هو بحرام، ولو كنت بمكة أو بالمدينة لم أعب عليك.
والبعض ينقله بالمعنى عن الإمام أحمد مريدا به التحريم، مع ان عبارته صريحة بعدم التحريم.
وهذا لعله إعلال منه لهذا الخبر؛ لأن الخبر نص صريح في تحريم لباس الشهرة.
وهذا بخلاف ما لو نص الإمام أحمد على جواز شيء؛ فإنه لا يعني تصحيحه للخبر، فقد يأخذ بالضعيف غير الواهي إذا لم يجد ما يدفعه، وهذا معروف مشهور عنه، وقد يكون مستنده الأدلة العامة لا الخاصة، أو فعل صاحب ونحو ذلك، وهذا يفسر سر استغراب غير واحد من الباحثين تضعيف الإمام أحمد لحديث مع ذهابه إليه، والعمل به ليس محل اتفاق بين الأئمة.
وقد جاء عن الإمام أحمد ما فهم منه بعض العلماء تحريمه لباس الشهرة،
قال ابن هانئ: دخلت على أحمد، وعليّ قميص قصير، أسفل من الركبة وفوق الساق، فقال: أيش هذا؟!، وأنكره علي!
فقلت له: إنه لم يدق، فلذلك فهو كذا، فقال لي: هذه نمرة، لا ينبغي. مسائل الإمام أحمد - رواية ابن هانئ - (1820).
وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة (كتاب الصلاة): (4/ 368) بزيادة: (لم تشهر نفسك؟!)، بدلاً من (وأنكره علي).
والنقل الأول صريح.
والسلف رحمهم الله يحذرون من كل ما يؤدي إلى الشهرة؛ لئلا يشار إليه، فيفتن، أو خشية أن يحمله ذلك على الكبر وازدراء الناس.
ويوضحه ما جاء عن مالك رحمه الله.
قال الحسن بن إسماعيل الضراب في ذم الرياء (56، 71): ثنا عمر بن الربيع بن سليمان قال ثنا محمد بن نصر قال: أنبأ الحارث بن مسكين قال: أنبأ أشهب قال: وقال مالك في لباس الصوف الغليظ: (لا خير في الشهرة، ولو كان المرء يلبس هذا مرة ويطرحه مرة أخرى رجوت ألا يكون به بأس، فأما أن يعاهد عليه حتى يعرف به ويشتهر، فإني أكرهه ولا أحبه، وإن من ثياب القطن ما هو أخشن في اللباس وأبعد من الشهرة، فلا أحب ذلك لأحد ولا أستحسنه).
سأواصل بإذن الله.
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[16 - 03 - 10, 01:53 م]ـ
الفائدة الثالثة:
قول أبي حاتم: هذا الحديث موقوفاً أصح.
لا يعني تصحيحه للموقوف، فالأئمة عليهم رحمة الله يصححون وجه الوقف على الرفع دون الخبر.
وهذا يصنعه الدارقطني وغيره.
بارك الله فيك , و هذه فائدة هامة جدا و قل من ينتبه إليها , و الأئمة في كتب العلل يستخدمون ألفاظ قد يفهم منها البعض التصحيح المطلق للحديث , بينما الصواب أن مقصدهم هو الترجيح فقط.
و من أمثلة ذلك في علل الدارقطني:
(س 2046 وسئل عن حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الأداء فقال يرويه ابن عجلان واختلف عنه في رفعه فرواه أبو عاصم وليث بن سعد ومعمر ويحيى القطان والدراوردي وابن المبارك عن ابن عجلان مرفوعا ووقفه خالد بن الحارث عن ابن عجلان ورفعه صحيح)
هنا اختلف الرواة عن ابن عجلان وقفا ورفعا و إسناد الحديث ضعيف لاحتمال وجود واسطة غير معلومة بين سعيد المقبري و أبي هريرة كما ذكر بعض الأئمة , والدارقطني هنا لا يصحح الحديث و لكن يرجح رواية الرفع.
¥