[المقدمه المنطقية التي لايسع الطالب جهلها - قسم التصديقات -]
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 11:38 ص]ـ
نكمل وبه نستعين
بسم الله الرحمن الرحيم
خير منطق يعصم عن الخطأ سهام الدعاء؛ وينتظم في صدر كل كلام يطلب له حسن الانتهاء؛ اسم قديم خص بذاته من عامة الموجودات بالبقاء؛ ولزم صفاته وجوب الوجود وامتناع الفناء؛ وحمد كريم لا يمكن أن يجري في مكله الا ما شاء؛ أوضح براهن وحدته بإيجاد كل شيء من الأشياء؛ وأوصلنا إلى معرفته التي هي أجل النعماء، وعرفنا ما يريد به النعمة من شكرا لآلاء.
فنحمده بقدر الطاقة أجل حمد و يحصي له الثناء، ثم نصلي على من لا يتصور مثله في الخلق وألبها، (محمد صلى الله عليه وسلم) الذي صدق قبل وجوده بأنه أدل دليل أمم الأنبياء، وعلى فروعه وصحبة الذين ثبت بهم أصول الدين غاية النماء.
أما بعد:
بعد إن منَّ الله علينا باملاء قسم من اقسام المنطق هو قسم التصورات وانتهينا منه ...
المقدمه المنطقية التي لا يسع الطالب جهلها (خاص طلبة الأصول) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475)(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/multipage.gif 1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475) 2 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475&page=2) )
وها نحن باذن الله نكمل هذه الرحلة العلمية في كتابة هذه السطور ...
في بيان القسم الثاني وهو:
... التصديقات ...
قلنا فيما سبق ان المنطق يتكون من جزئين ريئسين هما:
1 - التصورات.
2 - والتصديقات.
وكل من الجزئين لهما مبادئ ومقاصد او مقدمات ونتائج ...
فكما كان للتصورات مقدمات تتمثل في الكليات الخمس التي تقوم التعريفات (المعرف)، فللتصديقات كذلك.
وسوف يكون الحديث عن تلك المقدمات بصورة اجماليه في:
القضايا واحكامه من حيث التناقض و ..
والعكوس وملحقاته ..
وطرق الاستدلال كالقياس ..
والإشكال الأربعة وما ينتج عنها وما لا ينتج ..
وبيان اقسام الاستدلال القياسي ..
كالقياس الاقتراني ..
وكالقياس الاستثنائي ..
توطئة للتصديقات
ان الهدف من دراسة التصديقات هو الاستدلال (القياس) فيعدُ المقصد الاسنى في هذا القسم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الرد على المنطقيين" (1/ 4): (والطريق الذي ينال به التصديق هو القياس)
، وقبل الشروع في بيان الاستدلال (القياس) فلا بد من الكلام في مقدمه وتمهيد وتوطئه نبين فيها ركاز وموادها الاساسية التي لا يتم القياس الا بها وهي عناصرها التي تتألف منه وهي القضايا
قال شيخ الإسلام في كتابه "الرد " (1/ 6):
والقياس مؤلف من مقدمتين والمقدمة قضية إما موجبة وإما سالبة وكل منهما إما كلية وإما جزئية فلا بد من الكلام في القضايا وأنواعها وجهاتها وقد يستدل عليها ب نقيضها وب عكسها وب عكس نقيضها فإنها إذا صحت بطل نقيضها وصح عكسها وعكس نقيضها فتكلم في تناقض القضايا وعكسها المستوى وعكس نقيضها) أ. هـ
باب القضايا
القضية لغةًً:
نكمل فيما بعد؛ إن شاء الله ....
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 06:47 م]ـ
باب القضايا
القضية لغةًً:
جمع الأقضية و القضية على وزن فعيله بمعنى مفعول أي مقضي فيها من القضاء، والجمع القضايا على فعالى وأصله فعائل و قضى عليه يقضي قضاء.
القضايا في مجالس القضاء:
ما هي إلا إخبار عن وقائع ليحكم بها القاضي بصدقها أو كذبها لهذا يقال
القضية: قول يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب فيه.
مسميات هذا الباب:
تسمى بالقضية، والجملة التامة،وبالعقد الحازم، وبالقول الحازم، وبالحكم، وبالخبر، وبالعبارة، والمطلب، والمسألة، والمقدمة، والنتيجة،و الدعوى.
كلها أسماء لمدلول واحد في فن المنطق.
فلا تستغرب حين تقرأ أو تسمع العقد الحازم أو الخبر أو القضية .. فانه يريد هذا المدلول.
وتنقسم القضية إلى:
أ – القضايا البسيطة هي التي حقيقتها ومعناها إما:
1. إيجاب فقط كقولنا كل إنسان حيوان بالضرورة فإن معناه ليس إلا إيجاب الحيوانية للإنسان.
2. وإما سلب فقط كقولنا لا شيء من الإنسان بحجر بالضرورة فإن حقيقية ليست إلا سلب الحجرية عن الإنسان
والقضية البسيطة هي التي حكم فيها على ما يصدق عليه في نفس الأمر الكلي الواقع عنوانا في الخارج محققا أو مقدرا أو لا يكون موجودا فيه أصلا وهي البسائط ثمانية - ضرورية مطلقة - ومشروطة عامة - ووقتية مطلقة ... الخ
ب - القضايا المركبة و المركبة من اسمها وهي ما اندرجت قضيتين موجهتين بسيطتين احدهما موجبه والأخرى سالبه، سيأتي الحديث عنها.
وتقسم من حيث واعتبار البداهة وغيرها إلى:
القضايا البديهية التي لا يحتاج إلى استدلال وبرهنه إما أن يكون
تصور طرفيها مع النسبة كافيا في الحكم والجزم أو لا يكون فالأول هو الأوليات كقولنا:
الكل أعظم من الجزء والثاني لا بد أن يكون الحكم فيه بواسطة لا تغيب عن الذهن عند تصور الأطراف أو لا تكون كذلك:
والأول هو الفطريات وتسمى قضايا قياساتها معها كقولنا:
الأربعة زوج فإن من تصور الأربعة والزوج تصور الانقسام
بمتساويين فيحصل في ذهنه أن الأربعة منقسمة بمتساويين وكل منقسم بمتساويين فهو زوج فالأربعة زوج.
وعلى الثاني إما أن تكون تلك الواسطة حسا فقط فهي
المشاهدات فإن كان ذلك الحس من الحواس الظاهرة فهي الحسيات مثل الشمس.
سيأتي الكلام عليه وافياً ....
والقسم الثاني:
قضايا غير بديهية تحتاج إلى استدلال وبرهنه وتجارب حتى تعرفها هل مطابقة فتكون صداقه أو مخالف غير موافقة فتصبح كاذبة كالتجريبيات مثل قولنا شرب السقمونيا مسهل للصفراء .. الخ
هذه التقسيمات أولية للقضايا _ تمهيد بسيط_.
¥