رواه الطبراني في " الأوسط " (11/ 2 من " الجمع بين زوائد المعجمين "):
حدثنا علي بن سعيد حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا إبراهيم
بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه مرفوعا، و قال:
" لم يروه عن الزهري إلا إبراهيم و لا عنه إلا الطيالسي تفرد به زيد ".
قلت: و هو ثقة حافظ و بقية رجاله ثقات رجال مسلم غير علي بن سعيد و هو الرازي
قال الذهبي: " حافظ رحال جوال ".
قال الدارقطني ليس بذاك، تفرد بأشياء. قال ابن يونس: كان يفهم و يحفظ " و
زاد الحافظ في " اللسان ":
" و قال مسلمة بن قاسم: و كان ثقة عالما بالحديث ".
و قال المناوي: " قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني ".
قلت: كأن الهيثمي توقف فيه فسكت عنه، و هو مختلف فيه. و مثله حسن الحديث إذا
لم يخالف، لاسيما إذا لم يتفرد بما روى، و هذا الحديث كذلك.
فقد أخرجه الترمذي (2/ 131) من طريق خالد بن إلياس - و يقال ابن إياس - عن
صالح بن أبي حسان قال: سمعت سعيد بن المسيب عن صالح بن أبي حسان قال: سمعت
سعيد بن المسيب يقول: إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب
الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا - أراه قال - أفنيتكم، و لا تشبهوا باليهود،
قال. فذكرت ذلك لمهاجر بن مسمار فقال: حدثنيه عامر ابن سعد عن أبيه عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله، إلا أنه قال: نظفوا أفنيتكم ".
و قال الترمذي: " هذا حديث غريب، و خالد بن إلياس يضعف ".
قلت: و في التقريب: " متروك الحديث ".
و الحديث أورده ابن القيم في " زاد المعاد " (3/ 208) فقال:
" و في مسند البزار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله طيب ...
الحديث فنظفوا أفناءكم و ساحاتكم، و لا تشبهوا باليهود، يجمعون الأكباء في
دورهم ".
فلا أدري إذا كان عند البزار من طريق خالد هذا أم من طريق أخرى.
فقد وجدت له طريقا آخر، و لكنه مما لا يفرح به، أخرجه الدولابي في " الكنى "
(2/ 16) عن أبي الطيب هارون بن محمد قال: حدثنا بكير بن مسمار عن عامر ابن
سعد به. و رجاله كلهم ثقات غير أبي الطيب هذا فليس بطيب! قال ابن معين: كان
كذابا.
و وجدت للحديث شاهدا بلفظ " نظفوا أفنيتكم فإن اليهود أنتن الناس ".
رواه وكيع في " الزهد " (2/ 65 / 1): حدثنا إبراهيم المكي عن عمرو ابن
دينار عن أبي جعفر مرفوعا.
و هذا سند ضعيف، إبراهيم المكي هو ابن يزيد الخوزي متروك الحديث كما في
" التقريب ". و أبو جعفر لم أعرفه. و الظاهر أنه تابعي فهو مرسل.
و بالجملة، فطرق هذا الحديث واهية، إلا الأولى، فهي حسنة، فعليها العمدة،
و يستثنى من ذلك طريق البزار لما سبق. و الله أعلم.
(الأفنية) جمع (فناء) و هو الساحة أمام البيت.
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[23 - 03 - 10, 08:45 م]ـ
قال العلامة المحدث محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله في جزئه في تضعييف حديث: (ما من عبد إلا وله ذنب ... ) [ص 174]: (إذا وجدت حديثًا في أحد (المعاجم) الثلاثة - يعني للطبراني- رجاله كلهم ثقات أو صدوقون؛ فلا تتسرع بالحكم عليه بالصحة أو الثبوت؛ إذ لابد أن تجد فيه خللاً ما!! من إعلال؛ أو شذوذ؛ أو عدم اشتهار بعضهم بالرواية عن بعض .... !!)
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[24 - 03 - 10, 05:01 م]ـ
قال العلامة المحدث محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله في جزئه في تضعييف حديث: (ما من عبد إلا وله ذنب ... ) [ص 174]: (إذا وجدت حديثًا في أحد (المعاجم) الثلاثة - يعني للطبراني- رجاله كلهم ثقات أو صدوقون؛ فلا تتسرع بالحكم عليه بالصحة أو الثبوت؛ إذ لابد أن تجد فيه خللاً ما!! من إعلال؛ أو شذوذ؛ أو عدم اشتهار بعضهم بالرواية عن بعض .... !!)
هل للشيخ الفاضل-فيما تعلم- سلف في هذا الكلام الذي نقلته
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[24 - 03 - 10, 06:45 م]ـ
الشيخ المحدث محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله من أئمة الحديث و علله في هذا الزمان
و هو يقصد أن الطبراني اذا أنفرد باسناد حديث _ ظاهره الصحة أو الحسن _ فذكره في أحد معاجمه (و بخاصة الأوسط و الصغير)، فأنه قد تكون فيه علة خفية، فيجب عندئذ ألا أن نتسرع بالحكم على الحديث بمجرد ظاهر الاسناد، بل نفتش عن هذه العلل.
لأن معاجم الطبراني من كتب الغرائب و المناكير، فصنيع الحافظ الطبراني رحمه الله اذا أورد الحديث، أن يكون غريبا أو منكرا، أو أخطأ فيه الرواة، و هذا من جهة الأسانيد لا المتون.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[24 - 03 - 10, 09:35 م]ـ
لأن معاجم الطبراني من كتب الغرائب و المناكير، فصنيع الحافظ الطبراني رحمه الله اذا أورد الحديث، أن يكون غريبا أو منكرا، أو أخطأ فيه الرواة، و هذا من جهة الأسانيد لا المتون.
هل هذا من كلامك أم من كلام الشيخ؟؟
¥