وبفضل الأجزاء (التفعيلات) أصبح بالإمكان التعبير عن موسيقى بيت أبي الطيب على النحو التالي:
فلاتحْ - سبنْنَلْمجْ - دَزِقْقَن - وقينتنْ
//5/ 5 - //5/ 5/5 - //5/ 5 - //5//5
فعولن - مفاعيلن - فعولن - مفاعلن
فَمَلْمجْ - دُإِلْلَسْسَيْ - فولْوَثْ - بَةُلْبِكْرُو
//5/ 5 - //5/ 5/5 - //5/ 5 - //5/ 5/5
فعولن - مفاعيلن - فعولن - مفاعلين
10ـ استطاع الخليل بهذه الخطوة أن يتوصل إلى آلية محكمة بارعة مختصرة تعبر لنا عن موسيقى البيت من خلال الكشف عن ترتيبه الحركيّ السكونيّ، ومن خلال هذه الآلية وصف لنا ما انتهى إليه من أنغام الشعر العربي، وسمى كل نغم رئيس بحراً، فاتّسقَ له خمسة عشر بحراً.
11ـ ولما كانت بعض التغييرات اليسيرة في الترتيب لا تخلّ بنغم البيت، فقد اضطر الخليل إلى حصر هذه التغييرات وضبطها ووضع أسماء محددة لها، ليقدم لنا مع كل بحرٍ ما يجوز فيه من تغييرات وسمى هذه التغييرات الزحافات والعلل.
وهكذا جعل الخليل أمامنا وصفا دقيقا مرئيا لجمهرة الشعر العربيّ، فكل كلام وافق ما وصفه لنا في ترتيب حركاته وسكناته فهو شعر، وما خالفه فليس بشعر، ولذلك قال ابن جني: " فما وافق أشعار العرب في عدة الحروف الساكن والمتحرك سمي شعراً، وما خالفه فيما ذكرناه فليس شعرا " [ابن جني: 59].
ومن هنا ندرك بوضوح تام أن العروض ليس إلا تعاملا مع الترتيب الحركي السكوني للكلام، وصفا له، وبناء عليه.
ويمكن أن نجدَ خلاصةً لهذا الشرح المطوّل في عبارات وجيزة للإمام الأخفش، قال رحمه الله: " أما وضعُ العروضِ فإنّهم جمعوا كلَّ ما وصلَ إليهم من أبنيةِ العربِ، فعرفوا عدد حروفها، ساكنِها ومتحرِّكِها، وهذا البناء المؤلّف من الكلام هو الذي تسمّيه العربُ شعراً، فما وافق هذا البناءَ الذي سمّتْهُ العربُ شعراً في عدد حروفِهِ ساكنةً ومتحرّكةً فهو شعر، وما خالفه وإن أشبهه في بعض الأشياء فليس اسمهُ شعراً " [الأخفش: 126]
ـ[عادل باناعمة]ــــــــ[07 - 08 - 07, 03:24 ص]ـ
أرجو المعذرة .. تكرر نشر هذه المقالة مرتين على جهة الخطأ.
أرجو اعتمادَ هذا الإدراج، والإعراضَ عن الآخر .. ولعل الإخوة في الإشرافِ يحذفون تلك المقالة ويكتفون بهذه.
ـ[عبدالعزيز اللحياني]ــــــــ[09 - 08 - 07, 05:32 م]ـ
جزاك الله خير دكتورنا الفاضل.
.