تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اللؤلؤ و المرجان فيما يتأدب به المتناظران]

ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 09:40 م]ـ

[اللؤلؤ و المرجان فيما يتأدب به المتناظران]

قبس من كتاب

أصول الجدل و المناظرة في الكتاب و السنة

للشيخ الدكتور

حمد بن ابراهيم العثمان

حفظه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

حري بمن قصد المناظرة أن يتأدب بأداب أهل العلم عموما، و أداب المختلفين و المتناظرين خصوصا، يلزم أمر الله في محاجة غيره ومعاملة مخالفه بما يقتضيه الشرع طاعة لله، وحتى يحصل مقصوده من معرفة الحق و إظهاره ولزومه، وتحقيق المجادلة بالتي هي أحسن.

و إليك بيان بعض ماينبغي أن يتأدب به المتناظرون.

1

حسن القصد

الإخلاص شرط في جميع الأعمال، فلابد أن يقصد من المناظرة وجه الله، وطلب الحق، و النصيحة للمسلمين.

قال الإمام الشافعي (ماناظرت أحدا إلا على النصيحة)

قال الحافظ بن رجب معلقا على قول الشافعي (لأن تناظرهم كان لظهور أمر الله ورسوله، لا لظهور أنفسهم و الإنتصار لها)

2

استظهار مذهب المخالف قبل المناظرة

قال الشيخ يحي العمراني (وكما قيل من لم يطلع على دلائل خصمه لم يقدر على قطعه و قصمه)

3

مراعاة قدر المناظرة

الناس طبقات في العلم،فينبغي على المناظر أن لا يلتزم حالة واحدة مع كل من يناظره، فيميز بين العالم ومن دونه، وبين المتحري للحق و المتعنت، وبين السني و البدعي، وبين المناظر و المتطفل.

قال إمام الحرمين الجويني (وعليك بالمحافظة على قدرك وقدر خصمك و إنزال كل أحد في وجه كلامك درجته ومنزلته، فتميز بين النظير ة المسترشد، وبين الإستاذ، ومن يصلح لك.

ولا تناظر النظير مناظرة المبتدىء و المسترشد، ولا تناظر أستاذينك مناظرة الأكفاء و النظراء، بل تناظر كلا على حقه، وتحفظ كلا على رتبته)

4

المجادلة بالحسنى

أمرنا الله عز وجل بالمجادلة بالحسنى، قال تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنى و جادلهم بالتي هي أحسن).

5

استعمال السمت الحسن

السمت الحسن و الوقار محمود استعماله شرعا بكل حال، وهو حيلة المؤمن وزينته، وهو سبب لتأييد الله، وميل الناس إلى جهته.

6

الإعراض عن مجالس الهيبة

هيبة العالم أو السلطان تحمل البعض على ترك الإعتراض أو إيراد السؤال أو حتى التجرؤ على التخطئة.

قال إمام الحرمين الجويني (و إياك و الكلام في مجالس الخوف و الهيبة فإنك عند ذلك في حراسة الروح على شغل من حراسة المذهب و نصرة الدين)

7

عدم التهاون مع المخالف

التهاون مع المخالف قد يؤدي إلى عدم الجحد في القيام بالحجة، وهذا يفعله البعض إذا ناظره صغير أو غير نحرير، فيقطعه من حيث اعتقد ضمان ظهوره عليه.

قال إمام الحرمين الجويني (و إياك واستسغار من تناظره و الإستهزاء به كائنا من كان، لأن خصمك كان من المفترض عليك في الدين مناظرته فهو نظيرك، لا يجمل بك إلا مناظرة النظير للنظير.)

8

عدم الإفراط في التوقي من الخصم

كما لا ينبغي للمناظر التهاون مع خصمه، كذلك لاينبغي له الإفراط في الإحتياط حتى لا يستولي عليه الخذلان فينقطع.

قال الإمام الشافعي (رأس التوقي ترك الإفراط في التوقي)

9

الإتفاق على الأسس

المتناظران لابد أن يرجعا في المسألة التي اختلفا فيها إلى كليات ليتم تحرير المسألة المختلف فيها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (فإن الجدل إنما يشترط فيه أن يسلم الخصم للمقدمات)

10

ترك الإلتفات إلى الحاضرين

الإلتفات إلى الحاضرين يشوش الذهن، فينقطع استجماع الذهن، وربما يكون ذلك سببا في ذعف القيام بالحجة.

قال إمام الحرمين الجويني (التقرب إلى الله سبحانه يجب أن يكون بحيث يمنعك عن الإلتفات إلى الحاضرين خالفوك أم وافقوك فإنه سبحانه عند ذلك يكفيك المهم، ويعينك في تقوية ذهنك وتصفية فهمك و إمداد خواطرك ة الكشف عن الحق على لسانك)

11

اعتدال المزاج

ينبغي للمناظر أن لايناظر غيره مع عدم اعتدال طبعه و مزجه، كأن يكون في حالة جوع أو عطش، لئلا يتصور خلاف الحق مع تشويش الذهن.

قال العلامة ابن القيم (ومعلوم ان الرأي لا يتحقق إلا مع اعتدال المزاج)

12

تجنب الغضب و الضجر

الغضب يذهب بلب المناظر، بل من الناس من يشتد غضبه حتى يغلق عليه فلا يدري ماذا يخرج من رأسه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير