تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الغزالي، ومع كتاب البرهان للجويني، وقد كان لابن برهان أثر واضح في كتاب المسودة، الذي سمي بذلك لأن ثلاثة من آل تيمية تتابع على تأليفه دون إكماله فتركوه مسودة، وهم: عبد السلام مجد الدين بن تيمية (652ه) ثم ابنه شهاب الدين عبد الحليم (682ه) ثم حفيده شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية (728هـ) ثم قيض الله لهذه المسودات أحد تلاميذ شيخ الإسلام ـ وهو أحمد بن محمد الحراني (745ه) ـ فجمعها ورتبها وبيضها وميَّز بعضها عن بعض: فما كان لشيخه قال فيه: "قال شيخنا"، وما كان لوالد شيخه قال فيه: "قال والد شيخنا"، وما كان لصاحب الأصل مجد الدين تركه مهملاً.

(4)

وأما أبو حامد الغزالي (505هـ) فقد ساغ له النظر فيما كتبه شيخه الجويني وما كتبه الباقلاني، وما كتبه القاضي عبد الجبار وتلميذه أبو الحسين فأحسن الاستفادة منها، وأجاد في صياغة مادتها العلمية وأتقن ترتيبها وتبويبها، فصنف أجلَّ كتب المتكلمين الأصولية وواسطة عقدها، ألا وهو: المستصفى، وقد جعله الغزالي وسطا بين الإيجاز والإطناب؛ حيث انتقاه من كتابيه: المنخول وتهذيب الأصول، وبهذا الكتاب نضجت قضايا علم أصول الفقه واكتملت مسائله، وهو مغن عما قبله، عمدة لمن أتى بعده.

ومن هنا فقد قال ابن خلدون: (وكان من أحسن ما كتب فيه المتكلمون: كتاب البرهان لإمام الحرمين، والمستصفى للغزالي، وهما من الأشعرية. وكتاب العهد لعبد الجبار، وشرحه المعتمد لأبي الحسين البصري، وهما من المعتزلة. وكانت الأربعة قواعد هذا الفن وأركانه).

ويمكن أن يضاف إلى هؤلاء الأربعة: القاضي الباقلاني؛ إذ هو أسبقهم، ولأن الجويني والغزالي قد اعتمدا عليه كثيرا في مصنفاتهم الأصولية.

وقد كان لهؤلاء الخمسة اليد الطولى في تأسيس طريقة المتكلمين وبسطها، وكان الغزالي خاتمتهم واجتمعت لديه زبدة كلامهم.

وممن اختصر كتاب المستصفى اثنان من المالكية:

أولهما: أبو الوليد ابن رشد الحفيد (595هـ) في كتابه المسمى بالضروري في علم الأصول، وثانيهما: ابن رشيق (632هـ) في لباب المحصول في علم الأصول.

ويعد كتاب روضة الناظر لابن قدامة الحنبلي (620هـ) تهذيبا للمستصفى، وقد كان كتاب الروضة محل قبول عند الحنابلة على وجه الخصوص:

فقد بنى صفي الدين الحنبلي (739هـ) على الروضة كتابه قواعد الأصول ومعاقد الفصول الذي اختصره من كتابه تحقيق الأمل، وقد قام بشرح قواعد الأصول من المعاصرين: الشيخ عبد الله الفوزان في كتابه تيسير الوصول.

وممن قام بتلخيص الروضة شمس الدين البعلي (709هـ)، ثم تلميذه الطوفي (716هـ) حيث اختصر الروضة ـ في عشرة أيام ـ على طريقة ابن الحاجب، وذلك في كتاب متقن غاية الإتقان، وهو الذي عُرف بالبلبل، ثم قام بشرحه في كتاب شرح مختصر الروضة، وعلى هذا الشرح اعتمد علاء الدين الكناني العسقلاني الحنبلي (777هـ) في شرحه لمختصر الطوفي، وذلك في كتابه: سواد الناظر وشقائق الروض الناظر، وقد استمد ابن بدران الحنبلي (1346هـ) من شرح الطوفي غالب حاشيته على الروضة، التي سمّاها: نزهة الخاطر العاطر، وقد استفاد الأمين الشنقيطي (1393هـ) في مذكرته على الروضة ـ غالبا ـ من هذه الحاشية ومن مراقي السعود.

وقد هذّب كتاب الروضة من المعاصرين الشيخ عبد القادر شيبة الحمد في: إمتاع العقول، كما كُتبت على الروضة شروح عدة لجمع من المعاصرين.

(5)

ويحسن التنبيه في هذا المقام إلى مؤلفات أصولية للشافعية، صُنفت قبيل المستصفى أو بعده بقليل، فمن ذلك:

كتاب الفقيه والمتفقه للحافظ المحدث الخطيب البغدادي (463هـ)، ويعتبر هذا الكتاب أصول فقه المحدثين، وقد بناه ـ في الغالب ـ على كتابين: الرسالة للشافعي والتبصرة للشيرازي (476هـ)، وهو فقيه الشافعية صاحب المهذب، وقد ألف في أصول الفقه بعد التبصرة كتاب اللمع ثم قام بشرحه.

ومنها: كتاب قواطع الأدلة للسمعاني (489هـ)، وفيه انتصار واضح لمذهب الشافعي، وانتقاد ظاهر للمتكلمين والحنفية على وجه العموم، وفيه على وجه الخصوص تتبع وردٌّ على كتاب تقويم الأدلة للدبوسي الحنفي (430هـ).

ومنها: كتاب التنقيحات للسهروردي (587هـ).

(6)

ثم جاء بعد الغزالي فحلان من المتكلمين لخصا تلك الكتب الأربعة التي تُعتبر أركان علم الأصول، وهما الفخر الرازي والسيف الآمدي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير